59٪ من المستثمرين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يعتزمون نقل أصولهم إلى مزود آخر في غضون ثلاث سنوات

كشف أحدث تقرير من إرنست ويونغ (EY) حول أبحاث الثروة العالمية لعام 2023، أن 59٪ من مستثمري إدارة الثروات في الشرق الأوسط يخططون لنقل أصولهم إلى مزود جديد خلال السنوات الثلاث المقبلة، مقارنة مع 45٪ من المستثمرين العالميين. وتسلط نتائج التقرير الضوء على أن أداء الاستثمار يمثل حافزاً أساسياً بالنسبة لكلا المجموعتين من المستثمرين. ومع ذلك، يشعر مزودو خدمات إدارة الثروات في الشرق الأوسط بضرورة الاهتمام بتعزيز قدراتهم الرقمية وتوسيع خياراتهم الاستثمارية كأولوية لهم.
ولا يقتصر هذا الدافع لنقل الأصول على جيل محدد من المستثمرين، حيث يعتزم 81٪ من مستثمري جيل الألفية و50٪ من مستثمري الجيل العاشر أو ما يسمى اصطلاحاً "الجيل X"، نقل أصولهم إلى مزود خدمات إدارة أصول آخر قبل عام 2026. ومن المرجح أن يكون أكثر من يستفيد من هذا التحول، شركات التكنولوجيا المالية ومنصات التداول المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والمؤسسات كاملة الخدمات.
كما بيّن التقرير أن نحو نصف العملاء الذين شملهم استطلاع الرأي يرون أن إدارة الثروات أصبحت معقدة بشكل متزايد في العامين الماضيين. ويجد الأفراد من أصحاب الثروات الفائقة لا سيما من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وأولئك الذين يستثمرون من خلال تفويضات تقديرية أو تنفيذية فقط، صعوبة في التعامل مع إدارة الثروات. ويمكن أن يُعزى هذا الأمر جزئياً إلى التقلبات التي شهدها السوق مؤخراً، وذلك على خلفية تبعات جائحة كوفيد-19 والتوترات السياسية العالمية وما ترتب على ذلك من عدم استقرار سعر الفائدة.
وفي تعليقها على التقرير، قالت سارة ساندرز، رئيسة قسم إدارة الثروات والأصول في EY في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: "أظهر تقريرنا الأخير أن 61٪ من الأثرياء في منطقة الشرق الأوسط يجدون إدارة الثروات أكثر تعقيداً، مقارنة بـ 32٪ على مستوى العالم. وهذا فرق كبير قد يشير إلى نقص في المعرفة الاستثمارية، أو نقص في الجهوزية المالية لدى العملاء في المنطقة".
أما على صعيد الشرق الأوسط، فقد أشار التقرير إلى تحول 96٪ من المشاركين في استطلاع الرأي إلى أسلوب استثماري أكثر دفاعيةً، وذلك بسبب انخفاض قيمة المحفظة في السنوات الأخيرة، مقارنة مع 73٪ من المستثمرين العالميين. وفضلاً عن ذلك، قام 47٪ من المشاركين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بزيادة مخصصاتهم للمدخرات و/أو الودائع خلال العامين الماضيين كاستجابة تحوط للظروف السائدة.
ويشير تقرير EY إلى أن المشورة بشأن اتجاهات السوق والوصول إلى متخصصين في المنتجات تظل من الأولويات الرئيسية للعملاء في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وعلاوة على ذلك، وفي ظل استمرار تطور مشهد إدارة الثروات الإقليمية، تكتسب الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية زخماً أكبر، حيث يسعى 58٪ من المشاركين في استطلاع الرأي خلف محتوى يتعلق باستثمارات وعروض منتجات ذات صلة بهذا الموضوع من خلال مستشاريهم.
