فريق بحثي بجامعة كارنيجي ميلون في قطر يطوّر منهجًا مدته 3 سنوات لتعليم علوم الحاسوب

طوّر فريقٌ من باحثي جامعة كارنيجي ميلون في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، منهجًا دراسياً مدته ثلاث سنوات، لتعليم علوم الحاسوب لطلاب المدارس المتوسطة، وإعدادهم لمستويات متقدمة في علوم الحاسوب. تم تطوير المشروع بفضل منحة بحثية من برنامج الأولويات الوطنية للبحث العلمي، الذي يقدمه الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي.

ويجري اختبار المنهج الدراسي الجديد في سبع مدارس في قطر هذا العام، بالإضافة إلى مدارس في باكستان والولايات المتحدة، فيما درّب الفريق أكثر من 200 أستاذ على تدريس المنهج الجديد لأكثر من 20 عشرين ألف طالب.

ومنذ أكثر من 10 سنوات، يعمل الدكتور ثاقب رزاق، الباحث الرئيسي الأول في المشروع والأستاذ المساعد لعلوم الحاسوب في جامعة كارنيجي ميلون في قطر، على تطوير أدواتٍ لتعليم علوم الحاسوب في قطر. كانت بداية جهوده من خلال تكييف برنامج "أليس" بغرض تعليم الطلاب في منطقة الشرق الأوسط المهارات الأساسية في البرمجة.

ولتطوير المنهج الدراسي الجديد، عمد الدكتور رزاق إلى التوسع في أحد جوانب برنامج "أليس"، والعمل على توفير فهم أعمق لمبادئ علوم الحاسوب. ويشرح رزاق: "صممنا المنهج الجديد مع وضع الأطفال بعين الاعتبار. فقد نشأ الجيل الحالي من الأطفال في عصر أجهزة الحاسوب والأجهزة اللوحية والهواتف الذكية، فاعتادوا على التفاعل الفوري معها. وعلى هذا الأساس، قمنا بإدراج عناصر بصرية مختلفة في المنهج الجديد حتى يتمكنوا من فهم طريقة التفكير الحاسوبي".

تم تصميم المنهج الجديد لتقديمه في المدارس المتوسطة، وهو يغطي أساسيات التفكير الحاسوبي من خلال البرمجة النصية المتقدمة للغة البرمجة "بايثون". ويقول الدكتور رزاق: "يمكن للطلاب دراسة المنهج الجديد بأكمله، أو اختيار وحدات معيّنة منه. فعلى سبيل المثال، يستطيع الطلاب المهتمون بالبرمجة المكثفة المشاركة في الوحدة الخاصة للبرمجة من كل عام، لتعميق فهمهم لهذا الاختصاص".

جديرٌ بالذكر أنه تم تطوير برنامج "أليس" التعليمي في الأصل بالمقر الرئيسي لجامعة كارنيجي ميلون في الولايات المتحدة الأمريكية. وقد نجح الدكتور ثاقب رزاق، بمعاونة فريق من الباحثين في الجامعة، بابتكار منهج للبرنامج باللغتين العربية والإنجليزية، وتطوير المراجع التعليمية المرافقة، بدعم من برنامج الأولويات الوطنية للبحث العلمي التابع للصندوق القطري لرعاية البحث العلمي. كما حصل الفريق البحثي على دعم من مركز حمد بن جاسم لتعليم علوم الحوسبة للتعليم ما قبل الجامعي، وهو ثمرة الشراكة بين جامعة كارنيجي ميلون في قطر مع مؤسسة جاسم وحمد بن جاسم الخيرية. شمل الدعم تدريب المعلمين، وإقامة ورش عمل للطلاب، وتنظيم مسابقات في مجال البرمجة.

ويتطلع الدكتور رزاق، وفريقه البحثي، لإنجاز المزيد من التطوير على برنامج "أليس" مستقبلاً، علماً أنه قد تم تعيينه مديرا للمناهج الدراسية الخاصة ببرنامج "أليس" في الحرم الرئيسي للجامعة، وهو يسعى إلى دمج التكنولوجيا الحديثة، مثل تقنية الواقع الافتراضي، في أسلوب تعلّيم علوم الحاسوب. وعن ذلك يقول الدكتور رزاق: "حان الوقت لتقديم طرقٍ جديدة لتعليم علوم الحاسوب في المدارس، خاصة وأننا أصبحنا نعتمد على التكنولوجيا الرقمية بشكل أكثر مما كنا عليه قبل بضع سنوات. لذلك، يتوجب علينا استقطاب اهتمام المزيد من الطلاب من خلال اعتماد أساليب تعليمية حديثة وجذابة".