دراسة مدعومة من مؤسسة قطر لمساعدة الأطفال المهمشين

تهدف بطولة كأس العالم للأطفال إلى منح الأطفال المهمشين فرصة لإيصال أصواتهم للعالم، فالأمر لا ينتهي عند إطلاق صافرة النهاية، إذ تسعى البطولة التي تقام كل أربع سنوات، قبيل بطولات كأس العالم FIFA™ إلى ترك إرث طويل الأمد لدفع التغيير الإيجابي في حياة هؤلاء الشباب في جميع أنحاء العالم.

في إطار السعي نحو بناء مستقبل أكثر إشراقًا، أطلق ستريت تشايلد يونايتد، والجمعية المعنية بأطفال الشوارع، بالتعاون مع مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية "ويش"، مبادرة مؤسسة قطر العالمية في الصحي، دراسة تم الإعلان عنها خلال قمة "ويش 2022" التي عُقدت مؤخرًا خلال شهر أكتوبر، والتي تُعقد كل عامين. وتهدف الدراسة إلى معالجة المشكلات الصحية التي يتعرض لها الأطفال المهمشين، والعقبات التي تحول دون حصولهم على الرعاية الصحية المناسبة.

يقود الدراسة الدكتورة شونا ماكلويد، التي عملت حتى وقت قريب مع الجمعية المعنية بأطفال الشوارع، كمستشارة أبحاث، وتدرس حاليًا التنمية الدولية في كلية كيغنز في لندن.

وفقًا للدكتورة ماكلويد، يوجد الكثير من البيانات حول هذا الموضوع، لكنها بيانات خاصة بمدينة واحدة، وليست بمناطق مختلفة أو دول متعددة. تهدف ماكلويد من خلال هذا البحث إلى جمع وجهات النظر وآراء الأفراد من جميع أنحاء العالم. وللمساعدة في الدراسة، أجرت حتى الآن مراجعات أدبية، وأرسلت استطلاعات رأي عبر الإنترنت، وأجرت مقابلات مع القادة وصناع القرار.

وتلفت النتائج الأولية الانتباه إلى العوائق التي تقف حائلاً أمام حصول الأطفال المهمشين على الرعاية الصحية، مثل تكلفة الخدمات، واشتراط إبراز وثائق الهوية، والتمييز من قبل العاملين في النظام الصحي، وضرورة مرافقتهم لشخص بالغ لتلقي الرعاية.

كما حضرت ماكلويد كأس العالم للأطفال الدوحة 2022 لمقابلة الأطفال المشاركين به، وأوضحت قائلة: "كانت إقامة البطولة في قطر فرصة جيدة لمحاولة الحصول على مجموعة واسعة من آراء الأطفال من مختلف البلدان، وقد ركزنا على ١٩ فريقًا، حيث لم تضم جميع الفرق أطفالًاً مهمشين، فبعضها شمل لاجئين أو أطفالاً مما يعيشون ظروفًا صعبة.

من خلال مقابلة ما يقرب من ٤٠ شابًا، تقول الدكتورة ماكلويد: " كان الشباب متحمسين للغاية للتحدث معي ومشاركة التحديات والقضايا التي يواجهونها. وعلى الرغم من أن القصص التي يروونها تتعلق بظروفهم الخاصة وأوضاعهم في بلدانهم، إلا أننا وجدنا أنماطًا تُظهر جوانب مشتركة من تجارب الأطفال المهمشين".

بمجرد جمع النتائج وكتابتها ونشرها، تأمل الدكتورة ماكلويد أن تسهم الدراسة في الخروج بتوصيات يمكن تطبيقها في جميع أنحاء العالم. وتضيف: "نحاول تسليط الضوء على التحديات التي يواجهها الأطفال المهمشين في مجال الرعاية الصحية، بالإضافة إلى بناء قاعدة أدلة يمكننا استخدامها في تشجيع الحكومات على اتخاذ إجراءات محددة لضمان حق هذه المجموعات في الحصول على رعاية صحية عالية الجودة".

يُعد "العهد القطري" من أبرز الأحداث في نسخة هذا العام، وهي وثيقة تم توقيعها في اليوم الأخير من البطولة لتذكير الدول بالتزامها باتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل، والتي تنص على تمتع الأطفال كافة بذات الحقوق، بغض النظر عن ظروفهم. وفقًا للدكتورة ماكلويد، لعبت النتائج الأولية للدراسة أيضًا دورًا في صياغة هذه الوثيقة، ما كان له أثر هام في الدعوة لتقديم الرعاية الصحية ذات الجودة للجميع.

على غرار بطولة كأس العالم لكرة القدم، أقيمت بطولة كأس العالم للأطفال الدوحة 2022 بالشراكة مع مؤسسة قطر. كما عُقدت على هامشها جلسات نقاشية، وورش عمل فنية للأطفال. ضمت البطولة ٢٨ فريقًا من الشباب من ٢٥ دولة، للدفاع عن حقوقهم، مع تسليط الضوء على ست موضوعات رئيسية، وهي: الهوية، والصحة، والتعليم، والفقر، والحماية، وتكافؤ الفرص بين الجنسين.