الاسد: الازمة بين اسرائيل وتركيا ستؤثر في استقرار المنطقة

تاريخ النشر: 06 يوليو 2010 - 06:45 GMT
رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس ثاباتيرو (يمين) مع الرئيس السوري بشار الاسد خلال مؤتمر صحافي مشترك في مدريد
رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس ثاباتيرو (يمين) مع الرئيس السوري بشار الاسد خلال مؤتمر صحافي مشترك في مدريد

اعتبر الرئيس السوري بشار الاسد في مدريد ان الازمة الدبلوماسية بين تركيا واسرائيل "ستؤثر في استقرار المنطقة".

وقال الرئيس السوري خلال زيارة رسمية يقوم بها لاسبانيا "اذا لم تتم معالجة العلاقة بين تركيا واسرائيل، فسيكون صعبا جدا بالنسبة الى تركيا ان تؤدي دورا في المفاوضات" لاحياء عملية السلام في الشرق الاوسط.

واضاف في حضور رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس ثاباتيرو ان "تراجع دور تركيا سيؤثر من دون شك في استقرار المنطقة". واكد الاسد، بحسب ترجمة لكلامه، ان "الهجمات الاسرائيلية هي السبب الفعلي لتدهور الاستقرار في المنطقة".

واشار خصوصا الى الهجوم الاسرائيلي في 31 ايار/مايو في المياه الدولية على قافلة مساعدات انسانية كانت تسعى الى كسر الحصار المفروض على قطاع غزة، وادى الى مقتل تسعة ناشطين اتراك.

وكان قد نقل عن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الاثنين قوله إن تركيا ستقطع علاقاتها مع اسرائيل ما لم تتلق اعتذارا وتقبل بتحقيق دولي في هجوم اسرائيلي قاتل استهدف سفينة مساعدات تركية كانت متجهة إلى قطاع غزة.يقول

لكن مسؤولا في الحكومة التركية أبلغ رويترز بأن كلمات الوزير حرفت. وقال المسؤول ان موقف أنقرة هو انه سيكون أمرا بالغ الصعوبة أو مستحيلا اصلاح العلاقات الثنائية مع الدولة اليهودية اذا لم يتم تلبية المطالب التي حددتها أنقرة من قبل.

وقالت اسرائيل في المقابل انها لا تعتزم اصدار اعتذار رسمي لتركيا.

وجاءت التصريحات المتبادلة بخصوص العلاقات بعد أن اجرى الجانبان محادثات الاسبوع الماضي لتسوية الخلاف لكن كلا منهما شدد موقفه فيما يبدو.

وقال داود أوغلو في تصريحات لصحيفة حريت نشرتها الاثنين "أمام اسرائيل ثلاثة خيارات .. إما أن تعتذر وإما أن تقبل نتائج لجنة دولية تحقق في الهجوم وإما تقطع تركيا العلاقات."

ولم يوضح التقرير طبيعة العلاقات التي يشير اليها.

وقالت تركيا مرارا إنها تريد من اسرائيل أن تعتذر عن الهجوم الذي وقع يوم 31 مايو ايار وتدفع تعويضات وتوافق على أن تجري الأمم المتحدة تحقيقا في الحادث وترفع الحصار عن قطاع غزة.

وقال المسؤول بالحكومة التركية اليوم الاثنين ان تلك المطالب مازالت قائمة.

ووثق البلدان العلاقات بينهما في التسعينات استنادا بصورة كبيرة إلى تعاون عسكري وتبادل المعلومات المخابراتية فضلا عن انتعاش العلاقات التجارية.

ورفضت اسرائيل اقتراحا من الامين العام للامم المتحدة بان جي مون باجراء تحقيق دولي وشكلت لجنة تحقيق خاصة بها.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان إن إسرائيل ليس لديها نية للاعتذار.

وقال ليبرمان للصحفيين خلال زيارة للاتفيا "ليس لدينا أي نية للاعتذار. نعتقد أن العكس هو الصحيح."

والتقى داود أوغلو بوزير التجارة والصناعة الإسرائيلي بنيامين بن اليعازر الأسبوع الماضي في بروكسل في مسعى لإصلاح العلاقات. وقالت تركيا آنذاك إنها أبلغت اسرائيل بمطالبها.

لكن داود أوغلو قال في تصريحاته لصحيفة حريت "وصلت الرسائل التي تم نقلها إلى بن اليعازر للحكومة الاسرائيلية. لن ننتظر ردا إلى الأبد."

وأردف "سيكون كافيا أن ترى لجنتهم (التي تجري التحقيق) أن الهجوم كان ظالما وأن يعتذروا تماشيا مع قرار اللجنة.. لكن علينا أن نرى القرار أولا."

وقتل تسعة نشطاء أتراك مناصرين للفلسطينيين عندما اقتحمت قوات كوماندوس اسرائيلية السفينة مرمرة التي ترفع علم تركيا يوم 31 مايو ايار في إطار عملية لمنع قافلة مساعدات من الوصول الى قطاع غزة المحاصر.

وسحبت تركيا سفيرها من اسرائيل بعد الحادث وألغت مناورات عسكرية مشتركة ومنعت الطائرات العسكرية الاسرائيلية من دخول مجالها الجوي.

وتريد الولايات المتحدة من اسرائيل وتركيا تسوية النزاع بينهما وإعادة العلاقة الودية التي كانت مفيدة لسياستها في الشرق الأوسط. ويلتقي الرئيس الأمريكي باراك أوباما برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن الثلاثاء.

وقالت اسرائيل إن جنود الكوماندوس لم يفتحوا النار إلا بعد تعرض مجموعة منهم للهجوم على أيدي نشطاء مسلحين بالعصي والسكاكين على ظهر السفينة.

وتقول اسرائيل إن حصار غزة ضروري لمنع وصول أسلحة إلى حركة حماس.

وقال ليبرمان ان اسرائيل لديها بواعث قلق بشأن سياسة تركيا الخارجية بما في ذلك اعتراضها عند التصويت في مجلس الامن على قرار فرض عقوبات جديدة على ايران.

وكانت تركيا والبرازيل الدولتين الوحيدتين في مجلس الامن اللتين صوتتا ضد القرار.

وقال ليبرمان "نحن نرى بعض التغييرات الكبيرة حقا في سياستهم. لكنه حقهم وقرارهم."