مؤتمر جيبكا السادس للرعاية المسؤولة يناقش دور الثقافة والقيادة والتكنولوجيا في تعزيز السلامة والابتكار

شدد المتحدثون في المؤتمر السادس للرعاية المسؤولة الذي ينظمه الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات (جيبكا) على أهمية ترسيخ ثقافة السلامة وتعزيز الاستثمار في الكفاءات البشرية واعتماد التقنيات الرقمية المتقدمة لضمان عمليات أكثر أمانًا وذكاءً واستدامة في القطاع. ينعقد المؤتمر هذا العام تحت شعار “نحو مستقبل أكثر ذكاءً وشفافية ومرونة“، في الفترة من 13 إلى 15 أكتوبر 2025 في فندق شيراتون البحرين بالمنامة، بمشاركة نخبة من القادة الإقليميين والدوليين لاستكشاف آفاق الاستدامة والسلامة والتحول الرقمي في صناعة الكيماويات.
انطلقت أعمال المؤتمر بكلمة افتتاحية ألقاها خالد العلياني، نائب الرئيس لقطاع البيئة والصحة والسلامة والأمن في شركة سابك ونائب رئيس لجنة الرعاية المسؤولة في الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات (جيبكا)، أكد خلالها أهمية تعزيز رؤية مشتركة للتميز في مجالات البيئة والصحة والسلامة والأمن داخل قطاع الكيماويات. وأشار العلياني إلى أن مبادرة الرعاية المسؤولة® تمثل المعيار العالمي الأبرز للريادة في مجالات البيئة والصحة والسلامة والأمن، داعياً الشركات العاملة في القطاع إلى التمسك بقيمها الأساسية باعتبارها نهجاً مستداماً يدعم التحسين المستمر والنمو المسؤول.
كما واستمع الحضور إلى كلمة الدكتور عبد الرحمن جواهري، الرئيس التنفيذي لشركة بابكو للتكرير، والتي تناول فيها الدور المحوري لحماية البيئة والصحة والسلامة والأمن في تشكيل مستقبل صناعة البتروكيماويات. ودعا الدكتور جواهري في كلمته قادة القطاع إلى تبنّي ثقافة ذكية وشفافة ومرنة، لا تقتصر على تلبية المتطلبات التنظيمية فحسب، بل تسهم في تعزيز ثقة المجتمعات وأصحاب المصلحة وترسيخ مبادئ النمو المستدام في الصناعة.
كما شهد اليوم الأول عقد جلسة حوارية بعنوان "من الحوادث إلى الريادة الصناعية من خلال الرعاية المسؤولة®" بمشاركة كل من خالد الداود، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة ناتبت، وميتشل تومي، نائب رئيس الاستدامة والرعاية المسؤولة في المجلس الأمريكي للكيمياء.
وخلال اليوم الأول من المؤتمر، استعرض المتحدثون أهمية اتخاذ خطوات جريئة لإعادة ابتكار العمليات التشغيلية عبر تبنّي التحول الرقمي وتطوير مهارات فرق العمل في مجالات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة، إضافة إلى تسريع اعتماد الحلول المبتكرة لتعزيز الكفاءة وتحقيق ميزة تنافسية في القطاع. كما تم تسليط الضوء على دور العامل البشري في تحسين الأداء والسلامة، إذ أشار الخبراء إلى أن ما بين 80 إلى 90% من الحوادث تعود إلى أسباب بشرية، مؤكدين على ضرورة الاستثمار في التدريب وبناء ثقافة مؤسسية واعية بالمخاطر.
وشددت المناقشات على أهمية القيادة التحويلية في ترسيخ الثقة والعدالة داخل بيئة العمل، وعلى أهمية ترسيخ ثقافة السلامة كركيزة أساسية لتعزيز السلوك المؤسسي المسؤول ودعم الاستدامة.
ويستمر المؤتمر غدًا، 15 أكتوبر، بجلسة مخصصة للأمن السيبراني يديرها كلٌّ من نوفل نسيم، نائب رئيس إدارة المخاطر السيبرانية في شركة "مارش"، وبيتر كلايتون، رئيس مركز هندسة الطاقة في دبي بالشركة نفسها. كما ستتضمن فعاليات اليوم الثاني ورشة عمل متقدمة في القيادة يقدمها ألفريدو كرم، المستشار الرئيسي لممارسات القيادة والثقافة في شركة dss+، تهدف إلى تزويد المشاركين برؤى عملية حول سبل تعزيز ثقافة السلامة في بيئة الأعمال الحديثة.
وفي إطار تعلقيه على انعقاد الدورة السادسة للمؤتمر، قال الدكتور عبد الوهاب السعدون، الأمين العام للاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات (جيبكا): "مع انطلاق فعاليات المؤتمر، يتضح أن الرعاية المسؤولة® تمثل في آنٍ واحد التزامًا مهنيًا ومحركًا رئيسيًا للتحول والتطور المستدام. وتعكس الأفكار والرؤى التي طُرحت حتى الآن استعداد القطاع لقيادة التغيير، وتبنّي الابتكار، وتحقيق أثر إيجابي يمتد عبر سلسلة القيمة بأكملها."وأضاف السعدون:"أتوجه بخالص الشكر إلى جميع المشاركين على مساهماتهم القيّمة وحواراتهم البنّاءة، وأتطلع إلى مواصلة هذا الزخم الإيجابي خلال اليوم القادم."
كما يشهد المؤتمر، الإعلان عن الفائزين بالدورة الرابعة من جوائز جيبكا للتميّز في الرعاية المسؤولة®، والتي تهدف إلى تكريم الشركات والأفراد الذين قدّموا إنجازات بارزة في مجالات البيئة والصحة والسلامة والاستدامة.
وسيتم خلال المؤتمر أيضًا تسليم كأس جيبكا الثاني للحياد الكربوني، الذي يحتفي بـإبداعات طلبة الجامعات والدراسات العليا تقديرًا لمساهماتهم المبتكرة في بناء مستقبل خالٍ من الانبعاثات الكربونية.
خلفية عامة
الاتحاد الخليجي لمصنعي البتروكيماويات والكيماويات
يعتبر الاتحاد الخليجي لمصنعي البتروكيماويات والكيماويات أول اتحاد من نوعه يمثل مصالح هذا القطاع في منطقة الشرق الأوسط. وقد حقق بعداً جديداً من مهماته بابتكار منتدى للنقاش ومنصة يتواصل عبرها مصنعو البرتوكيماويات والكيماويات ويتشاطرون مفاهيمهم وأفكارهم. منذ أن تأسس في شهر مارس من العام 2006، اكتسب الاتحاد سمعة محسوداً عليها لتوجيه القطاع في المنطقة نحو مستوى جديد من التعاون المثمر ولرفع المعايير من ناحية المصالح المشتركة.
يعتبر الاتحاد الخليجي لمصنعي البتروكيماويات والكيماويات الهيئة التمثيلية لقطاع البتروكيماويات والكيماويات الأكثر احتراماً في المنطقة. وبهذه الصفة، يستمرّ في بذل الجهود الآيلة إلى تعزيز دور دول المنطقة في الحوار الدولي لصياغة السياسات والأنظمة ذات العلاقة بهذا القطاع وفي إبقاء أبوابه مفتوحة للشركات الأعضاء كافة التي يعتبر الاتحاد بمثابة محفّز لها يدفعها إلى التركيز على المسائل المرتبطة بالقطاع.