وبالإضافة إلى ذلك، يُظهر التقرير أن العملاء المقيمين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يتمتعون حالياً بمستوى أقل من المشاركة في المنصات الرقمية مقارنة بالمتوسط العالمي، ولديهم ميل أقوى تجاه المشاركة المباشرة وجهاً لوجه. وتشير نتائج التقرير أنه وعلى الرغم من ذلك، إلا أن هذا التفضيل آخذ في التطور، مع تركيز المستثمرين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على ضرورة اكتساب قدرات رقمية أقوى مقارنة بالمستويات التي أشارت إليها استطلاعات EY السابقة. ويرجع هذا الاتجاه على الأرجح إلى الحاجة إلى إيجاد حلول للاضطرابات والتعقيدات المستمرة في الأسواق العالمية.
من جانبه، قال حمدان خان، رئيس استشارات إدارة الثروات والأصول في EY الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: "ينبغي على المستشارين الاستثماريين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا النظر في استخدام أو تحسين نماذج الاستثمار الهجين لتمكين العملاء. ويواجه مديرو الثروات تحدياً حقيقياً يتمثل في حاجتهم إلى توجيه المستثمرين خلال فترات عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي العالمي. وللمساعدة في التغلب على هذه التحديات بشكل فعال، يجب عليهم استخدام أدوات تعاون مبتكرة لدعم تنفيذ نموذجهم الهجين. ويمكنهم من خلال الجمع بين المشورة الشخصية والتفاعلات الافتراضية وقدرات الخدمة الذاتية، تلبية الطلب المتزايد على المشاركة الشخصية. كما يجب على مديري الثروات الاهتمام بثلاث استراتيجيات رئيسية، أولها تمكين العملاء من خلال المشاركة المخصصة والمصممة خصيصاً، والتي تركز على كل مرحلة من مراحل رحلة إدارة الثروات. بينما تستلزم الاستراتيجية الثانية القيام بتفاعلات متكررة ومرنة مع المستشارين باستخدام نماذج محسنة متعددة القنوات وأدوات تعاون رقمية. وتستهدف الاستراتيجية الثالثة تحسين رضا العملاء وتمكينهم من خلال منصات تفاعلية وعبر سهولة الوصول إلى إرشادات الخبراء".
واختتمت ساندرز بالقول: "يركز العملاء في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بشكل أكبر على القيمة التي يمكنهم الحصول عليها من مستشاري إدارة الثروات. ونحن نعلم أنه في أوقات عدم اليقين والتعقيدات، لا يبحث المستثمرون فقط عن الاستقرار والحماية الدفاعية لأصولهم والاستدامة من خلال التنوع، بل أيضاً عن قيمة أكبر من أي وقت مضى. وتلعب زيادة نشر المنتجات والتثقيف الاستثماري والفهم الأكثر شمولاً لتفضيلات المستثمرين، بالإضافة إلى الشفافية الكاملة بشأن الرسوم، دوراً في تحقيق مستوى أعلى من رضا العملاء وثقة وقيمة أكبر في عالم اليوم".
وكانت EY قد أجرت في إطار منهجيتها، استطلاع رأي شمل أكثر من 2,600 عميل في 27 منطقة، لفهم كيفية تعاملهم مع تعقيدات السوق، وإدارة توقعاتهم ليشعروا بالتمكين والرضا في بيئة اليوم سريعة التغير. وتضمن استطلاع الرأي 46 سؤالاً محدداً وموضوعياً باللغات المحلية عبر قنوات متعددة، للحصول على إجابات من أكثر الأطراف تنوعاً وشمولية من عملاء إدارة الثروات.
خلفية عامة
إرنست أند يونج
تعتبر شركة "إرنست أند يونج" رائدة عالمياً في مجال التأمين والضرائب والعمليات التجارية والخدمات الاستشارية. ولديها 144 ألف موظّف حول العالم تجمعهم القيم المشتركة للشركة والتزامها الثابت بتقديم الجودة. وهي تترك أثرًا من خلال مساعدة موظفيها وعملائها ومجتمعاتها الأوسع على تحقيق طاقاتهم.
تشير شركة "إرنست أند يونج" إلى المؤسسة العالمية من الشركات التابعة إلى شركة "إرنست أند يونج" العالمية المحدودة، حيث تعتبر كل شركة فيها وحدة قانونية مستقلة. وشركة "إرنست أند يونج" العالمية المحدودة هي شركة بريطانية لا تقدم أي خدمات للعملاء.