8 أشياء ستساعد المنظمات غير الحكومية على تخطي هذه الأزمة

توقعت منظمة العمل الدولية أن ترتفع البطالة العالمية إلى 190.3 مليون خلال عام 2020، لكن الإغلاق تسبب في ارتفاع معدل البطالة العالمي أكثر من المتوقع. في الولايات المتحدة وحدها، زادت البطالة من 3.8% في فبراير/شباط إلى 13% في مايو/ أيار وفقًا لمكتب إحصاءات العمل الأمريكي.
عند النظر إلى معدلات البطالة المرتفعة وإجراءات تخفيض الرواتب، نجد أن أولئك الذين ربما دعموا المنظمات غير الربحية في وقت ما، صاروا في حاجة إلى الدعم. لم تعد المنظمات غير الحكومية تستقبل تبرعات كالماضي، وصارت تكافح من أجل البقاء.
جمعت ندوة فوربس الشرق الأوسط "النساء في العمل الخيري والرعاية الخيرية" بعض القيادات النسائية البارزة لمناقشة هذه التحديات، والدور الذي تلعبه النساء في المبادرات الخيرية.
تحدث في الندوة كل من: د. سوسن الماضي، مدير عام جمعية أصدقاء مرضى السرطان، وريما فقيه صليبي ملكة جمال الولايات المتحدة السابقة وسفيرة مركز سرطان الأطفال في لبنان، ونسرين قطامش، المدير العام لمؤسسة الملك حسين للسرطان، والدكتورة ديما جمالي، رئيس مؤسسة الميثاق العالمي للأمم المتحدة في لبنان، ومانا دابولكار، الرئيس التنفيذي لمبادرة GIFT العالمية ومفوض العلامة التجارية Cybil ، وباربرا وينستون، رئيس جمعية نساء من أجل السلام التابعة للأمم المتحدة. أدارت الجلسة ثريا ترك، الشريك الأول في شركة Legal Circle .
بعثت عقيلة الأمين العام للأمم المتحدة السيدة بان سون تيك رسالة خاصة لهذا الحدث تقول: "نحن نواجه صدمة جماعية تتطلب شفاء جماعيًا. تحتاج المؤسسات غير الهادفة للربح إلى المؤيدين في مجتمعهم، خاصة في هذه الأوقات العصيبة".
فيما يلي 8 أمور على المنظمات غير الحكومية التركيز عليها خلال الوباء حتى تتمكن من مواصلة عملها:
- ميز نفسك عن باقي المنظمات غير الربحية
هناك الملايين من المنظمات غير الحكومية، وكلها تتنافس على التمويل الدولي والمحلي. تقول د. ديما جمالي: "هناك منافسة قوية في المجال الخيري". كما هي الحال في الأعمال التجارية، تحتاج المنظمات غير الحكومية إلى التفكير في طرق مبتكرة لتمييز أعمالها عن المنظمات الأخرى.
وجدت دراسة أجرتها شركة مايكروسوفت أن متوسط فترة انتباه الإنسان هي 8 ثوانٍ فقط. لا بد من أن تعمل المنظمات غير الحكومية على لفت انتباه المتبرعين في أقصر وقت ممكن. اعثر على طريقة مختلفة للتفاعل مع جمهورك أو طريقة فريدة لنشر رسالتك.
- تغيير الاستراتيجية وإعادة التوظيف
لقد أفرطنا في استخدام جملة "هذه أوقات غير مسبوقة" خلال الأشهر القليلة الماضية، بالطبع، هذه الظروف ليست طبيعية، لذا حان الوقت للتفكير خارج الصندوق. أوضحت مانا دابولكار: "هناك فرصة في كل وقت وهناك العديد من الفرص للمنظمات غير الربحية في هذه الأزمة". تحتاج المنظمات إلى تحديد كيف يمكنها تعديل استراتيجياتها وما الموارد التي يمكنها إعادة استخدامها.
ضع في اعتبارك ما إذا كان التمويل تمكن إعادة استخدامه لأغراض أخرى أكثر أهمية. على سبيل المثال، بدأ بعض المنظمات الذي تلقى مبالغ كبيرة مرة واحدة في توفير خطط دفع تساعد المانحين على مواصلة العطاء.
- تبني التكنولوجيا
في الأشهر القليلة الماضية، اضطرت المنظمات غير الحكومية إلى تغيير استراتيجياتها والبحث عن طرق جديدة مبتكرة لجمع الأموال. ورغم تأثير الأزمة المدمر، فإنها كانت القوة الدافعة للابتكار والتحول الرقمي. وأوضحت د. الماضي: "تعد الأزمة بمثابة مُسرِّع كبير".
وجدت منظمات عديدة جمهورًا جديدًا على الإنترنت وصارت أكثر قدرة على زيادة الوعي العالمي باحتياجاتها والعمل الذي تقوم به، ما ساعد كثيرين على معرفة الفرق الذي تحدثه هذه المنظمات.
تبني التكنولوجيا لا يعني إنشاء موقع إلكتروني فقط، بل يشمل تحفيز الجماهير على التفاعل مع مؤسستهم وحصولهم على تحديثات مستمرة عن العمل الذي تقوم به المنظمة. ابحث في التقنيات المختلفة المتوافرة وفكر في كيفية تحويلها إلى أداة تساعدك على مواصلة العمل الذي تقوم به.
