لا حديث على منصات التواصل الاجتماعي في مصر سوى عن الشابة حبيبة الشماع التي كانت قد ألقت بنفسها من سيارة تابعة لشركة توصيل شهيرة، خشية تعرضها للاختطاف من قِبل سائق المركبة لتدخل على أثرها المستشفى بحالة صحية حرجة، في قضية باتت تٌعرف إعلاميًا بـ فتاة الشروق
وكشفت عائلة الضحية حبيبة أن ابنتهم ترقد على سرير الشفاء في أحد المستشفيات منذ الأربعاء الماضي، إلا أن وضعها الصحي ما زال صعبًا خاصة وأن الأطباء لن يتمكنوا من إجراء عملية جراحية في الوقت الحالي لها نظرًا لتحرك المخ من مكانه وهناك نزيف داخلي ورشح.
وبدأت أجهزة وزارة الداخلية التحقيق في ملابسات قضية فتاة الشروق بعد ورود بلاغًا عن قفز فتاة من سيارة أجرة، بطريق السويس بالقاهرة، تزامنًا مع تبليغ قسم شرطة الشروق بمديرية أمن القاهرة من إحدى المستشفيات باستقبال الفتاة المشار إليها مصابة بجروح بالرأس واضطراب بدرجة الوعى لا يمكن استجوابها.
قضية فتاة الشروق
تفاصيل قضية حبيبة الشماع، المعروفة إعلاميًا بـ فتاة الشروق، ملأت منصات التواصل الاجتماعي وتصدرت عناوين الصحف المحلية في مصر نظرًا لتفاصيلها المؤلمة، والغموض الذي يكتنفها باعتبار أن الضحية ما تزال غائبة عن الوعي، بالإضافة إلى تواصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع عائلتها للاطمئان عليها.
البداية، كانت حين سردت ابنة عم الضحية تفاصيل الحادثة عبر حسابها الرسمي في "فيسبوك"، وقالت أن حبيبة كانت داخل مركبة "أوبر - Uber" متجهة من لمنطقة مصر الجديدة في تمام الساعة 6:50، إلا أنها تعرضت لمضايقاتٍ من قِبل السائق الذي حاول التحرش بها، الأمر الذي دفعها لفتح باب المركبة وإلقاء نفسها خارجًا لتتعرض لنزيفٍ في المخ وفقدان للوعي.
وعند استجواب عائلة الضحية، كشفت والدتها السيدة ديما إسماعيل بأنها كانت آخر من تواصل معها قبل تعرضها للحادث المؤلم، مشيرة إلا أن صوت الأغاني المرتفع حال دون فهم كلمات ابنتها الأخيرة قبل فقدانها للوعي، إلا أن شهود عيان أكدوا بأن كلماتها الأخيرة كانت "أوبر كان حيخطفني".
وختمت قائلة: نية السائق ليست سليمة، وقد ألغى الرحلة على التطبيق واستكمل طريقه بعدما قفزت حبيبة دون أن يهتم بما حدث.
أما شاهد العيان، ذكر بأنه أمسك بهاتف حبيبة بعد الحادث، وأخبر أصدقاءها بأن صاحبة الهاتف رمت بنفسه من المركبة، وتشقلبت عدة مرات قبل أن يرتطم رأسها بالحاجز الاسمنتي على طريق السويس، إلا أنها نطقت بـ3 كلمات قبل أن تفقد الوعي: "أوبر كان عايز يخطفني".
القبض على سائق أوبر - Uber
نجحت الأجهزة الأمينة المصرية في القبض على سائق مركبة "أوبر - Uber"، المتهم الأول في قضية فتاة الشروق، وذلك بعد تشكيل فريق أمني مختص قام بتحديد السيارة مرتكبة الواقعة والسائق المتسبب في الحادث، وعقب تقنين الإجراءات تم ضبطه لاتهامه بمعاكسة فتاة حال توصيلها بنطاق دائرة الشروق.
وعلى الفور، جرى تحرير محضر بالواقعة، تمهيدًا لعرض المتهم على النيابة العامة للتحقيق.
من هو سائق أوبر
ووفقًا للدكتور عمرو عبد المنعم، محامي المتهم الأول بقضية فتاة الشروق، فإن سائق أوبر متزوج ويبلغ من العمر 35 عامًا، ويقطن في منقطة البراجيل.
وذكر أن موكله يعمل مع أحد الأطباء المشهورين، إلا أنه وبعد الانتهاء من عمله يقوم بتشغيل التطبيق الشهير.
وفي يوم الواقعة، كان موكله يوصل الطبيب الى الفيلا الخاصه به وبعدها طلب منه توصيله إلى مستشفى في ألماظة وعاد مره اخرى الى مدينتي، وبعد انتهاء مهمته، قرر فتح التطبيق وتصادف طلب المجني عليها التي كانت تطلب توصيلها إلى منطقة في الرحاب ليوافق فورًا.
وقال المحامي، أنه وأثناء قيادة المركبة، وتحديدًا على طريق السويس، شعر موكله ببرودة في الجو فأغلق زجاج السيارة ورش العطر على ملابسه وبعدها تفاجأ بالقاء المجني عليها نفسها من السيارة وهي مسرعة.
وأكد المحامي أن موكله كان يقود السيارة على سرعة 100، وبعد الواقعة اتصل موكلي بشركة أوبر وروى لهم تفاصيل الواقعة واخبروه خلالها أنه سوف يتم التحقيق في الأمر، إلا أنه نشر في اليوم التالي مقطع فيديو شرح فيه تفاصيل الواقعة قبل ضبطه من الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة.
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يتدخل
تواصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع عائلة الشابة حبيبة الشماع للاطمئنان على حالتها الصحية.
وقالت والدة الضحية، السيدة ديما إسماعيل، في تصريحات لوسائل إعلام محلية، أن السيسي تواصل شخصًا معها معلنًا تقديم كافة المساعدات اللازمة لعلاج ابنتهم المتواجدة حاليًا على سرير الشفاء.
وذكرت السيدة دينا أن السيسي أبلغهم بإمكانية نقل ابنتهم حبيبة للعلاج في الخارج إذا تطلب الأمر.
أوبر تعلق على حادثة فتاة الشروق
من جهته، علّق المتحدث الرسمي لشركة "أوبر - Uber" على واقعة فتاة الشروق، قائلًا بأن الشركة ستتعاون مع السلطات الأمنية للتأكد من اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة.
وأكد المتحدث باسم الشركة الشهيرة أن الفريق المختص بالاستجابة للحوادث لديها على تواصل مع أسرة الراكبة حبيبة، وأن الشركة تلتزم دائمًا بتوفير رحلات آمنة وموثوقة للركاب، وتحظر إرشاداتها أي عنف أو سلوك غير لائق، ويتم التعامل مع أي تصرف من هذا النوع بكل جدية.
