وايل كورنيل للطب - قطر تستضيف دورة عن المحاكاة في التعليم

عقدت وايل كورنيل للطب - قطر على مدار يومين النسخة الرابعة من "دورة عن المحاكاة في التعليم: تصميم جلسات المحاكاة الفعّالة واستخلاص المعلومات منها"، متيحةً للأطباء والتقنيين والمهنيين الصحيين والأكاديميين فرصة إتقان طرق الاستخدام الفعّال للتعليم القائم على المحاكاة.

واستكشف المشاركون فيها الأُسس النظرية للتعلُّم القائم على المحاكاة ووضعوا سيناريوهات تتوافق مع معايير أفضل ممارسات المحاكاة في مجال الرعاية الصحية. وانصبّ تركيز الدورة على ثلاث خطوات: تهيئة المشاركين، المحاكاة، واستخلاص المعلومات، وهو ما يكفل السلامة النفسية طوال العملية ويمكّن المتعلمين من تحديد وسدّ الفجوات في معارفهم العلمية وممارساتهم العملية.

وقد تمحورت المناقشات حول الشواهد الناشئة بشأن أهمية تحفيز ردود الفعل العاطفية للمتعلمين في بداية أي محادثة عن استخلاص المعلومات بما يكفل عدم حجب العواطف للإدراك وإتاحة منصة للممارسين للتعرّف على "المواقف العصيبة" والتعبير عنها وتعلُّم أساليب إدارة المشاعر المماثلة في البيئة الإكلينيكية. وتمكّن المشاركون بفضل الجلسات التفاعلية لاستخلاص المعلومات وتعقيبات النظراء، من التفكير في مخاطر وفوائد السلوكيات التي تمّت ملاحظتها وتحليلها وفهمها.

أعدّت الدورة وأدارتها الدكتورة ستيلا ميجور أستاذة تدريس طب الأسرة في الطب ومديرة مختبر المهارات الإكلينيكية والمحاكاة في وايل كورنيل للطب – قطر، والدكتورة ميشيل براون الأستاذ المشارك في جامعة ألاباما والمديرة المؤسسة لبرنامج درجة الماجستير في المحاكاة في الرعاية الصحية والأكاديمية في مكتب المحاكاة المشتركة بين المهن ومديرة البحوث في مكتب المحاكاة المشتركة بين المهن. وانضمّ إليهما ثلاثة ميسّرين في مجال المحاكاة هم: السيد رودي بحري مدير مختبر المهارات الإكلينيكية والمحاكاة في وايل كورنيل للطب – قطر، والسيدة آرلين ماسابا من قسم التمريض في كلية العلوم الصحية في جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا؛ والدكتورة مهام بتول هادي المحاضِرة الإكلينيكية في كلية الطب بجامعة قطر.

وقالت الدكتورة ميجور: "ثمة شواهد متزايدة تدعم تأثير التدريب القائم على المحاكاة في تحسين الرعاية العلاجية وبناء فريق عمل فعّال. ويسعدنا أن نشاهد اهتماماً متنامياً بين الأكاديميين والتربويين الحريصين على اغتنام فرص التدرّب لإثراء ممارستهم العملية في مجال المحاكاة. وقد تدرّب معنا حتى الآن 136 مشاركاً من قطر وبلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إذ أتيحت لهم فرصة الالتقاء بأقرانهم والتجريب والتأمل ومناقشة سبل تعزيز مهاراتهم كممارسين في مجال المحاكاة. ومن أكثر ما يسعدنا أن نشاهد المشاركين يربطون ببراعة بين النظرية والممارسة العملية. وقد سمعنا أحدهم يقول إنه استخدم تقنيات استخلاص المعلومات من قبل، لكن الدورة ساعدته على معرفة الطريقة السليمة والملائمة لها، وأين تكمن أهمية استخدامها وتطبيقها".

وأضافت الدكتورة ميجور قائلة: "من أبرز ما تتميّز به دورتنا أنها تذكّر الحاضرين، وغالباً ما يكونون خبراء في مجالاتهم الإكلينيكية، بأهمية الاستفادة من أفضل الممارسات في التعليم والبدء دائماً بتحديد احتياجات المتعلمين وأهدافهم التعليمية، قبل البدء في الإعداد لعمليات المحاكاة وتنفيذها. وتُساعد أهداف التعلّم الواضحة على صوغ سيناريوهات أفضل وإجراء جلسات استخلاص معلومات مُنظّمة".

وهذا العام، التحق بالدورة 36 ​​مشاركاً، من بينهم أطباء وممرضون وصيادلة ومتخصصون في الرعاية الصحية المسانِدة ومتخصصون في محاكاة الرعاية الصحية وتقنيون وأكاديميون.

وتحدثت إيميلي كيلي من سدرة للطب، عن تجربتها قائلة: "حققت الدورة ما فاق توقعاتي بكثير من حيث المعايير الفائقة للمهنية والبيئة التدريسية الترحيبية والمنفتحة والداعمة. شكراً لكل القائمين عليها". أما محمود العفيف، الذي يعمل مدرباً إكلينيكياً في مركز "نوفر"، فقال: "تُضيف الدورة الكثير للباحثين عن نُهج جديدة تؤثر في التدريس والتعلّم لكل من الطلاب والعاملين الإكلينيكيين. أجرينا العديد من المناقشات بمشاركة كثيرين من مختلف المجالات والخبرات وتعلمنا الكثير من بعضنا البعض".

نالت الدورة الاعتماد من قسم الاعتماد في إدارة التخصصات الصحية في وزارة الصحة العامة القطرية، ومن مجلس اعتماد التعليم الطبي المستمر بالولايات المتحدة الأميركية.