تمكن فريق بحثي مشترك بين قسمي الهندسة الكهربائية وعلم الآثار بجامعة لندن البريطانية من تحقيق أمنية عمرها ثلاثة آلاف عام بعودة أحد مظاهر الحياة إلى كاهن مصري قديم، من خلال إنتاج صوت عبر قناته الصوتية.
وقام الباحثون بعمل محاكاة لصوت كاهن مصري قديم يدعى "نِسيامون" عاش قبل ثلاثة آلاف سنة، ونشرت النتائج في دورية "نيتشر ساينتفك ريبورتس" يوم الخميس الماضي.
واستعان الباحثون بأحبال صوتية صناعية لإنتاج صوت "نِسيامون" والذي خرج صوته على نحو يشبه الثغاء (وهو صوت الظِّباء عند الولادة؛ صياح الغنم).
وللتوصل إلى تلك النتائج، استخدم الفريق البحثي أشعة مقطعية محوسبة لا تدمر العينة، من أجل مسح منطقة المجرى الصوتي للمومياء، بحيث يمكن رصد ورسم تركيبتها التشريحية بصورة دقيقة.
بعد ذلك أدخلت تلك البيانات في طابعة ثلاثية الأبعاد (مُجسِّمة)، لصنع محاكاة دقيقة للأحبال الصوتية ووضع المجرى الصوتي لمومياء الكاهن "نِسيامون"، بعد ذلك استخدم الفريق البحثي تقنية أخرى وهي "الحنجرة الإلكترونية" من أجل إخراج الصوت.
وبحسب الدراسة الجديدة، فإن الصوت الخارج من الكاهن "نيسيامون" كان واقعًا في نقطة ما بين الألف المفتوحة "أَ" والياء المكسورة "يِ"، ويعتقد الباحثون أن الكاهن كان ذا طبقة صوت أعلى من الطبقة المتوسطة للإنسان الطبيعي.
ويمثل مجرى الصوت في منطقة الحنجرة ما يشبه البصمة الصوتية، بمعنى أن البشر يختلفون تشريحيا في حجم وتركيب تلك المنطقة بفروق طفيفة، هي ما يجعل لكل منهم صوتا مختلفا عن الآخر، بالتالي فإن الصوت الخارج من محاكاة مجرى صوت الكاهن المصري قريب لصوته الحقيقي.
وكشفت الدراسات بأن "نِسيامون" عاش إبان فترة حكم الفرعون رمسيس الحادي عشر التي شهدت اضطرابًا سياسيًا ما بين عامي 1099 و1069 قبل الميلاد.
ولما كان "نِسيامون" كاهنا في طيبة (الأقصر حاليًا)، كان صوته يحتاج إلى أن يكون جهوريًا، ليتسنى له أداء الطقوس الدينية التي تتضمن تلاوة الترانيم.
وتوجد مومياء الكاهن المصري القديم في متحف مدينة ليدز البريطانية، وهي الباقية فقط من ثلاث مومياوات تدمرت بعد تعرض المتحف لضربة جوية في الحرب العالمية الثانية، وكانت إدارة المتحف قد بدأت إخضاع المومياء للبحث العلمي منذ ثلاثة عقود.
لمزيد من اختيار المحرر:
العثور على مومياء عمرها 1500 عام في سيبريا.. وحذاؤها يحدث ضجة (صور)
