الـ"انتوموفوبيا" هو الخوف الشديد والمستمر من الحشرات وهي أكثر أنواع الخوف والرهاب شيوعًا، والتي تسبب قلقًا وتوترًا شديدًا للمصاب بها عند رؤية أي حشرة في حاله غير منطقية قد يصل الأمر إلى فقدان الوعي أو جفاف الفم عند رؤية ذبابة تقترب منه.
لكن على ما يبدو أن هذا الرهاب غير موجود على الإطلاق لدى المصوّر والباحث العملي السعودي مفيد أبو شلوة الذي قرر إبراز جمال وتفاصيل أكبر رتبة من عالم الحشرات (الخنافس).
ونشر أبو شلوة عبر حسابه الرسمي على تطبيق "إنستغرام" لقطات دقيقة للخنافس تعجز العين البشرية رؤيتها.
ويقوم بكل صورة بنشر معلومات عن الحشرة التي يصور تفاصيلها.
ولاقت أعمال المصوّر صدى واسع في غالبية المواقع المتخصصة في مجال التصوير، ومن بين أكثر الصور التي لاقت صدى واسع كانت صورة لحشرة الآفة سوسة النخيل الحمراء، إذ حاز هذا العمل على 23 جائزة، وآخرها المركز الأول في جائزة ماريا لويزا الإسبانية في نسختها الـ 30 لعام 2020.
كما حاز هذا العمل، للحشرة التي تعد أخطر الآفات التي تهاجم النخيل بالسعودية، على المركز الأول ضمن مشروع "وحوش صغيرة" في مسابقة أقيمت بروسيا العالم الماضي، التي تفوقت على 391 ألف صورة مشاركة من 172 دولة حول العالم.
يذكر أن مفيد تخرج في الكلية التقنية الإدارية، ولم يدر دفته فقط عما درس، بل بعد أربع سنوات من الانخراط في التصوير، اتخذ قراره بالتخصص في تصوير الماكرو -مايكرو أو ما يعني "التصوير الفوتوغرافي المجهري".
فقد أبهرت الحياة البرية المصوّر مفيد، انغمس فيها حد التوحد معها، التقط العديد من الصور، تناسى مخاوفه "منذ الطفولة أخاف من الحشرات والاقتراب منها"، غير أن تفاصيل المخلوقات جذبته، تلك الدقة القائم عليها الطبيعة، وجد أنه مهما بلغت قدرة العين لن تحصي هذا الجمال، لكن الكاميرا بإمكانها أن تفعل، فخاض المشوار مع التصوير المجهري دون أن يغفل خبرة السابقين.
واضاف: "الكثير من مصوري الطبيعة والحياة البرية الذين صادفتهم خلال مسيرتي عرجوا على هذا المجال ولم يوفقوا فيه"، لكنه خضع للمواجهة ولازال يبحر.
توفرت لمفيد في مدينة القطيف –شرق السعودية- حيث يقطن، البيئة الخصبة لمجال تصوير الحشرات؛ يطوف المصور بين البساتين، يقتفي أثر الكائنات الصغيرة، يفتش عن مكان وزمان التصوير لاقتناص الهدف المنشود "لا يمكن اختيار يوم عاصف أو ممطر"، يقصد فترة قبل شروق الشمس بساعة، وقت السكون، يتهيأ بالملابس المناسبة للحماية مما قد يلقاه من حشرات ضارة، ولا يغفل التمويه، من اختيار ألوان قريبة من الطبيعة، فضلًا عن جاهزية معدات التصوير.
إلى الآن وطأ مفيد أماكن عديدة في السعودية، إلى جانب السفر لنحو 6 غابات حول العالم، في النمسا، ماليزيا، إندونسيا، فرنسا، إسبانيا، وألمانيا، ويتوق الشاب إلى المزيد.