مقدمو الرعاية الصحية في الإمارات يستعدون لنقلة كبيرة في استخدام التكنولوجيا الرقمية وحلول البيانات

تخطط معظم مؤسسات الصحة والخدمات الإنسانية في دولة الإمارات العربية المتحدة لزيادة استثماراتها في التكنولوجيا الرقمية وحلول البيانات بعد اكتشاف قيمتها وأهميتها المتزايدة خلال جائحة كوفيد-19، جاء ذلك في تقرير جديد أصدرته شركة إرنست ويونغ (EY) بعنوان "تسخير قوة البيانات لتحسين صحة ورفاهية المواطنين: هل يتحول الطموح إلى واقع؟".
وقامت EY، بالتعاون مع معهد ابتكارات الصحة العالمية في إمبريال كوليدج، بدراسة التحديات التي تواجه مؤسسات الصحة والخدمات الإنسانية في تطبيق التكنولوجيا الرقمية وحلول البيانات. بالإضافة إلى ذلك، عملت EY مع شركة أبحاث السوق «يوجوف» لإجراء دراسة متخصصة لمعرفة آراء مؤسسات الصحة والخدمات الإنسانية في ستة بلدان، شملت أستراليا، والهند، وإيطاليا، والإمارات العربية المتحدة، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية.
تصدرت الإمارات العربية المتحدة مجال استخدام التقنيات الرقمية وحلول البيانات خلال الجائحة
كانت مؤسسات الصحة والخدمات الإنسانية متخلفة عن باقي القطاعات في استخدام التقنيات الرقمية وحلول البيانات. لكن غالبية المشاركين في جميع البلدان أفادوا بأن استخدامهم للتقنيات الرقمية وحلول البيانات قد ازداد منذ بداية انتشار كوفيد-19. وكانت نسبة المشاركين الذين يستخدمون تقنيات رقمية وحلول بيانات محددة في الإمارات والهند أعلى بكثير من البلدان الأخرى.
كما انتشر استخدام الاستشارات عبر الهاتف والفيديو على نطاق واسع في جميع البلدان، إنما بتفاوت كبير بينها من حيث استخدام حلول البيانات والتقنيات الرقمية الأخرى. ويبدو أن سبب ذلك يعود إلى أن عدداً كبيراً من المؤسسات في هذه الدول كانت تستخدم هذه الحلول قبل انتشار الجائحة.
وقد تمكنت الإمارات تحديداً من توسيع نطاق هذه التقنيات نظراً لبنيتها التحتية التقنية القوية واستثمارها بشكل كبير مؤخراً في أحدث التقنيات مثل الذكاء الاصطناعي. وبالنظر إلى المستقبل، فقد أشار 53% من المشاركين في الإمارات إلى أنهم يخططون لزيادة الاستثمار في هذه الحلول على مدى السنوات الثلاث المقبلة.
يعتقد 86% من المشاركين في الإمارات أن استخدام التقنيات الرقمية وحلول البيانات أدى إلى زيادة إنتاجية العاملين
وعلى الصعيد العالمي، قال المشاركون بأن استخدام التقنيات الرقمية وحلول البيانات أدى إلى زيادة إنتاجية العاملين، حيث عبّر عن ذلك 86% من المشاركين في الإمارات، بينما عبّر عن ذلك 53% في المملكة المتحدة. بالإضافة إلى ذلك، ذكر أغلب المشاركين في خمس من الدول الست التي شملتها الدراسة، باستثناء المملكة المتحدة، بأن هذه الحلول كانت فعالة في تحسين كل من النتائج وجودة التجربة والحصول على الرعاية، بالنسبة للمرضى والمستفيدين من الخدمات.
والأمر المشجع أن 66% من المشاركين على الصعيد العالمي قالوا بأن العاملين تكيفوا بسرعة مع استخدام الأدوات الجديدة. وقال 61% ممن شملتهم الدراسة أن مؤسساتهم أصبحت تستخدم هذه الحلول بفعالية أكبر مما كانت عليه قبل بدء انتشار الجائحة، وذكر 58% أن الحلول الرقمية جعلت نماذج التشغيل أكثر كفاءة.
