وايل كورنيل للطب - قطر تناقش الجيل الجديد من مضادات تخثّر الدم

تناولت سلسلة المحاضرات المتخصصة التي يستضيفها قسم التعليم الطبي المستمر في وايل كورنيل للطب - قطر أحدث الإنجازات الطبية المتحققة في مجال الأدوية المضادة لتخثُّر الدم. وقدّم الدكتور ليام فيرنيهاو، الأستاذ المساعد للطب في وايل كورنيل للطب - قطر، لمحة تاريخية عامة عن نشأة وتطوّر مضادات تخثُّر الدم، وهي الأدوية التي تحول دون تشكّل الجلطة الدموية لدى المرضى الذين هم عرضة لمثل هذا الخطر، ما يقلّل احتمال إصابتهم بحالات مرضيّة تهدّد حياتهم مثل السكتة الدماغية والنوبة القلبية.
وأشار الدكتور فيرنيهاو، الذي يشغل أيضاً منصب استشاري أول أمراض الدم في المركز الوطني لرعاية وأبحاث السرطان في مؤسسة حمد الطبية، إلى أن أول جيل من الأدوية المضادة لتخثُّر الدم طُوّر في الولايات المتحدة في ثلاثينيات القرن العشرين بعد أن تبيّن للباحثين أن الأمراض النزفية المميتة المتفشية بين الماشية حينئذ إنما تعود إلى تغذيها على تبن متعفن. وقام الباحثون بتحليل العفن وعزل مركّب يعرف باسم "ديكومارول" تبيّن لهم أنه مضاد فعال لتخثُّر الدم. ثم طُوّر المركّب نفسه إلى سم للفئران يُعرف باسم "وارفارين" ليتبيّن لاحقاً أنه مضاد فعال ومأمون لتخثُّر الدم عند الإنسان. ولكن مما يعيب "وارفارين" أن جرعته تتباين تبايناً لافتاً من مريض إلى آخر، وأنه يستلزم مراقبة المريض في المختبر، وأنه يتداخل مع عقاقير دوائية أخرى، وأنه يتأثر بالحمية الغذائية للمريض فالأطعمة الغنية بفيتامين ك تقلّص تأثيره بشكل كبير.
وقال الدكتور فيرنيهاو: "كلّ عيب من هذه العيوب يمثّل مشكلة بحد ذاتها، غير أن المشكلة الأخطر أن وارفارين يسبّب النزيف. ولو استطعنا تطوير دواء بذات السّمات المضادة لتخثُّر الدم مثل وارفارين لكن دون أن يتسبّب بنزيف، ودون أن يتداخل مع عقاقير دوائية أخرى، ودون أن يتأثَّر بالحمية الغذائية للمريض، ودون أن تتفاوت جرعاته من مريض إلى آخر، حينها نكون قد حققنا إنجازاً علاجياً استثنائياً يصبّ في منفعة مرضانا".
ثم تطرّق المحاضر إلى أربعة بدائل فعالة للعقار وارفارين هي العقاقير "دابيغاتران" و"ريفاروكسابان" و"أبيكسابان" و"إيدوكسابان"، وتستلزم هذه العقاقير البديلة كافة جرعة متفاوتة حسب عدد من المعطيات، ومما يعيبها أيضاً أنها تتفاعل مع العديد من العقاقير الأخرى. وفي حين أن "أبيكسابان" و"إيدوكسابان" يتسبّبان بنزيف أقل من "وارافارين"، يتسبّب "دابيغاتران" و"ريفاروكسابان" بنزيف مماثل تقريباً.
وأضاف الدكتور فيرنيهاو قائلاً: "من المؤسف أننا ما زلنا نصادف حالات نزيف حاد بين عدد محدود من المرضى الذين يتناولون هذه العقاقير الدوائية. لذا، ليس لنا أن نقول إننا لم نعد نشهد حالات نزيف، لكن على الأقل النزيف الحاصل يماثل أو يقل عن العقار وارفارين. وهذه العقاقير الدوائية ليست الأعجوبة التي كنا ننشدها، لكن من المؤكد أنها مفيدة على صعد عدة. ويفضل العديد من الأطباء الاستمرار في وصف العقار وارفارين لفوائده المتعددة بين عدد من الحالات المستقرة. ولكن عند تحليل الجيل الجديد من العلاجات تحليلاً بُعدياً، خاصة ما يتصل بالرجفان الأذيني (اضطراب ضربات القلب)، نجد تراجعاً في الوفيات الناجمة عن مختلف الأسباب مقارنة بوارفارين. وهذه المعلومات في غاية الأهمية، إذ يُعتقد أن هذا الانخفاض في الوفيات الناجمة عن مختلف الأسباب مردّه إلى انخفاض كبير في حالات السكتة الدماغية النزْفية وحالات النزف داخل الجمجمة التي تحدث عند تناول الجيل الجديد من العقاقير الدوائية، وإنْ تزايَد بشكل قليل خطر الإصابة بنزيف معدي معوي".
نالت المحاضرة الاعتمادين اللازمين من إدارة الاعتماد في المجلس القطري للتخصصات الصحية في قطر ومجلس اعتماد التعليم الطبي المستمر في الولايات المتحدة.
خلفية عامة
وايل كورنيل للطب - قطر
تأسست وايل كورنيل للطب - قطر من خلال شراكة قائمة بين جامعة كورنيل ومؤسسة قطر، وتقدم برنامجاً تعليمياً متكاملاً مدته ست سنوات يحصل من بعدها الطالب على شهادة دكتور من جامعة كورنيل. يتمّ التدريس من قبل هيئة تدريسية تابعة لجامعة كورنيل ومن بينهم أطباء معتمدين من قبل كورنيل في كل من مؤسسة حمد الطبية، مستشفى سبيتار لجراحة العظام والطب الرياضي، مؤسسة الرعاية الصحية، مركز الأم والجنين وسدرة للطب. تسعى وايل كورنيل للطب - قطر إلى بناء الأسس المتينة والمستدامة في بحوث الطب الحيوي وذلك من خلال البحوث التي تقوم بها على صعيد العلوم الأساسية والبحوث الإكلينيكية. كذلك تسعى إلى تأمين أرفع مستوى من التعليم الطبي لطلابها، بهدف تحسين وتعزيز مستوى الرعاية الصحية للأجيال المقبلة وتقديم أرقى خدمات الرعاية الصحية للمواطنين للقطريين وللمقيمين في قطر على حدّ سواء.