في شهر يونيو/ حزيران الماضي، احتفل الأمازيغ بقرار مجلس النواب المغربي باستخدام الأمازيغية كلغة رسمية في البلاد، الا أن ظهورها على إشارات الطرقات أثار جدلًا في الشارع المغربي.
وقد شهدت شوارعَ مدينة أغادير المغربية ظهور لافتات إشارة جديدة بأسماء الأماكن والاتجاهات باللغة الأمازيغية، وبأحرف التيفناغ، إلى جانب اللّغتين العربية والفرنسية، وتسبب ذلك بجدل واسع.
ويأتي هذا الجدل بعد اتهامات للمجلس البلدي للمدينة، منذ يوليو/ تموز الماضي، بإقصاء اللغة الأمازيغية، وهو ما رفضه المجلس الذي قال إن "لوحات الإشارة التي وُضعَت في شوارع المدينة باللغتين العربية والفرنسية لا تتعدّى 40 لوحة، وهي محدودة"، وإن الأمر “حُمِّل ما لا يحتمل، لأن الأمازيغية محمية دستوريًا وتحظى بإجماع وطني"، ووعد بإدراج الأمازيغية في 300 لوحة ستوضَع مستقبلًا في شوارع المدينة.
وبالرغم من أن اللغة الأمازيغية كانت معتمدة في الدستور المغربي منذ ثماني سنوات، إلا القانون رسم مراحل استعمالها وكيفية إدراجها في الحياة العامة والمؤسسات الرسمية على مراحل.
ونقلت مواقع إخبارية مغربية عن عبد الله بوشطارت، الناشط الأمازيغي، تعليقه على وضع علامات إشارة تحترم دستَرة اللغة الأمازيغية في المغرب حين قال إن “ما تحقّق ليس مكسبًا، بل هو إعادة للأمورِ إلى نصابها”، داعيا جميع البلديات إلى احترام رسمية الأمازيغية.
عبد الله بوشطارت
وذكر الناشط الأمازيغي أن حزب العدالة والتنمية، الذي يسيّر مدينة أكادير بأغلبية مطلقة، ارتكب خطأ، فقام الفاعلون في الحركة الأمازيغية بدورهم، الذي هو ممارسة الضّغط وفق المتاح والممكن بشكل سلمي، لأن آخر ما يفكّر فيه المسؤول السياسي هو مسألة التعدّد الثقافي واللغوي واحترام الدستور.
وفي يوينو/ حزيران الماضي، وافقت لجنة برلمانية بمجلس النواب المغربي على اعتماد حرف "تيفيناغ" لكتابة الأمازيغية، بعدما أصبحت لغة رسمية للبلد منذ عام 2011.
و"تيفيناغ" هي أبجدية استخدمها الأمازيغ بمنطقة شمال إفريقيا في عصور ما قبل الميلاد لكتابة لغتهم والتعبير عن طقوسهم وشعائرهم الدينية.
وكانت بعض الأحزاب تعترض على استعمال حرف تيفيناغ، وتطالب باعتماد الحرف العربي لكتابة الأمازيغية.
الأمازيغ والبربر هم مجموعة إثنية ومن السكان الأصليين في شمال أفريقيا وتحديدًا بلاد المغرب. ويشكل الأمازيغ جزءاً من سكان المغرب والجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا وشمال مالي وشمال النيجر وجزء صغير من غرب مصر إلى جزر الكناري.
يتوزع الأمازيغ من المحيط الأطلسي إلى واحة سيوة في مصر ومن البحر المتوسط إلى نهر النيجر في غرب أفريقيا. من الناحية التاريخيَّة، تحدثت الشعوب الأمازيغية اللغة الأمازيغيَّة، وهي فرع من عائلة اللغات الأفريقية الآسيوية. هناك حوالي 32 مليون أمازيغي في شمال أفريقيا، الكثير منهم مازالوا يتحدثون اللهجات الأمازيغيَّة.
لمزيد من اختيار المحرر:
سائحات يطلقن مبادرة لترميم شوارع المغرب.. والجهات الرسمية تنتقد ملابسهن!