طلاب المرحلة الثانوية يتعلمون أصول البحث العلمي على يد أعضاء هيئة التدريس في وايل كورنيل للطب – قطر
تنافس 21 فريقاً من المدارس الثانوية الحكومية والخاصة من أنحاء قطر في مسابقة الملصقات البحثية التي نظمها مكتب استقطاب الطلاب والتواصل المجتمعي في وايل كورنيل للطب – قطر. وتهدف المسابقة إلى حثّ النشء في هذا السنّ على استكشاف آفاق الطب وتطبيق منهجيات البحث العلمي وفق المعايير العالمية المتبعة.
وقدّم الطلاب المشاركون محاور وثيقة الصلة بأهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة والرامية، بين جملة أمور، إلى ضمان توافر المياه النقية للجميع وجعل مدن العالم شاملة للجميع وآمنة وضمان الاستهلاك والإنتاج المستدامَيْن. وشملت الموضوعات البحثية التي تطرّق إليها الطلاب المشاركون: "تأثير تلوث الهواء في انتشار الأمراض التنفسية في قطر" لفريق مدرسة المستقبل المنير الباكستانية العالمية، "كبار السنّ والصحة العقلية" لفريق مدرسة شيربورن قطر، و"أسباب تسوّس الأسنان بين أطفال قطر" لفريق مدرسة مايكل ديبيكاي الثانوية - قطر.
وأشاد الدكتور رشيد بن ادريس، العميد المساعد لشؤون استقطاب الطلاب والتواصل المجتمعي والبرنامج التأسيسي في وايل كورنيل للطب - قطر، بالمشاركات الطلابية المتميزة واصفاً المعايير البحثية المطبّقة بأنها رفيعة. وقال: "سعدنا كثيراً بالاطلاع على الملصقات البحثية المعروضة هنا اليوم لأنها تُظهر جلياً أن الطلاب المشاركين في إعدادها قد طبّقوا منهجية بحثية سليمة.
وأضاف قائلاً: "قطر ماضيةٌ في إرساء قدراتها البحثية في مجالات العلوم والتقنية والطب، ومن خلال حثّ الطلاب على المشاركة في هذا الشأن وغرس الاهتمام في أذهانهم قبل بلوغهم المرحلة الجامعية نكون قد أسهمنا في تمكينهم من اتخاذ قرارات مدروسة بشأن مهنهم المستقبلية. وبطبيعة الحال سيسعدنا جداً في حال قرّر الطلاب المشاركون كافة دراسة الطب أو الإنخراط في بحوث الطب الحيوي والعمل في أحد هذين المجالين في المستقبل، لكن هدفنا الأول هو غرس حب العلوم والبحوث العلمية في نفوس الطلاب.
وختم الدكتور بن ادريس قائلاً: "اللافت للاهتمام هنا أن كافة الملصقات البحثية المشاركة تناولت قضايا وثيقة الصلة بحياتنا في قطر. فبعيداً عن القضايا ضيقة الأفق أو المعزولة المقيّدة ضمن المختبرات المغلقة، نجد أن ملصقات الطلاب قد عالجت أموراً تتعلق بحياتنا اليومية".
وقد قام أعضاء هيئة التدريس وأخصائيو التدريس في وايل كورنيل للطب - قطر بتوجيه الفرق البحثية الطلابية حيث قدّموا لهم الإرشادات وأجابوا على أسئلتهم ومدّوهم بخبراتهم في أصول البحوث العلمية وفي كيفية تقديم نتائج الملصق العلمي أمام الجمهور. وخضعت الملصقات البحثية لتحكيم عشرة باحثين من قسم البحوث في وايل كورنيل للطب - قطر ومعهد قطر لبحوث الطب الحيوي.
