دراسة لوايل كورنيل للطب قطر ترصد الحاجة إلى بيانات أفضل عن الأمراض النفسية خلال فترة ما حول الولادة

بيان صحفي
تاريخ النشر: 28 سبتمبر 2020 - 08:38 GMT

دراسة لوايل كورنيل للطب - قطر ترصد الحاجة إلى بيانات أفضل عن الأمراض النفسية خلال فترة ما حول الولادة
أنجز الباحثون مراجعة استقصائية مستفيضة للدراسات البحثية المنشورة عن انتشار الأمراض النفسية بين الأمهات الحديثات الإنجاب والحوامل بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
أبرز العناوين
كشفت دراسة أجراها باحثون من قسم الصحة السكانية في وايل كورنيل للطب - قطر عن وجود نقص مزمن في البيانات الدقيقة والمتسقة عن انتشار الأمراض النفسية بين الحوامل والأمهات الحديثات الإنجاب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

كشفت دراسة أجراها باحثون من قسم الصحة السكانية في وايل كورنيل للطب - قطر عن وجود نقص مزمن في البيانات الدقيقة والمتسقة عن انتشار الأمراض النفسية بين الحوامل والأمهات الحديثات الإنجاب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وقد أنجز الباحثون مراجعة استقصائية مستفيضة للدراسات البحثية المنشورة عن انتشار الأمراض النفسية بين الأمهات الحديثات الإنجاب والحوامل بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتبيّن لفريق الباحثين أن مثل هذه الدراسات اتسمت بشكل عام بمعايير بحثية رديئة، واستخدمت مجموعة مربكة من أدوات الفحص غير المعيارية وتعريفات الأمراض النفسية، واعتمدت أكثر بكثير مما يجب على التقييمات الذاتية، بل ولم تحدد على نحو بيّن عوامل الاختطار المرتبطة بالأمراض النفسية أثناء الحمل وبعده، إلى جانب أوجه قصور عدة أخرى.

وانصبّ اهتمام الدراسة البحثية على فترة ما حول الولادة، وهي الفترة الممتدة من بداية الحمل وحتى نهاية السنة الأولى من عمر الوليد. وقد تتخذ الأمراض النفسية خلال فترة ما حول الولادة شكل الاكتئاب والقلق والاضطراب ثنائي القطب، وتقترن بتفاقم خطر إيذاء الذات والانتحار بين الأمهات. كما ترتبط الأمراض النفسية خلال فترة ما حول الولادة بارتفاع معدلات سوء التغذية وتقزّم النمو بين الرّضع، وقلة الالتزام بجداول التطعيم، وزيادة التعرض للأمراض المعدية، وضعف نمو القدرات المعرفية والعاطفية والسلوكية والاجتماعية للأطفال.

وقالت الدكتورة سهيلة شيما، العميد المساعد لقسم الصحة السكانية في وايل كورنيل للطب - قطر: "نعلم من الدراسات العالمية أن الأمراض النفسية خلال فترة ما حول الولادة تمثّل تحدياً جدياً أمام منظومة الصحة العامة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إلاّ أن البحوث الحالية لا تعطينا رؤية مفصلة عن المعدلات الحقيقية لانتشار تلك الأمراض أو طبيعة المشكلة. وتظهر دراستنا أن ثمة حاجة ملحّة لإجراء بحوث علمية رصينة في هذا الصدد تسهم في النهوض بقدرتنا على الوقاية من الأمراض النفسية خلال فترة ما حول الولادة وعلاجها لحماية صحة الأمهات وأطفالهن في الأجل الطويل".

وأضافت قائلة: "يمثل الإنجاب فترة فريدة وذات خصوصية في حياة المرأة لكنها قد تكون منطوية على كثير من التوتر والمصاعب. ونعتقد أن ثمة حاجة إلى إجراء بحوث أكثر رصانة في هذا الشأن عن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بما يسهم في فهم أفضل لسبل تقديم الرعاية المثالية بما يكفل انقضاء فترة الحمل والولادة دون مخاطر صحية، لتنعم الأمهات الحديثات الإنجاب بأفضل تجربة ممكنة مع مواليدهن".

ضم فريق الباحثين إلى جانب الدكتورة شيما، كل من الدكتور ساثيا دوريسوامي المدير المساعد لقسم الصحة السكانية، وأنوباما جيتيش أخصائية المشاريع، والدكتورة سنية شعبان أخصائية المشاريع، والدكتور أميت أبراهام المحاضر في العلوم السكانية وأخصائي المشاريع، والدكتورة كريمة شعابنة المحاضرة في علوم الصحة السكانية وأخصائية الصحة السكانية والاتصال. ونُشرت الدراسة المعنونة "الأمراض النفسية خلال فترة ما حول الولادة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: نظرة عامة منهجية" في الدورية العلمية المتخصصة International Journal of Environmental Research and Public Health.

