وايل كورنيل للطب - قطر ومؤسسة حمد الطبية تتنبآن بفرص نجاة حالات كوفيد-19 الحرجة في وحدة العناية المركزة

حدّدت دراسة جديدة الواصمات البيولوجية التي تتنبأ بفرص نجاة حالات كوفيد-19 الحرجة والمصابة باختلال في وظائف الرئتين. وقاد الدراسة الدكتور شربل أبي خليل الأستاذ المشارك للطب والطب الوراثي في وايل كورنيل للطب - قطر واستشاري أمراض القلب، بالتعاون مع الدكتور علي آيت حسين من وحدة العناية المركزة بمؤسسة حمد الطبية.
وتُعدّ مَثْيَلة الحمض النووي إحدى السّمات البارزة لعلم الوراثة فوق الجينية، أو التخلُّق، وهي تنظم نشاط سلسلة من الحمض النووي عن طريق إضافة مجموعات الميثيل إلى جزيء الحمض النووي دون تغيير التسلسل نفسه. وقد ثبت مؤخراً أن مَثْيَلة الحمض النووي تنظم نشاط جهاز مناعة المصابين بفيروس كوفيد-19. ولكن ثمة نقص في البيانات المتعلقة بوفيات أو حالات شفاء مرضى كوفيد-19 المصابين بمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة (ARDS)، وهو اختلال حادّ وشديد في وظائف الرئتين غالباً ما يُرصد عند الحالات الحرجة. وقد سعى الدكتور أبي خليل مع فريق من الباحثين إلى ردم هذه الفجوة البحثية من خلال تقييم ميثيلوم خلايا الدم وحيدات النوى المحيطية عند الحالات الشديدة من مرضى كوفيد-19.
وفي إطار هذه الدراسة، درس الباحثون مئة حالة كوفيد-19 حرجة ومصابة باختلال في وظائف الرئتين في وحدة العناية المركّزة بمؤسسة حمد الطبية، وقاسوا مَثْيَلة الحمض النووي وخلايا دم بيضاء محددة عند أربع نقاط زمنية متتالية، وجرت مراقبة مرضى كوفيد-19 حتى شفائهم أو وفاتهم بسبب العدوى. ولاحظ الباحثون مجموعة بصمات فوق جينية من ثماني جينات مَثْيليّة متمايزة مرتبطة بالمناعة تتنبأ بفرص بقاء مثل هؤلاء المرضى على قيد الحياة.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور أبي خليل: "ثمة أدلة واضحة على أن مَثْيَلة الحمض النووي يمكنها أن تتنبأ بفرص البقاء على قيد الحياة لمرضى كوفيد-19 المصابين بمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة. ولكن لا بدّ من إجراء المزيد من الدراسات لتوضيح استخدام مَثْيَلة الحمض النووي المحتمل كواصمة بيولوجية للمرض، والأهم من هذا وذاك، لتقييم العلاجات المستهدِفة للوراثة فوق الجينية الرامية لتعديل مَثْيَلة الحمض النووي عند مرضى كوفيد-19".
نُشرت الدراسة بعنوان "مَثْيَلة الحمض النووي تتنبأ بالمحصلة العلاجية لمرضى كوفيد-19 المصابين بمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة" في الدورية الطبية العالمية المرموقة Journal of Translational Medicine، وأُنجزت بتمويل من برنامج بحوث الطب الحيوي في وايل كورنيل للطب – قطر، وهو البرنامج المموّل من مؤسسة قطر.
خلفية عامة
وايل كورنيل للطب - قطر
تأسست وايل كورنيل للطب - قطر من خلال شراكة قائمة بين جامعة كورنيل ومؤسسة قطر، وتقدم برنامجاً تعليمياً متكاملاً مدته ست سنوات يحصل من بعدها الطالب على شهادة دكتور من جامعة كورنيل. يتمّ التدريس من قبل هيئة تدريسية تابعة لجامعة كورنيل ومن بينهم أطباء معتمدين من قبل كورنيل في كل من مؤسسة حمد الطبية، مستشفى سبيتار لجراحة العظام والطب الرياضي، مؤسسة الرعاية الصحية، مركز الأم والجنين وسدرة للطب. تسعى وايل كورنيل للطب - قطر إلى بناء الأسس المتينة والمستدامة في بحوث الطب الحيوي وذلك من خلال البحوث التي تقوم بها على صعيد العلوم الأساسية والبحوث الإكلينيكية. كذلك تسعى إلى تأمين أرفع مستوى من التعليم الطبي لطلابها، بهدف تحسين وتعزيز مستوى الرعاية الصحية للأجيال المقبلة وتقديم أرقى خدمات الرعاية الصحية للمواطنين للقطريين وللمقيمين في قطر على حدّ سواء.