انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي في الأردن مقطع فيديو صادم لاعتداء همجي على معلم مادة الرياضيات للثانوية العامة في احدى المدارس الحكومية في منطقة حي نزال بالعاصمة عمان من قِبل ولي أمر ومجموعة من الطلبة.
وأظهرت اللقطات التي يجري تداولها على نطاق واسع في الأردن، مرفقة بعبارات الاستنكار والاستياء، اللحظات التي تم فيها الاعتداء جسديًا ولفظيًا على المُعلم الذي كان يحاول فض مشاجرة بين طلاب من مدرسته والمدرسة المجاورة.
وشوهد أحد الطلبة في الفيديو المتداول وهو يعتدي جسديًا على معلمه قبل أن يلقيه أرضًا ويدوس على رأسه بالحذاء، في مشهدٍ أثار حالة من الغضب لدى الأوساط المحلية الأردنية باعتبارها.
وذكر متداولو الفيديو بأن الحادثة وقعت أمس الأربعاء، 29 مايو 2024، وبأن الطالب المعتدي لاذ بالفرار بعد القيام بفعله الشنيع.
تفاصيل الاعتداء على معلم في الأردن
وفي حديث مفصل، كشف المعلم خالد الوحش، تفاصيل واقعة الاعتداء عليه من قبل بعض الطلبة يوم أمس الأربعاء.
وقال الأستاذ خالد أن سبب الاعتداء كان بعد محاولته التدخل لفض مشاجرة بين طلاب مدرسته والمدرسة المجاورة، خاصة حينما حاول بعض الطلبة من خارج المدرسة الدخول إلى حرم المدرسة وبحوزتهم هروات وأدوات حادة للتشاجر مع طلبة من داخل المدرسة، ما دعاه وزملائه إلى محاولة منعهم.
وذكر أن الاعتداء الوحشي والهمجي عليه تم داخل أسوار المدرسة، وليس كما يشاع بأنه في الطريق العام، وأن الطالب الذي اعتدى عليه من خارج المدرسة وشخص آخر ق يكون من أقارب المعتدي.
وحول حالته الصحية، ذكر بأنه يخضع لفحوص وصور طبية بعد تعرضه للضرب على يد الطلبة، وبأن أحدهم تسبب له بجرح قطعي في أذنه اليسرى خضع على إثره لخياطة جراحية بـ4 قطب، إضافة إلى إصابة بالرأس، مما يتسبب له بشعور بالدوار يمنعه من المشي.
وأكد الوحش أنه تقدم بشكوى لدى الجهات الأمنية بحق المعتدين.
تحقيق رسمي من إدارة المدرسة
أعلنت إدارة المدرسة، التي شهدت هذه الواقعة المستفزة، القبض على المعتدي وسيتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحقه.
تعليق وزارة التربية والتعليم
أصدرت وزارة التربية والتعليم الأردنية توضيحًا حول الواقعة، قالت فيه:
"يعمل المعلم في إحدى المدارس الحكومية التابعة لمديرية قصبة عمان، وأثناء قيامه بواجبه التربوي والأخلاقي لفض مشاجرة حدثت بين مجموعة من الطلبة خارج أسوار المدرسة تعرض للضرب على رأسه من أحد أولياء الأمور، كما تعرض لتصرفات غير مسؤولة من قبل طالبين اثنين، أحدهما من نفس المدرسة التي يدرس بها المعلم والآخر من مدرسة مجاورة.
وأكدت الوزارة أنه جرى تقديم شكوى رسمية لدى الجهات الأمنية بحق المعتدين، وكذلك ستقوم التربية باتخاذ العقوبات الرادعة بحق الطلبة المعتدين، ولن تتهاون في اتخاذ الإجراءات اللازمة بحق كل من تسول له نفسه المساس بالثوابت والقيم التربوية الأصيلة الكفيلة بتحقيق رؤية الوزارة ورسالتها السامية.
ردود الأفعال

أبدت الجماهير الأردنية استياءها من المشهد، ورأوا بأنه دليل على مدى خطورة هذه الظاهرة بالنسبة للمجتمع الأردني الذي يجب أن يتخذ خطوات فعّالة لمواجهتها، فالمعلمون هم ركائز النهوض بالمجتمع، وإذا لم يتم حمايتهم واحترامهم، فإن النظام التعليمي وبالتالي المجتمع بأسره سيواجهون تحديات جسيمة.