ناسداك تصل إلى أعلى مستوياتها: هل يشكل الذكاء الاصطناعي عصراً اقتصادياً جديداً؟

دبي، 19 يناير 2024- النمو المتسارع للذكاء الاصطناعي يدفع بورصة ناسداك إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق. في الواقع، مع اقتراب العقود الآجلة لبورصة ناسداك من عتبة 20,000، يعيد مؤشر US 100 اختبار الحد العلوي لمنحنياته الصاعدة منذ أكتوبر 2022.

ومن Open AI إلى برنامج Copilot من مايكروسوفت، يتغلب زخم اتجاه الذكاء الاصطناعي على عقبات السوق ويتجاوز المخاوف بشأن السياسات النقديّة والمخاطر التنظيميّة. وفقاً لاستطلاع ماكينزي العالمي، فإن 72% من المؤسسات التي شملتها الدراسة تستخدم الآن الذكاء الاصطناعي، مما يسلط الضوء على تأثيره التحويلي على قطاع التكنولوجيا وقدرته على دفع نمو مستدام في السوق، مما يعزّز دوره الحاسم في تشكيل مستقبل التكنولوجيا والاقتصاد.

وفيما يخص دولة الإمارات العربية المتحدة، يبدو أن نمو بورصة ناسداك، الذي تغذيّه تطورات الذكاء الاصطناعي، له تأثير مضاعف إيجابي على الدولة. ومع استمرار ازدهار شركات الذكاء الاصطناعي الرائدة في بورصة ناسداك، فإن ابتكاراتها الرائدة تعزّز المشهد التكنولوجي في دولة الإمارات العربية المتحدة. ولا يؤدي هذا التآزر إلى تحفيز النمو الاقتصادي فحسب، بل يتماشى أيضاً مع رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة لاقتصاد متنوع قائم على المعرفة، مما يعزّز دورها كدولة رائدة في التقدم التكنولوجي العالمي.

وفي الواقع، تعكس الشراكة الاستراتيجيّة بين الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي التزاماً مشتركاً بالابتكار التكنولوجي. ويشكل الاستثمار الكبير لدولة الإمارات العربية المتحدة في الشركات الأمريكية الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، إلى جانب الدعم الأمريكي لمنصات الذكاء الاصطناعي والتعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة، أساس الارتكاز لهذا التحالف المهم، مما يساهم في انتقال دولة الإمارات العربية المتحدة من اقتصاد يعتمد على النفط والغاز إلى قوة تعتمد على البيانات. ويعدّ التعاون مع عمالقة بورصة ناسداك مثل مايكروسوفت وإنفيديا محورياً في ترسيخ مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة كمركز عالمي للذكاء الاصطناعي، وتعزيز التنويع الاقتصادي والابتكار، والمساهمة بنسبة 19.4% من الناتج المحلي الإجمالي للدولة من قطاع التكنولوجيا خلال العقد المقبل.

بالخوض تفصيليّاً في تأثير السياسات النقديّة على قطاع الذكاء الاصطناعي وبورصة ناسداك، أدى الانخفاض الأخير في مقاييس تضخم أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة إلى تغذية المشاعر الإيجابيّة في جميع أنحاء الأسواق، مما دفع بورصة ناسداك إلى مستويات قياسيّة جديدة. على الرغم من أن معدلات التضخم تتحرك تدريجياً نحو هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2٪، إلا أن سعر الفائدة البالغ 5.5٪ لا يزال قائماً مع توقع خفض واحد فقط لسعر الفائدة هذا العام، حيث لا تزال مستويات التضخم مرتفعة.

وبالمثل، من المتوقع أن يحافظ البنك المركزي لدولة الإمارات العربية المتحدة على أسعار الفائدة بالتوازي، مما سيساعد على تخفيف الضغوط التضخمية. عكست السوق ما يقرب من نصف مكاسبها الإخبارية لمؤشر أسعار المستهلك بعد بيان بنك الاحتياطي الفيدرالي، ومع ذلك واصل مؤشر ناسداك اتجاهه التصاعدي، متجاوزاً أعلى مستوى عند 19600.

وعلّقت رزان هلال، محلّلة الأسوق في FOREX.com بقولها: "بحلول أوائل عام 2024، ارتفع الاعتماد العالمي للذكاء الاصطناعي بشكل ملحوظ. وبينما تسعى البلدان إلى تحقيق أقصى فائدة من الذكاء الاصطناعي مع ضمان الامتثال التنظيمي، تستمر مرونة قطاعي التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في تجاوز المخاوف بشأن السياسة النقدية والتنظيم." وتضيف: "تعدّ هذه القطاعات أساساً للجهود العالمية لتحقيق الأهداف طويلة المدى، والحفاظ على مستويات عالية من الابتكار والإنتاجية. وفي حين قد تحدث تصحيحات عَرضيّة في اتجاهات النمو، فإن الاتجاه الأساسي والاستثمارات طويلة الأجل تظل متوافقة مع جداول الأعمال المستدامة، مما يشير إلى استمرار القوة والمستقبل الإيجابي لأسواق التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي." 

فيما يتعلق بلوائح الذكاء الاصطناعي، وعلى الرغم من اختلافها عالمياً، فقد كشف تحليل أجرته شركة EY لثماني ولايات قضائية عن أربعة مجالات تنظيمية مشتركة تهدف إلى التخفيف من مخاطر الذكاء الاصطناعي مع تعزيز فوائده الاقتصادية والاجتماعية. وتشمل: احترام حقوق الإنسان، والاستدامة، والشفافية؛ وضمان الأمن السيبراني وخصوصية البيانات وحماية الملكية الفكرية؛ تكييف التزامات الامتثال مع مستويات مخاطر محددة؛ وتعزيز التعاون بين القطاع الخاص لتحقيق التوازن بين الابتكار والمتطلبات التنظيمية؛ وتعزيز التعاون الدولي لمعالجة المخاطر والمخاوف المتعلقة بالسلامة والأمن.

في حين يُظهر الذكاء الاصطناعي مرونة كبيرة تدفع مؤشرات ناسداك إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، تسعى الدول التي تستفيد إلى حد كبير من تزايد تقنيات الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك دولة الإمارات العربية المتحدة، إلى إنشاء قطاع قوي وأخلاقي للذكاء الاصطناعي من خلال لوائح مصمّمة لدعم النمو والتوافق مع الأهداف الاقتصادية والجيوسياسية المستقبلية، دون تقييد الابتكار.

تفضل بزيارة www.Forex.com للمزيد من الإضاءات المهمة حول آخر الصيحات الماليّة محليّاً وعالميّاً.