شكّل الزلزال المُميت الذي هزّ جنوب تركيا وشمال سوريا فجر الاثنين، 6 فبراير 2023، بقوة 7.8 درجة، "حالة من الهلع" لدى الشعوب التي تعيش في مناطق الخطر الزلزالي خوفًا من تكرار المشهد ذاته.
ومع ارتفاع عدد ضحايا زلزال تركيا وسوريا لأكثر من 22 ألف شخص حتى اللحظة، تشكّل لدى الكثيرين تساؤلات حول وقوع زلزال مشابهٍ بالقوة في المنطقة القريبة من تركيا وسوريا خاصة بعد التغريدة "المعربة" التي كتبها العالم والباحث الهولندي المختص في الزلازل فرانك هوغيربيتس قبل 3 أيام من وقوع الزلزال.
وامتلأت صفحات المواقع الإخبارية ومنصات التواصل الاجتماعي بتقاريرٍ وتصريحاتٍ "تحذر" من وقوع زلزال مميت في منقطة البحر الأحمر باعتبار أنها تقع على الوادي المتصدع الكبير المعروف بـ"حفرة الانهدام" الذي يعبر عن الصدع الجيولوجي الكبير الذي يمر ما بين غرب القارة الآسيوية و شرق إفريقيا بدءاً من مناطق جنوب تُركيا في الشمال وحتى كينيا في الجنوب، مارًا في بلاد الشام و البحر الأحمر وخليج عدن إلى عُمق الأراضي الإفريقية.

وخلال الأيام الماضية، تداول روّاد مواقع التواصل الاجتماعي مئات التقارير المنشورات عن توقعات بحدوث زلزال يضرب منطقة بلاد الشام والخليج العربي والعراق واليمن.
زلزال في منطقة البحر الأحمر

أصدر عبد العزيز بن لعبون، رئيس مجلس الجيولوجيين في المملكة العربية السعودية، تحذيرًا بشأن احتمال وقوع زلزال كبير في منطقة البحر الأحمر.
وقال بن لعبون في مقابلة هاتفية مع إحدى القنوات التلفزيونية: "تشير المسوحات السيزمية إلى حدوث ما لا يقل عن 1000 هزة على طول البحر الأحمر، ويجب أن نتعايش مع هذا الوضع، ولكن يجب اتخاذ الاحتياطات".
وأضاف: "يجب أن نفهم تمامًا التاريخ الجيولوجي للمنطقة لأن هذه الأحداث ليست عرضية، بل هي سمة مميزة للمنطقة".
هيئة المساحة الجيولوجية السعودية تنفي

في المقابل، نفت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية صحة الأنباء المتداولة حول إمكانية التنبؤ بتوقيت ومواقع الزلازل.
وقال المتحدث باسم الهئية طارق أبا الخيل أن ما أثير أخيرًا حول حدوث زلزال في البحر الأحمر مجرد مجرد توقعات ولا تزيد عن كونها اجتهادات شخصية لا تستند على دراسات ومتابعات ورصد.
وأضاف أبا الخيل: "يتابع مركز المخاطر الجيولوجية في هيئة المساحة الجيولوجية السعودية على مدار الساعة، النشاط الزلزالي بمنطقة وسط البحر الأحمر وعلى طول الصدع الأخدودي، وأن القدر الزلزالي من ضعيف إلى متوسط، حيث منطقة شد تكتوني نتيجة تباعد الصفيحة التكتونية الأفريقية عن الصفيحة التكتونية العربية والتي تتصف بنشاط زلزالي أغلبه ضعيف إلى متوسط".
وأوضح أبا الخيل أن عدد الهزات التي يتم رصدها في البحر الأحمر لا يتجاوز العشرات أسبوعيًا وتعتبر غير محسوسة ولا تشكل أي خطورة، وفقًا لبيان نشرته إمارة منطقة مكة المكرمة أمس السبت، 11 فبراير 2023.