ضمّ فريق مدرسة المستقبل المنير الباكستانية العالمية الطالبة رمشة يوسف التي شاركت مع زملائها في استقصاء عوامل الاختطار البيئية والسلوكية لمرض إعتام عدسة العين. وقالت رمشة عن هذه التجربة: "قرأنا العديد من الكتابات العلمية المنشورة في هذا المجال ثم استطلعنا آراء الناس عن عوامل الاختطار. وعلى سبيل المثال، سألناهم عن عدد الساعات التي يمضونها يومياً في الشمس والوسيلة المستخدمة لحماية أعينهم. فمرض إعتام عدسة العين منتشر بين كبار السن، وأردنا أن نتحقّق في ما إذا كانت سلوكياتنا وعاداتنا في الصغر تؤثر في احتمال إصابتنا بإعتام عدسة العين في الكِبر. وإن عوامل الاختطار للإصابة به يمكن إيجازها في خمسة أمور: أشعة الشمس وداء السكري والحمية الغذائية والعقاقير واجتفاف الجسم".
وفي ختام المسابقة البحثية أُعلنت المدارس الفائزة: مدرسة المستقبل المنير الباكستانية العالمية - المرتبة الأولى عن ملصق انتشار المحدّدات السلوكية والبيئية لمرض إعتام عدسة العين، وتألف فريقها من الأستاذ عاصم بخاري والطالبات مومينا خاشي ومريم سليمان ونجوى أمير ورمشة يوسف وزاهدة بيبي. فيما فاز بالمرتبة الثانية فريق مدرسة علي بن جاسم بن محمد آل ثاني الثانوية المستقلة للبنين عن دراسة أنظمة التكييف المركزية الخالية من الجراثيم بالاستعانة بالأشعة فوق البنفسجية UVC، وحلّ في المرتبة الثالثة فريق المدرسة اللبنانية في قطر عن دراسة إعادة التدوير وفضلات المطابخ.
ونوّه الدكتور إيلي صيّاح، الذي قاد فريق المدرسة اللبنانية في قطر، بالفوائد الجمّة للمسابقة والاستفادة القيّمة للطلاب من هذه التجربة، حيث أن الدراسة استقصت كيفية تحويل زيت الطهي إلى وقود حيوي بما يقلّل من ملوّثات الهواء الناجمة عن المحرّكات التي تعمل بالبنزين. وقال في هذا الصدد: "بفضل هذه المسابقة البحثية تعلّم طلابنا أصول إجراء البحوث العلمية، والمصطلحات الصحيحة الواجب استخدامها، وكيفية عرض المعلومات بالاستعانة بالرسومات البيانية والتوضيحية، مثلما أسهمت المسابقة في تحسين قدرتهم على التفكير بطريقة نقدية".
وأتيحت للفرق المشاركة الانتقال إلى المرحلة التالية وعرض ملصقاتهم البحثية خلال أعمال المؤتمر الطبي السنوي للمرحلة الثانوية المقرّر في 23 نوفمبر المقبل في مركز قطر الوطني للمؤتمرات، حيث سيتمّ خلال الحدث إعلان اسم الفريق الفائز.
خلفية عامة
وايل كورنيل للطب - قطر
تأسست وايل كورنيل للطب - قطر من خلال شراكة قائمة بين جامعة كورنيل ومؤسسة قطر، وتقدم برنامجاً تعليمياً متكاملاً مدته ست سنوات يحصل من بعدها الطالب على شهادة دكتور من جامعة كورنيل. يتمّ التدريس من قبل هيئة تدريسية تابعة لجامعة كورنيل ومن بينهم أطباء معتمدين من قبل كورنيل في كل من مؤسسة حمد الطبية، مستشفى سبيتار لجراحة العظام والطب الرياضي، مؤسسة الرعاية الصحية، مركز الأم والجنين وسدرة للطب. تسعى وايل كورنيل للطب - قطر إلى بناء الأسس المتينة والمستدامة في بحوث الطب الحيوي وذلك من خلال البحوث التي تقوم بها على صعيد العلوم الأساسية والبحوث الإكلينيكية. كذلك تسعى إلى تأمين أرفع مستوى من التعليم الطبي لطلابها، بهدف تحسين وتعزيز مستوى الرعاية الصحية للأجيال المقبلة وتقديم أرقى خدمات الرعاية الصحية للمواطنين للقطريين وللمقيمين في قطر على حدّ سواء.