عاين فريق الباحثين ما مجموعه 79 دراسة أولية و15 مراجعة تقييمية منهجية نشرت في الفترة بين عامي 2008 و2019. وركّزت الدراسة على الحوامل وأيضاً الأمهات الحديثات الإنجاب لفترة تصل إلى عام بعد الولادة، اللواتي يعشن في أي من بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا العشرين: الجزائر، البحرين، جيبوتي، مصر، العراق، الأردن، الكويت، لبنان، ليبيا، المغرب، عُمان، فلسطين، قطر، السعودية، السودان، سوريا، تونس، الإمارات العربية المتحدة، اليمن بالإضافة إلى باكستان. وتنقسم الدراسات العلمية الخاضعة للمعاينة إلى فئتين عريضتين: تلك التي جمعت البيانات عبر أدوات تشخيصية معتمدة يستخدمها أطباء نفسيون وعلماء نفس إكلينيكيون مدرّبون تدريباً عالياً، وتلك التي استخدمت أدوات فحص أقل صرامة واعتمدت غالباً على أشخاص يبلغون بأنفسهم عن صحتهم النفسية. وأشارت الدراسات المستخدمة لأدوات تشخيصية معتمدة إلى أن انتشار الأمراض النفسية خلال فترة ما حول الولادة يتراوح من 5,6% في المغرب إلى 28% في باكستان، بينما أفادت الدراسات المستخدمة لأدوات فحص أقل صرامة بوجود تباين أكبر بكثير، فقد تراوح معدل انتشار تلك الأمراض من 9,2% في السودان إلى 85,6% في الإمارات العربية المتحدة. كما استقصت الدراسة عوامل الاختطار المرتبطة بالأمراض النفسية خلال فترة ما حول الولادة، مثل تحصيل الدراسة والثروة والدعم الاجتماعي من الأزواج والأصهار وسائر أفراد الأسرة.

ووجدت الدراسة أن البحوث التي تمت معاينتها كانت شديدة التباين، مع اعتماد الباحثين لمجموعة متنوعة من النّهج في دراسة الأمراض النفسية خلال فترة ما حول الولادة. فقد تباينت الفترة الزمنية السابقة واللاحقة للولادة التي تمت دراستها، وتباينت أيضاً الأدوات التشخيصية والإبلاغية في تصميمها وجودتها، وفي الوقت نفسه تفاوتت إلى حدّ بعيد تعريفات الأمراض النفسية التي استندت إليها تلك الدراسات. وبالإضافة إلى ذلك، قيست عوامل الاختطار المتعلقة بالتعليم ودعم الزوج والمجتمع والثروة بطرق متفاوتة، من دراسة إلى أخرى، وكانت الأدوات المستخدمة لرصد تلك المعلومات سيئة التصميم بشكل عام.

وفي هذا الصدد، قال الدكتور دوريسوامي: "وجدنا القليل من الاتساق في طرق جمع البيانات من دراسة إلى أخرى، ما يصعّب للغاية عملية استخلاص استنتاجات مفيدة بشأن معدلات وطبيعة انتشار الأمراض النفسية خلال فترة ما حول الولادة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وقد قطعت قطر شوطاً واسعاً في السنوات القليلة الماضية للاستثمار في خدمات الصحة النفسية فائقة المعايير المتاحة للحوامل والأمهات الحديثات الإنجاب. ومن شأن الأبحاث الأكاديمية الرصينة عن هذا الموضوع أن تتيح لقطر وعموم بلدان المنطقة تصميم واستهداف وتقديم أفضل خدمات الصحة النفسية للنساء من حيث الفعالية".

واعتبر الباحثون أن حملات الصحة السكانية للتوعية بالأمراض النفسية خلال فترة ما حول الولادة يمكن أن تسهم في الوقاية منها عبر تعريف الزوج وسائر أفراد الأسرة بالأهمية البالغة للدعم المقدّم للأمهات الحديثات الولادة والحوامل على حد سواء، وأن ثمة حاجة إلى إنشاء مجموعة معيارية من المنهجيات البحثية لجمع البيانات المتعلقة بالأمراض النفسية خلال فترة ما حول الحمل.

خلفية عامة

وايل كورنيل للطب - قطر

 

تأسست وايل كورنيل للطب - قطر من خلال شراكة قائمة بين جامعة كورنيل ومؤسسة قطر، وتقدم برنامجاً تعليمياً متكاملاً مدته ست سنوات يحصل من بعدها الطالب على شهادة دكتور من جامعة كورنيل. يتمّ التدريس من قبل هيئة تدريسية تابعة لجامعة كورنيل ومن بينهم أطباء معتمدين من قبل كورنيل في كل من مؤسسة حمد الطبية، مستشفى سبيتار لجراحة العظام والطب الرياضي، مؤسسة الرعاية الصحية، مركز الأم والجنين وسدرة للطب. تسعى وايل كورنيل للطب - قطر إلى بناء الأسس المتينة والمستدامة في بحوث الطب الحيوي وذلك من خلال البحوث التي تقوم بها على صعيد العلوم الأساسية والبحوث الإكلينيكية. كذلك تسعى إلى تأمين أرفع مستوى من التعليم الطبي لطلابها، بهدف تحسين وتعزيز مستوى الرعاية الصحية للأجيال المقبلة وتقديم أرقى خدمات الرعاية الصحية للمواطنين للقطريين وللمقيمين في قطر على حدّ سواء. 

 

اشتراكات البيانات الصحفية


Signal PressWire is the world’s largest independent Middle East PR distribution service.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن