رعت منظمة المؤتمر الإسلامي أمس الأحد، اجتماعا لمنظمات إنسانية من الدول الأعضاء بالمنظمة، بهدف إيجاد أرضية للمنظمات المذكورة في الصومال، وذلك في ظل انسحاب منظمات دولية بسبب تفاقم الحرب الأهلية في البلاد.
ويمهد (اجتماع المنظمات الإنسانية المعنية بالوضع في الصومال) الذي يأتي بمبادرة من منظمة المؤتمر الإسلامي إلى بلورة تعاون مع برنامج الغذاء العالمي، وبناء شراكات مع المنظمات الإنسانية في العالم الإسلامي تعوض النقص الذي طرأ في الصومال في أعقاب انسحاب (الغذاء العالمي) من توزيع المساعدات في وسط وجنوب مقديشيو الأمر الذي تسبب بأزمة إنسانية غير مسبوقة، وترك فراغا كبيرا في توزيع المواد الإغاثية الإنسانية.
ويشارك ممثلون عن برنامج الغذاء العالمي في الاجتماع الذي ترأسه السفير عطاء المنان بخيت، الأمين العام المساعد للشؤون الإنسانية في المنظمة، ووضع المشاركون خطة عمل لكيفية توزيع المساعدات المقدمة من الجهات الدولية.. فيما أوضحت مصادر مطلعة في المنظمة بأن (المؤتمر الإسلامي) يحظى بمصداقية وقبول كبيرين في الصومال، تؤهلها للعمل بحرية هناك.
يذكر أن بعثة إنسانية ترأسها فؤاد المزنعي (مديرة إدارة الشؤون الإنسانية بالمنظمة) كانت قد توجهت إلى نيروبي ومقديشيو في 1ـ3 مايو الماضي حيث وقعت البعثة اتفاقية مع وزير الشئون الإنسانية في الحكومة الاتحادية الانتقالية للصومال، حيث تخول هذه الاتفاقية مكتب التنسيق الإنساني التابع للمنظمة، تنسيق العمل الإنساني وتعزيز المبادرات الإنسانية الدولية بوجه عام في الصومال.
وبعد التشاور مع برنامج الغذاء العالمي، سوف تقوم المنظمة من خلال منظمات المجتمع المدني في العالم الإسلامي بتوزيع مساعدات أولية بقيمة 37 مليون دولار مقدمة من البرازيل.
إلى ذلك، تدارس المجتمعون في جدة كيفية نقل وتوزيع المساعدات إلى معسكر (آفغوي) أحد أكبر المخيمات التي تبعد عن العاصمة مقديشيو 90 كيلو مترا، علما أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت قد جمدت مساعدات بقيمة 62 مليون دولار بعد قرار من الكونغرس الأمريكي يمنع تقديم المساعدات لجهات متهمة بالإرهاب، في إشارة إلى حركة شباب المجاهدين.
وقالت مصادر المنظمة بأن إيجاد موطيء قدم لها في الصومال عبر مكتبها في مقديشيو، وتنسيق العمل الإغاثي هناك يصب في جهودها الدبلوماسية التي بدأتها في مفاوضات جيبوتي التي رعتها الأمم المتحدة، وأثمرت عن انتخاب شيخ شريف أحمد رئيسا للبلاد. وأضافت المصادر بأن نجاح المنظمة في الشق الإنساني سيكون العتبة الأساسية للدخول في مرحلة متقدمة من بث الاستقرار، وسد الحاجات في سبيل تحقيق تسوية شاملة للوضع المتأزم في الصومال.