جورجتاون قطر تختتم سلسلة أدباء "قلم" بتأملات عميقة حول الحزن والذاكرة والحب

اختتمت جامعة جورجتاون في قطر آخر فعاليات سلسلتها الأدبية التي استمرت لمدة عام كامل باستضافة الكاتبة والأكاديمية الشهيرة "سونالي ديرانياغالا". كان هذا الحدث بمثابة ظهور علني نادر للأديبة الشهيرة، التي لقيت مذكراتها الصادمة، التي تحمل اسم "موجة" Wave ردود فعل شديدة، باعتبارها واحدة من أقوى روايات الحزن والتشبث بالحياة في الأدب المعاصر.
أجرت الحوار مع الأديبة السيريلانكية الشهيرة، الكاتبة المقيمة بجامعة جورجتاون في قطر، الروائية كاميلا شمسي الحائزة بدورها على عدة جوائز. لتستكشفا معا الخسارة المدمرة في قلب تلك الرواية، وعملية الكتابة والتدوين التي سمحت للأديبة "سونالي ديرانياغالا" بمواجهة آلام الذاكرة الموجعة، والوجود الدائم للحب في أعقاب مأساة لا يمكن تصورها.
تبدأ أحداث رواية "موجة"، التي فازت بجائزة "بن أكرلي" وتم إدراجها في القائمة القصيرة لترشيحات جائزة "دائرة نقاد الكتاب الوطنية"، في أعقاب تسونامي يوم عيد الميلاد لعام 2004 الذي اجتاح مسكن عائلة "ديرانياغالا" أثناء إجازتهم في سريلانكا، مما تسبب في وفاة والديها وزوجها وأبنائها.
في حديثها إلى جمهور مفتون، عرضت الروائية "سونالي ديرانياغالا" تأملاتها في كيف بدأ الكتاب، ليس كمشروع أدبي ولكن كمسعى لترويض شخصي للنفس لفهم واستيعاب الكثير مما هو غير مفهوم، وغامض. وعن تلك التجربة تقول: "كان من المهم بالنسبة لي أن أتعلم أن أحافظ على أعصابي كلما استرجعت تلك الذكريات، وما تعلمته - بالطبع هو أن الذكريات يمكن أن تسبب لك الرعب - لكن معظم ذكرياتي الأخرى كانت في الواقع مليئة بالفرح، لذلك فبمجرد أن تتخطى هذا الألم، فسترى نفسك في مكان أفضل بكثير."
ولدت "سونالي ديرانياغالا" ونشأت في سريلانكا، وهي حاصلة على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة أكسفورد وتدرّس حاليا في كل من كلية الدراسات الشرقية والإفريقية SOAS بجامعة لندن و أيضا بجامعة كولومبيا. في السنوات الأخيرة تحول عملها إلى التركيز على اقتصاديات الكوارث. قدم ظهورها النادر في جامعة جورجتاون في قطر لمحة حميمة عن العلاقة بين السرد القصصي وتجاوز الأزمات والصدمات الماضية، وذلك من خلال حديثها
للطلاب وأعضاء هيئة التدريس وأفراد الجمهور.
أدارت "كاميلا شمسي" دفة الحديث بتعاطف وبصيرة، ورسمت روابط بين الذاكرة والبقاء على قيد الحياة وكيف يمكن للغة أن تحمي الكتّاب وقرائهم وتكشف عنهم الكثير من الخبايا في نفس الوقت.
عام من نمو حب الأدب وازدهاره في قلوب الطلاب
شكر د/ صفوان المصري عميد جامعة جورجتاون في قطر، في مقدمته، وهو الذي أسس برنامج الكاتب المقيم في الجامعة عام 2024، الروائية كاميلا شمسي على دورها الريادي كأول مؤلفة يستضيفها البرنامح، وقال: "على مدار العام الماضي، جمعتنا "سلسلة قلم الأدبية" مع بعض الأصوات الأكثر شهرة بين الروائيين من الجنوب العالمي"، مضيفا: "لقد كان شرفا لي أن أشارككم هذه الأمسيات الأدبية والحوار".
خلفية عامة
جامعة جورجتاون قطر
تأسست جامعة جورجتاون في العام 1789 في واشنطن العاصمة، وهي واحدة من المؤسسات الأكاديمية والبحثية الرائدة في العالم. وفي العام 2005 أبرمت الجامعة شراكة مع مؤسسة قطر تأسست بموجبها جامعة جورجتاون قطر التي تسعى منذ تدشينها إلى التأسيس على السمعة العالمية التي اكتسبتها الجامعة عبر التعليم والبحوث وخدمة المجتمع. واستلهامًا لرسالة الجامعة المتمثلة في تعزيز الفهم الفكري والأخلاقي والروحي، تهدف جامعة جورجتاون قطر إلى الارتقاء بالمعرفة وتوفير تجربة تعليمية شاملة يعود نفعها على الطلاب والمجتمع بما يسهم في بناء أفراد يتمتعون بحس المواطنة العالمية ويلتزمون بخدمة البشرية.
تتخذ جامعة جورجتاون قطر من المدينة التعليمية في العاصمة القطرية الدوحة مقرًا لها، وتقدم برنامج بكالوريوس العلوم في الشؤون الدولية، وهو نفس البرنامج الأكاديمي المرموق والمعترف به دوليًا الذي تقدمه الجامعة في حرمها الرئيسي بواشنطن العاصمة. ويهدف هذا البرنامج الفريد متعدد التخصصات إلى إعداد الطلاب لمعالجة أهم القضايا العالمية وأكثرها إلحاحًا من خلال مساعدتهم في اكتساب مهارات التفكير الناقد والتحليل والاتصال وصقل هذه المهارات في إطار سياق دولي. ويحظى خريجو جامعة جورجتاون قطر بفرص شغل مناصب وظيفية في منظمات محلية ودولية رائدة تنشط في قطاعات متنوعة مثل التمويل والطاقة والتعليم والإعلام. كما يوفر حرم الجامعة في دولة قطر مقرًا لتقديم برنامجين آخرين للدراسات العليا: الماجستير التنفيذي في إدارة حالات الطوارئ والكوارث، والماجستير التنفيذي في القيادة.