ركّز 40% من المشاركين في الإمارات على قضايا الأخلاق والخصوصية بوصفها من أكبر العوائق أمام تطبيق التكنولوجيا الرقمية
كشفت الدراسة أيضاً أن 40% من المشاركين في الإمارات عبروا عن مخاوفهم بشأن قضايا الأخلاق والخصوصية بوصفها من أكبر العوائق أمام تطبيق التكنولوجيا الرقمية وحلول البيانات قبل انتشار جائحة كوفيد-19. وهذه النسبة أعلى بكثير من الدول الأخرى، حيث أشار 11% من المشاركين في المملكة المتحدة و20% في الولايات المتحدة الأمريكية، على أنها مصدر قلق رئيسي. وذكر التقرير بأنه ليس من الواضح حالياً ما هي الأسباب الكامنة وراء هذا التفاوت، إلا أنه ناجم على الأرجح عن مزيج من العوامل الثقافية ومواقف المواطنين وسياسات حوكمة المعلومات والبنية التحتية.
وقال محمد سير، خدمات استشارات الحوكمة الرقمية والقطاع العام لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدى EY: "تتمتّع مؤسسات الصحة والخدمات الإنسانية في دولة الإمارات العربية المتحدة بوضع أفضل للتكيف مع الخدمات الرقمية التي تتطلّبها الجائحة مقارنة بنظرائها من دول العالم. فالإمارات من أكثر الدول استخداماً للتقنيات الرقمية وحلول البيانات. ومن الواضح أن هذا الاتجاه مرشح للاستمرار بعد أن اكتشف المشاركون أهميتها، ويخطط معظمهم لزيادة الاستثمار فيها في المستقبل القريب. وربما سمحت البنية التحتية والأنظمة الحضرية الحديثة نسبياً أن تكون أنظمة الرعاية الصحية في الإمارات أكثر مرونة من مثيلاتها الأخرى الراسخة والأكثر قدماً".
وللحفاظ على هذا الزخم في المستقبل، ركّزت النتائج الرئيسية لتقرير EY على ضرورة ضمان تمويل خدمات الرعاية المقدمة بشكل افتراضي أو من خلال الحلول الرقمية خلال فترات الأزمات، مثل هذه الجائحة، وسداد تكاليفها والحفاظ على التشغيل البيني للأنظمة الرقمية، والتأكد من وضع أنظمة وبروتوكولات أمن البيانات وتوحيد معاييرها من أجل إدارة واستخدام الأدوات والتكنولوجيا الرقمية.
كما أشار التقرير إلى ضرورة أن يتحقق مقدمو الخدمات من فوائد الاستمرار في استخدام التقنيات الرقمية وحلول تحليل البيانات في أعقاب هذه الجائحة. بالإضافة إلى ذلك، يجب عليهم النظر في خيارات واحتياجات المستخدمين للمضي قدماً في أعقاب الجائحة، لأن الارتياح الذي حظي به هؤلاء المستخدمين بعد تطبيق هذه الأنظمة الرقمية ستجعلهم يطالبون على الأرجح بزيادة توفير هذه الحلول في المستقبل.
وأضاف محمد سير: "على مدى الأشهر القليلة المقبلة، ستزداد أهمية الإجراءات التي تتخذها الهيئات التنظيمية والممولون ومقدمو الخدمات والموردون والمستخدمون، وستمهد الطريق لزيادة استخدام التكنولوجيا الرقمية والأدوات التحليلية في مؤسسات الصحة والخدمات الإنسانية في جميع أنحاء العالم. إلا أن النجاح في ذلك يتطلب تضافر جهود جميع الأطراف المعنية في هذا القطاع وتحفيز الابتكارات وإيجاد الوسائل التي تضمن تحقيق أقصى إمكانيات هذه التقنيات الواعدة وتحسين تقديم الخدمات، التي يكون المواطنون في أمس الحاجة إليها في معظم الحالات".
خلفية عامة
إرنست أند يونج
تعتبر شركة "إرنست أند يونج" رائدة عالمياً في مجال التأمين والضرائب والعمليات التجارية والخدمات الاستشارية. ولديها 144 ألف موظّف حول العالم تجمعهم القيم المشتركة للشركة والتزامها الثابت بتقديم الجودة. وهي تترك أثرًا من خلال مساعدة موظفيها وعملائها ومجتمعاتها الأوسع على تحقيق طاقاتهم.
تشير شركة "إرنست أند يونج" إلى المؤسسة العالمية من الشركات التابعة إلى شركة "إرنست أند يونج" العالمية المحدودة، حيث تعتبر كل شركة فيها وحدة قانونية مستقلة. وشركة "إرنست أند يونج" العالمية المحدودة هي شركة بريطانية لا تقدم أي خدمات للعملاء.