احراق القرآن الكريم في ذكرى هجمات سبتمبر

تاريخ النشر: 07 سبتمبر 2010 - 08:50 GMT
تنديد واسع والبيت الابيض ينفي اتصاله بالكنيسة
تنديد واسع والبيت الابيض ينفي اتصاله بالكنيسة

أعرب البيت الأبيض عن قلقه بشأن اعتزام كنيسة صغيرة في فلوريدا إحراق نسخة من القرآن في الذكرى التاسعة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول، مؤكدا أن هذه الدعوة تضع القوات الأميركية في خطر.
وقال روبرت غيبس المتحدث باسم البيت الأبيض تعليقا على استنكار الجنرال ديفيد بتريوس قائد القوات الأميركية في أفغانستان لقرار تلك الكنيسة: "كما قال الجنرال بتريوس فإن ذلك العمل يُلحق الضرر بقواتنا، وكل عمل من ذلك النوع يُلحق الضرر بقواتنا ويثير قلق هذه الإدارة".
وكان الجنرال بتريوس قد استنكر تلك المحاولة التي قال إنها تعرض الجنود الأميركيين للخطر، كما أنها توفر لمسلحي حركة طالبان أداة يستخدمونها لتحريض الناس وضمهم إلى صفوف الحركة.
وأكد بتريوس في مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال اليوم الثلاثاء أن تنفيذ كنيسة أميركية معمدانية صغيرة مشروعها بإحراق مصحف على الملأ في ذكرى هجمات 11 سبتمبر/ أيلول قد يؤدي إلى تقويض جهود الولايات المتحدة في أفغانستان ويسفر عن هجمات انتقامية ضد القوات الأميركية العاملة في أفغانستان.
وأضاف بتريوس: "أنا قلق بشدة للتداعيات المحتملة التي يمكن أن تنجم عن إمكان إحراق القرآن".

وقد اعلن القس في الكنيسة المعمدانية الاميركية الذي يريد حرق نسخة من القرآن في 11 ايلول/سبتمبر، الثلاثاء انه "يأخذ على محمل الجد" المخاوف التي اعرب عنها في هذا الشأن قائد القوات الدولية في افغانستان، لكنه قال انه "ينوي باصرار" المضي في تنفيذ ما توعد به.

وتنوي كنيسة "دوف وورلد اوتريتش سنتر" المعمدانية في غينسفيل (فلوريدا، جنوب شرق) حرق نسخة من القرآن امام الملأ السبت في الذكرى التاسعة لاعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة.

وقال القس تييري جونز لشبكة سي.ان.ان الاميركية "نأخذ تصريحات الجنرال على محمل الجد".

واضاف "نحن في الواقع قلقون جدا، جدا" من العواقب التي تحدث عنها الجنرال بترايوس و"نستمر في الصلاة لما سيحصل في 11 ايلول/سبتمبر".

وسئل القس عما اذا كان ذلك يعني صرف النظر عن مشروع حرق نسخة من القرآن، فأجاب "نحن عاقدون العزم على حرقها لكننا في الوقت نفسه نصلي في هذا الشأن".

وتابع القس المعمداني "ندرك ان هذا العمل قد يسيء الى الاشخاص ويسيء الى المسلمين. وانا اكون مستاء ايضا عندما يحرقون العلم الاميركي او عندما يحرقون الكتاب المقدس".

واضاف "الا اننا نعتقد ان الرسالة التي نحاول تمريرها هي اهم من ان يشعر اشخاص بانه تمت الاساءة اليهم. نعتقد اننا لا نستطيع التراجع امام اخطار الاسلام".

وتابع هذا القس الاميركي وهو يتكلم امام شاحنة كتب عليها "اليوم العالمي لاحراق القرآن" وقد ارتدى بزة وربطة عنق "نحن نرحب بالمسلمين هنا وهم اكثر من مرحب بهم لممارسة دينهم وبناء مساجد. الا ان الهدف مما نريد القيام به في الحادي عشر من ايلول/سبتمبر هو توجيه رسالة واضحة الى العناصر المتطرفة في الاسلام لكي نقول لهم انه لن يتم التسامح معهم في الولايات المتحدة".

كما نقلت سي ان ان عن بليمون الأمين، إمام "مسجد الإسلام" الواقع في ولاية أتلانتا قوله إن ما يهدد جونز بفعله يشبه ما قام النازيون به، إذ أن انطلاقتهم السياسية كانت بمسيرة لإحراق الكتب، تطورت في وقت لاحق لتصل إلى إحراق البشر.

من ناحيته، أدان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فوغ راسموسن الثلاثاء دعوة الكنيسة الإنجيلية في فلوريدا إلى إحراق نسخة من القرآن.

وأكد راسموسن للصحافيين خلال زيارة لواشنطن أن مثل هذه الأعمال منافية للقيم التي يستند إليها الحلف كما أنه سيكون لها آثار سلبية على أمن قواتنا. وقال اعتقد أن مثل هذه الأفعال تتعارض بشدة مع كل القيم التي نتمسك بها والتي نحارب من اجلها.
كما ندد الفاتيكان الثلاثاء بالدعوة واعتبر أنها تتعارض مع الإيمان المسيحي. ونقلت الصحيفة الناطقة باسم الفاتيكان عن أسقف لاهور ورئيس المجمع الأسقفي الباكستاني لورانس جون سالدانها قوله: "نندد بشدة بهذه النية وهذه الحملة التي تتعارض مع الاحترام الواجب لكل الديانات وتتعارض مع عقيدتنا وإيماننا".