بعد خمس سنوات من الجدل في نيوزيلندا، يستعد التمثال العملاق "كوازي"، الذي يجسد يدًا بوجه عابس للنحات روني فان هاوت، للسفر إلى وجهة غير معلومة في أستراليا بواسطة طائرة هليكوبتر.
ومنذ اللحظة الأولى التي رفع فيها التماثل فوق سطح معرض "سيتي جاليري"، أثار التمثال مشاعر متباينة بين السكان، من الرعب إلى التعلّق، نظرًا للشبه غير المقصود مع الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب"، وسيُنقل قريبًا إلى موقع غير معلن في أستراليا بواسطة طائرة هليكوبتر.
هذا التمثال، الذي يحمل اسم "كوازي" ويبلغ طوله 16 قدمًا – ما يقارب خمسة أمتار – صنعه النحات الأسترالي روني فان هاوت، من الصلب، والبوليسترين، والراتنج ويتميز بوجه بشري عابس، وأُطلق عليه هذا الاسم تيمّنًا بشخصية "كوازيمودو" في رواية "أحدب نوتردام" لفيكتور هوغو عام 1831.
قال بن ماكنالتي، عضو مجلس المدينة في ويلينغتون: "هذا إما يوم رائع أو سيء لمدينة ويلينغتون، ولا توجد آراء متوسطة في هذا الأمر". وأضاف أنه يشعر بـ"الأسف" لرحيل التمثال.
ظهر "كوازي" لأول مرة في معرض فني في مدينة كرايستشيرش بنيوزيلندا عام 2016، وكان مثيرًا للانقسام بين السكان. وفي إحدى مقالات الرأي، ذكر أحد الصحفيين أن التمثال "يجب أن يرحل"، مشيرًا إلى أن أحد أصابعه يبدو وكأنه يُشير بوقاحة للمارة والموظفين.
وفي عام 2019، انتقل "كوازي" إلى ويلينغتون، حيث بدأت الآراء تتباين حوله. يقول ماكنالتي: "وصل، ولم يكن الجميع راضين عنه، ربما 80% كانوا يتساءلون: ما هذا الوحش؟ ماذا فعلنا؟". ومع مرور الوقت، تكوّن نوع من "مجموعة المؤيدين" لـ"كوازي"، ويعد ماكنالتي نفسه جزءًا منها.
في ساحة "سيفيك سكوير"، حيث يقع المعرض، عبّر الكثيرون عن تعلّقهم بالتمثال، ووصفته أنجا بورتهاوس بأنه "مزعج لكنه أصبح جزءًا من ويلينغتون الآن"، وأضافت أنها حزينة لرحيله.
سيتم رفع "كوازي" من السطح بواسطة طائرة هليكوبتر يوم السبت، حيث سيتم نقله إلى مكان غير معلن في أستراليا. وقال فان هاوت: "كل شيء له نهاية في النهاية. حتى كوابيس لافكرافت يجب أن تعود إلى مصدرها."
تفاعل العشرات على وسائل التواصل الاجتماعي مع الخبر، البعض كان حزينًا، والآخرون عبروا عن فرحتهم برحيله.
