وايل كورنيل للطب - قطر تناقش طرق إدارة القلق والاضطرابات ذات الصلة

في إطار سلسلة "الصحة وأنت"، نظّم قسم الصحة السكانية في وايل كورنيل للطب - قطر محاضرة عبر الإنترنت تناولت القلق والاضطرابات ذات الصلة وكيفية التعامل معها وإدارتها، قدّمتها الدكتورة زهرة نقفي الأستاذ المساعد للطب النفسي في الكلية.
وناقشت المحاضرة أمراضاً مثل اضطراب القلق المعمّم، واضطراب الهلع، والرّهاب الاجتماعي، واضطراب الوسواس القهري، واضطراب ما بعد الصدمة أو الكرب. وقالت الدكتورة نقفي إن القلق اضطراب شائع في مجتمعنا ويمكن أن يتسبّب بضعف لافت في المجالات الاجتماعية والمهنية وغيرها من جوانب المعيشة. وحتى مع توفير الخدمات العلاجية، لا يستفيد الجميع منها بسبب الوصمة المرتبطة بمثل هذه الاضطرابات.
وتُظهر الدراسات أن 56% من المصابين بالاكتئاب أو القلق لا يسعون للحصول على الرعاية اللازمة لأنهم يخشون فقدان الاحترام، وأن 83% يخشون أن ينظر الآخرون إليهم على أنهم غير لائقين. وفي حين أن آخرين لا يسعون للحصول على العلاج بسبب ضيق الوقت، يساور القلق غيرهم بشأن سجلاتهم الصحية، أو يخشون من تسرّب بياناتهم السرية ومن التكلفة العلاجية.
وفي هذا الصدد، قالت الدكتورة نقفي: "القلق مشكلة صحية عقلية مستدامة قد تبدأ بسبب الإجهاد غير أنها لا تتلاشى بمجرد أن يكون التهديد شيئاً من الماضي. وعلى الرغم من أن العديد من أعراض القلق والإجهاد متشابهة، إلا أن الإجهاد عابر بينما يستمر القلق لفترة أطول ويمكن أن تظهر أعراضه بطريقتين مختلفتين: جسدياً وعقلياً".
وأسدت الدكتورة نقفي النصيحة للأفراد بأن حثتهم على الحصول على الرعاية الطبية اللازمة في حال واجهوا صعوبة في التحكم بقلقهم، أو في حال شعروا بالجزع أو بسرعة الانفعال أو بالعصبية، أو شعروا بالإعياء بسهولة، أو وجدوا صعوبة في التركيز، أو شعروا بسرعة التوتر، أو إذا كان نومهم مضطرباً، أو إذا كانت ردود فعلهم الفجائية مبالغاً فيها.
وقالت: "الهدف من الجلسات العلاجية هو مساعدة الأفراد على تحديد مسببات الاضطرابات واكتساب مهارات التكيف. وتوصف الأدوية أيضاً كأحد الخيارات العلاجية الشائعة، غير أن كثيرين يستفيدون من توليفة من الاثنين، أي الجلسات العلاجية والأدوية. ويتعيّن على الإنسان أن يثقف نفسه بشأن المسائل الأساسية، بما في ذلك الرعاية الذاتية، وأنماط النوم السليمة، والأطعمة الصحية، والأنشطة البدنية المنتظمة. وإذا عرف أحدهم أنه عرضة للقلق، يتعيّن عليه أن يمارس التركيز الوقائي قبل أن يتسلّل القلق إلى نفسه".
وأشارت الدكتورة نقفي إلى وجود سمات داخلية يمكن أن تجعل الإنسان متهيئاً للإصابة بالقلق، بما في ذلك أن يكون الإنسان ممّن ينشدون الكمال، والعصبية الداخلية، ونزعة المبالغة في ردود الفعل، وتدنّي احترام الذات، والحساسية المفرطة إزاء النقد، والتوقعات العريضة، وهوس التفكير المفرط، والحاجة إلى الظهور أمام الآخرين كمسيطر على الأمور، والميل إلى القلق بشأن الصحة. وتشمل الأسباب الطبية للقلق مشاكل القلب والأوعية الدموية، والربو، واضطراب النوبات، وداء السكري، وفرط نشاط الغدة الدرقية أو قصور الغدة الدرقية، ومشكلات الأذن الداخلية، وأدوية معيّنة، وتعاطي المخدرات المشروعة أو غير المشروعة.
خلفية عامة
وايل كورنيل للطب - قطر
تأسست وايل كورنيل للطب - قطر من خلال شراكة قائمة بين جامعة كورنيل ومؤسسة قطر، وتقدم برنامجاً تعليمياً متكاملاً مدته ست سنوات يحصل من بعدها الطالب على شهادة دكتور من جامعة كورنيل. يتمّ التدريس من قبل هيئة تدريسية تابعة لجامعة كورنيل ومن بينهم أطباء معتمدين من قبل كورنيل في كل من مؤسسة حمد الطبية، مستشفى سبيتار لجراحة العظام والطب الرياضي، مؤسسة الرعاية الصحية، مركز الأم والجنين وسدرة للطب. تسعى وايل كورنيل للطب - قطر إلى بناء الأسس المتينة والمستدامة في بحوث الطب الحيوي وذلك من خلال البحوث التي تقوم بها على صعيد العلوم الأساسية والبحوث الإكلينيكية. كذلك تسعى إلى تأمين أرفع مستوى من التعليم الطبي لطلابها، بهدف تحسين وتعزيز مستوى الرعاية الصحية للأجيال المقبلة وتقديم أرقى خدمات الرعاية الصحية للمواطنين للقطريين وللمقيمين في قطر على حدّ سواء.