سياحة الشارقة وهيئة البيئة والمحميات الطبيعية تنظمان مبادرة بيئية توعوية في المنتثر

نظمت هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة وفي إطار جهودها لتبني مبادرات نوعية ودعم أنشطة حماية الموارد البيئية الوطنية والحفاظ على استدامتها، وتماشياً مع رؤية القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة، وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مبادرة بيئية توعوية في الإمارة تهدف إلى تشجير الصحراء في محمية المنتثر بالشارقة.

ويأتي تنظيم المبادرة بالتعاون مع هيئة البيئة والمحميات الطبيعية، والاتحاد الدولي للزوارق السريعة الفورمولا 1 – (UIM.H2OF1)، وبلدية البطائح وشرطة الشارقة. وأقيمت هذه المبادرة لتعزيز  دور الهيئة في مجالات المسؤولية المجتمعية على مستوى الإمارة والدولة، وجاء ذلك على هامش "أسبوع الشارقة للبطولات العالمية المائية 2019"، حيث تأتي هذه المبادرة تضامناً مع البرنامج العالمي للتشجير والذي يتبناه "الاتحاد الدولي للزاورق السريعة الفورمولا 1" بهدف حماية البيئة والتقليل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

حضر هذا الحدث، سعادة خالد جاسم المدفع، رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة؛ وسعادة هنا سيف السويدي، رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية؛ وعدد من كبار المسؤولين ومنظمي أسبوع الشارقة للبطولات العالمية ومدراء الفرق المشاركة والإداريين وعدد من المتسابقين العالميين في البطولة، إلى جانب عدد من الوفود الزائرة للإمارة، وتمت زراعة نحو 120 شتلة لثلاثة أنواع من الأشجار التي تتميز بها بيئة الدولة ومنطقة شبه الجزيرة العربية بشكل عام، وهي: الغاف، والسدر، والأراك "المعروفة بنبتة المسواك".

وأكد سعادة خالد جاسم المدفع، رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة،: "أن الهدف من المبادرة هو تعزيز دور الهيئة في مجال المسؤولية المجتمعية ونشر الوعي بين شرائح المجتمع كافة حول أهمية التقليل من الانبعاثات الكربونية، وضرورة السعي إلى إعادة التوازن البيئي للمناطق الصحراوية في الدولة بما يعزز الحفاظ على المنظومة البيئية كاملة من الحياة الفطرية النادرة والمهددة بالإنقراض، فضلاً عن تبني المبادرات والبرامج ذات الصلة بالبيئة لتحقيق استدامة مواردها، حيث تعتبر البيئة المحلية وجهة سياحية جاذبة لسياح الإمارة وزوارها من مختلف دول العالم لما تتميز به من تنوع في التضاريس والتجارب التي تقدمها في قالب من المغامرات والاستكشاف والترفيه، حيث تعتبر الشارقة وجهة مثالية لممارسة مختلف الأنشطة إن كانت صحراوية أو جبلية أو حتى بحرية".

ولفت سعادته: "إن إمارة الشارقة تتبنى مثل هذه المبادرات المميزة التي ترفع مستوى الوعي بالبيئة وأهمية تشجير الصحراء لكون البيئة إحدى الأولويات على المستوى الوطني، ولا بد من مواصلة العمل والتنسيق الفعال والتعاون المشترك مع مختلف القطاعات والجهات المعنية في القطاعين الحكومي والخاص في إمارة الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة لدعم مثل هذه الحملات والمبادرات الوطنية الهامة وذات الأثر الاجتماعي والثقافي والاقتصادي والبيئي على المدى البعيد".

وفي إطار هذه المبادرة، صرحت سعادة هناء سيف السويدي، رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية: "أشكر هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة وفريق فورمولا 1 ، على مبادرتهم بتنفيذ حملة تشجير في محمية المنتثر، فمثل هذه الخطوة تشكل قيمة مضافة لما تم إنجازه من عمليات تشجير في المحمية، استناداً إلى رؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، كما أنها تكمل عمليات وحملات التشجير التي نفذتها الهيئة، ومن بينها حملة استهدفت طلبة مدارس الشارقة، وموظفي المؤسسات العامة والخاصة، بالإضافة إلى الجهات التطوعية".

وأضافت: "إن مثل هذه الحملات تسهم في تجسيد رؤى وتوجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة، بشأن الحفاظ على بيئات المناطق البرية، وترسيخ الثقافة البيئية في نفوس أبناء الوطن وتوعيتهم بأهمية حماية البيئة، وتعزيز مكانة محمية المنتثر التي رأت النور عام 2007، والتي تتميّز بطبيعتها الصحراوية، ووفرة الأشجار والمراعي والنباتات البرية فيها، حيث تعتبر بيئة مناسبة للجِمال والمواشي وبعض الحيوانات البرية مثل المها وغيرها، وهي تمتد على مساحة كبيرة تبلغ تسعة كيلو مترات مربعة، تستوعب زراعة نحو مليون وربع المليون من أشجار الغاف والسدر، كما أنها تعتبر محمية متكاملة بما تحويه من أشجار ونباتات برية. وتركز المبادرة على المحافظة على مختلف أنواع البيئات في إمارة الشارقة، بما في ذلك البيئة الصحراوية، التي تعد البيئة الأكبر في الإمارة، والسعي للارتقاء بالوعي البيئي وتطوير شراكات مع مختلف شرائح المجتمع لتعزيز مسيرة العمل البيئي، والمساهمة في تنمية السياحة البيئية المستدامة وتعزيز مقوماتها واستدامة الموارد الطبيعية.

وأكدت السويدي في تصريحها: "تمثل البيئة الصحراوية منطقة جذب سياحي مهمة في الدولة من خلال المشاريع السياحية التي أقيمت في قلب الصحراء وحظيت باهتمام كبير من جانب المواطنين والمقيمين والسياح، كما تساهم السياحة البيئية في تطور الاقتصاد الأخضر القائم على حماية البيئة واستدامة الموارد، والحفاظ على التراث الطبيعي والثقافي، بالإضافة إلى تعزيز فرص نمو التعليم البيئي ورفع مستويات الوعي بالبيئة وأهميتها".