لقي المصمم الجرافيكي الأمريكي "ميلتون جلاسر"، صاحب أشهر شعار في "أنا أحب نيويورك"، حتفه يوم الجمعة الماضي، 26 يونيو 2020، عن عمر يناهز الـ91 عامًا.
وقالت زوجته" شيرلي جلاسر" لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكة إن "ميلتون" توفي إثر تعرضه لسكتة دماغية كما كان يعاني أيضًا من فشل كلوي.
منذ أكثر من 25 عامُا وتحديدًا في عام 1976 كان "ميلتون جلاسير" في مقتبل مهنته كمصمم ويحاول جاهدًا حينها إبراز اسمه بين المصممين الموهوبين وكانت حينها نيويورك في فترة تعافي بعد سلسلة من الجرائم العنيفة وانحدار مستوى العديد من الطبقة الوسطى إلى الطبقة الأقل مجتمعيًا.
كما أن المدينة كانت تعاني من فقدها لإيرادات السياحة بسبب تلك الجرائم ولهذا أعلنت إدارة التجارة الخاصة بالمدينة بدء حملة لرفع معنويات العامة.
ولهذا قدمت الوكالة الإعلانية Wels Rich Greene شعار "أحب نيويورك" "I Love New York" كما استغلها المؤلف "ستيف كارمن" لتأليف مقطوعات غنائية تبث عبر التلفاز، وتولى "جلاسير" حينها تصميم الشعار.
كان "جلاسير" في المقعد الخلفي لسيارة أجرة متجهًا إلى مقر عمله لمقابلة أحد العملاء وحينها أتته الفكرة فجأة واستخدم قلم ألوان أحمر كان معه لرسم I♥NY على ظرف مستعمل، ثم عمل على تعديل الشعار بتقسيمه إلى سطرين، حينها لم يكن يدري أن هذا الشعار سيدوم لأكثر من أربعة عقود.
وما يثير الاهتمام حول هذا الشعار هو أن "جلاسير" رفض الاحتفاظ بحقوق الملكية الخاصة به بهدف انتشار الشعار وإتاحته للناس جميعًا.
وبالفعل أصبح الشعار ملك كل سكان نيويورك، ولا يزال هذا الشعار الذي ظهر لأول مرة عام 1977 يساهم في تطور الحالة الاقتصادية للمدينة، فهو يظهر على كل شيء بداية من سلاسل المفاتيح وحتى أكواب القهورة والإعلانات في قطار الأنفاق.
يعلق الخبراء بهذا الشأن أن هذا الشعار كان ملائمًا جدًا للظروف حينها فهو كان يعبر عن مشاعر الناس جميعًا فهو أصبح جزءًا من ثقافة تلك المدينة فهو يعبر عن المشاعر ويمثل الروح الحقيقية للمدينة.
كما ظهر الشعار مرة أخرى بعد أحداث 11 سبتمبر وبذلك أصبح الشعار مرتبطًا بروح التماسك والتطلع للأفضل للمدينة.
لمزيد من اختيار المحرر:
"لا يوجد مكان للعنصرية في العالم".. كوكا كولا توقف إعلانتها على التواصل الاجتماعي