على الرغم من ضرورته للحياة على الأرض، إلا أن المجال المغناطيسي ليس شيئًا يمكننا رؤيته أو لمسه، لكن مجموعة علماء من الجامعة التقنية في الدنمارك نجحوا في التقاط إشارات مغناطيسية عبر القمر الصناعي "سوارم" التابع لوكالة الفضاء الأوروبية وحوّلوها إلى صوت مسموع يرصد صوت المجال المغناطيسي.
وذكرت الوكالة أن المجال المغناطيسي للأرض هو فقاعة معقدة وديناميكية تحافظ على سلامة البشر من الإشعاع الكوني والجسيمات المشحونة التي تحملها الرياح القوية المتدفقة من الشمس.
استمع لصوت المجال المغناطيسي
ويعمل المجال المغناطيسي من خلال آلية محددة، فعندما تصطدم هذه الجسيمات بالذرات والجزيئات – مثل الأكسجين والنيتروجين - الموجودة في الغلاف الجوي العلوي، يتم تحويل بعض الطاقة في التصادمات إلى الضوء الأزرق والأخضر الذي يميز الشفق القطبي، والذي يمكن رؤيته أحيانًا من ارتفاع خطوط العرض الشمالية.
وفي الوقت الذي يُعد الشفق القطبي "عرضًا مرئيًا" للجسيمات المشحونة من الشمس التي تتفاعل مع المجال المغناطيسي للأرض، إلا أن القدرة على سماع صوت المجال المغناطيسي الذي تولده الأرض أو تفاعلها مع الرياح الشمسية هي مسألة أخرى، وهذا ما نجح به علماء الجامعة الدنماركية.
ويتولد المجال المغناطيسي للكرة الأرضية عن طريق محيط من الحديد السائل شديد السخونة (الذي يشكل لب الأرض الخارجي) على عمق 3000 كيلومتر تحت أقدامنا، والتي تعمل على توليد تيارات كهربائية تولد المجال الكهرومغناطيسي المتغير باستمرار.
صوت المجال المغناطيسي

ذكر كلاوس نيلسن، الموسيقي الذي يدعم المشروع، بأنه قام باستخدام الإشارات المغناطيسية للتحكم بالتمثيل الصوتي للحقل المغناطيسي الأرضي، فكانت النتيجة مرعبة.
وأبدى نيلسن إعجابه بالنتيجة النهائية لصوت المجال المغناطيسي وبجمع “العلوم مع الفنون”، فيما شبه آخرون الصوت وكأنه “غرفة تعذيب بالسلاسل والأدوات الحديدية الحادة".