- توصل إلى شبكتك
هناك العديد من الأفراد الذين يرغبون في رد الجميل للمجتمع، ولكنهم لا يعرفون من أين يبدأون أو لا يعرفون ما البرامج والمنظمات المتاحة. إذا كانت للمؤسسة علاقة جيدة مع الجهات المانحة، فيمكنها أيضًا التواصل مع شبكة الجهات المانحة.
باستخدام شبكة الجهات المانحة، تستطيع المنظمات غير الحكومية نشر الوعي والوصول إلى مزيد من الجهات المانحة المحتملة والعثور على أفراد أو منظمات يمكنها توفير حل لمشكلة ما تعاني منها المنظمة.
قبل التواصل، تحتاج المؤسسات إلى إنشاء حملة اتصالات واضحة وتحديد سبب تواصلها، وما الذي تريد قوله والمساعدة التي تبحث عنها.
- خلق وعي عالمي
إذا كان الناس لا يعرفون ما تفعله، فلن يدعموك. خلق الوعي هو أحد أهم الأشياء التي يمكن للمنظمات غير الحكومية التركيز عليها، لذا هي بحاجة إلى خلق وعي عالمي وعدم الاكتفاء بالمجتمع الإقليمي.
يحد الوعي الإقليمي من مدى وصولك. بالوصول إلى المجتمع العالمي، يمكن للمنظمات نشر رسالتها على نحو أكبر والوصول إلى مساهمين دوليين. وتوضح صليبي: "آمل أن أنشر هذه الأفكار حتى يعلم الناس أن أي شيء يساعد. هذا [الوعي العالمي] هو السبيل الوحيد لإحداث التغيير".
- بناء الثقة مع المساهمين
الثقة جانب مهم من عملية جمع التمويلات. إذا كان الناس لا يعرفون كيف تنفق المنظمة تبرعاتهم، فمن غير المحتمل أن يواصلوا دعمهم لهذه المنظمة. سيوفر وجود بصمة رقمية قوية ومشاركة العمل الذي تقوم به المزيد من الشفافية، ويبني الثقة بين المنظمة والمساهمين الحاليين والمحتملين. تنصح مانا دابولكار: "وسائل التواصل الاجتماعي أداة عظيمة. عندما تفعل شيئًا، شاركه مع المساهمين. هكذا تُبنى الثقة".
من الطرق الأخرى التي تستطيع الجمعيات الخيرية من خلالها بناء مزيد من الثقة، التسجيل في قائمة الجمعيات الخيرية المعفاة من الضرائب واستقبال مراجعات الجهات المانحة والمجتمع، والتسجيل في مواقع قوائم المؤسسات الخيرية الموثوقة مثل Charity Navigator في الولايات المتحدة أو Charity Choice في المملكة المتحدة.
- مزيد من التعاون
التعاون جوهرة خفية لا يستغلها معظم المنظمات غير الحكومية. مع وجود خبرة ومعرفة أكثر تنوعًا، هناك احتمالية أكبر لحل المشكلات. تقول باربرا وينستون: "لدينا القدرة الكافية لإطعام وكساء وتعليم الجميع، ولكننا نفتقر إلى النظام والهيكل".
- ابق متفائلًا وانشر الحب
في عالم مليء بالألم والمعاناة، لا بد من أن تجلب المنظمات غير الحكومية الأمل والنور إلى المجتمع. أهم ما تفعله المنظمات غير الحكومية هو نشر الحب والأمل في المجتمع، سواء كانت كلمة تشجيع أو منشورًا على وسائل التواصل الاجتماعي، لا بد من مواصلة نشر الحب. تشجع الصليبي: "تتميز المرأة بالعطف. لذا أود أن أنصح النساء بمواصلة نشر الحب والعطف دون توقف، حتى خلال الأزمات".
كشف الوباء عن العديد من العيوب والتحديات، لكنه خلق أيضًا بيئة مثمرة للابتكار. إذا وقفت البشرية معًا لمساعدة أولئك الأكثر ضعفًا، يستطيع المجتمع أن يخرج من هذه الفترة أقوى من ذي قبل.
خلفية عامة
فوربس الشرق الأوسط
تغطي المجلة الحاصلة على كافة حقوق النشر والتوزيع من مجلة "فوربز" الأمريكية الشهيرة، جميع المواضيع المتعلقة بعالم المال والأعمال التي تهم الباحثين عن فرص استثمارية جديدة في المنطقة العربية. وتحرص "فوربس - الشرق الأوسط" في إعداد قوائمها على الحيادية والمصداقية والالتزام بمنهج البحث العلمي وجودة المعايير التي اكتسبتها فوربز العالمية، من خلال خبرتها الطويلة في هذا المجال.
هذا وتساهم "فوربس - الشرق الأوسط" في إمداد رجال الأعمال وصناع القرار بالمعلومات والبيانات والإحصاءات اللازمة من أجل اتخاذ القرار الصحيح لتكون بذلك بوصلة الاستثمار بالمنطقة. ومن خلال شبكة متكاملة من المراسلين الصحافيين تحرص المجلة على تغطية كافة المجلات والقطاعات الاقتصادية في مختلف أنحاء المنطقة العربية.