سلسلة المحاضرات المتخصصة في وايل كورنيل للطب - قطر تناقش تسمّم الطعام

تناول الدكتور محمد فيرجي، الأستاذ المشارك لطب الأسرة في وايل كورنيل للطب - قطر، المسبّبات الستة الأكثر شيوعاً لتسمّم الطعام وأعراضه وعلاجه، وذلك خلال محاضرة دعا إليها قسم التعليم الطبي المستمر في الكلية.

وهذه المسبّبات هي: جرثومة سالمونيلا، الجرثومة الإشريكية القولونية "إي-كولاي"، جرثومة العطيفة أو المنثنية، جرثومة الليستيريا، جرثومة نوروفيروس، والجرثومة العصوية الشمعية اللاهوائية "باسيلس سيريس". وشرح المحاضر أعراض تسمّم الطعام الناجم عن كل منها والأطعمة التي تستهدفها ووسيلة انتقالها، مشيراً إلى مسبّبات شائعة أخرى للتسمّم مثل الجرثومة المطثية الوشيقية "كلوستريديوم بوتولينيوم" وفيروس الروتا وفيروس التهاب الكبد أ.

وأوضح الدكتور فيرجي أن معظم المصابين بتسمّم الطعام يتعافون بسرعة نسبياً، دون أن يتسبّب ذلك بمشكلات صحية دائمة، إلا أن بعض أنواعه يمكن أن تكون خطيرة وما تتسبّب به بعض سلالات البكتيريا. وتظهر أعراض تسمّم الطعام بجرثومة إي كولاي خلال يوم إلى ثمانية أيام بعد التعرّض لها، وتشمل الأعراض الإسهال وألم البطن والإعياء والغثيان وفي بعض الأحيان الحمّى والتقيؤ. وغالباً ما تنتقل جرثومة إي كولاي بشرب ماء ملوّث بفضلات بشرية أو حيوانية، أو تناول أطعمة مثل لحوم البقر المفرومة غير المطهيّة بشكل كامل، أو الحليب غير المبستر، أو المحاصيل الطازجة مثل الفواكه والخضروات النيئة المروية بمياه ملوّثة أو مياه متدفقة فائضة عن الأمطار من أراض زراعية وغيرها.

وتُعدُّ سُلالة O157:H7 الأخطر من بين سلالات إي كولاي، فهي تفرز مادة سُمّية قوية تتلف بطانة الأمعاء الدقيقة. وتتسبب هذه المادة السّمية بإسهال مصحوب بدم قبل امتصاصها ونقلها إلى الكُليتين مسبّبة قصوراً كُلوياً حاداً كثيراً ما ينجم عنه فشل كُلوي قد يكون مميتاً.

وفي هذا السياق، قال الدكتور فيرجي: "السلالة O157:H7 من جرثومة إي كولاي شديدة الخطورة، وتبدأ عدواها عادة في غضون ثلاثة إلى أربعة أيام بعد التعرّض لها، ويمكن أن تتسبّب في نهاية المطاف بمتلازمة انحلال الدم اليوريمية اللاحقة لإسهال شديد لفترة ممتدة، ويُقصد به تدمير الخلايا الحمراء بطريقة غير طبيعية. وتُعدّ هذه المتلازمة من المضاعفات الشديدة والمهدّدة لحياة المصاب، وتصيب قرابة 10% من المصابين بهذه السلالة من جرثومة إي كولاي، وتوجد في العادة في لحوم البقر المفروم وبرغر البقر غير المطهيين بشكل كامل. وفي الحقيقة، يُعدّ أي نوع من اللحوم من المخاطر المحتملة على الصحة، خصوصاً الدواجن غير المطهية عند درجة حرارة كافية (165-180 درجة فهرنهايت) ولمدة ساعة واحدة على أقلّ تقدير. لذا أنصحكم جميعاً بالحذر الشديد والحرص على طهي الدواجن واللحوم الحمراء والأسماك بشكل كامل وعدم ترك مساحة وردية اللون غير مطهية منها".

وتطرّق الدكتور فيرجي إلى سمات الأنواع الأخرى من تسمّم الطعام قبل أن يقدّم مؤشرات عامة عن سُبل التحكم في هذه الحالة المرضيّة، موصِياً بعدم تناول أدوية وقف الإسهال لأنها تؤخّر قدرة جسم الإنسان على التخلّص من مسبّبات الأمراض الضارة. ويجب على المصاب أن يُكثر من شرب الماء وأن يتناول أطعمة غير متبلة سهلة الهضم ما يقلّل كمية البروتين، وأن يتجنّب مشروبات الكافيين ومنتجات الحليب والألبان، وأن يأخذ قسطاً كافياً من الراحة. وللحدّ من خطر الإصابة بتسمّم الطعام، أوصى فيرجي بالتزام النظافة الصارمة مع غسل اليدين بتأنٍ، والرعاية الشخصية خصوصاً قبل تحضير الطعام، وإذابة الأطعمة المجمّدة كما يجب في درجة حرارة الغرفة الاعتيادية وليس بغسلها بالماء الساخن، ووضع اللحوم النيئة في فرن مسبق التسخين عند شوائها. كذلك نصح باستخدام أوانٍ منفصلة وأماكن تحضير مختلفة للحوم والدواجن والأسماك، ما يحول دون انتقال التلوث في ما بينها.

وأشار الدكتور فيرجي إلى أن الشركات التجارية المختصة في صناعة الأغذية تفرض على طواقمها ارتداء أغطية الشعر وأقنعة الوجه عند تحضير الأطعمة وتغليفها، ونصح بعدم شرب الماء إلا من مصادر موثوقة خصوصاً أثناء السفر وأخذ الحيطة الواجبة عند تناول السلطة وغيرها من المحاصيل الطازجة التي يمكن أن تكون ملوّثة بنواقل مُعدية مثل فيروس التهاب الكبد أ.

نالت المحاضرة الاعتمادَين اللازمين من إدارة الاعتماد في المجلس القطري للتخصصات الصحية في قطر ومجلس اعتماد التعليم الطبي المستمر في الولايات المتحدة.