ارتفاع عدد قتلى اليمن وواشنطن تحث صالح على الرحيل

تاريخ النشر: 05 أبريل 2011 - 05:32 GMT
متظاهرون اثناء مسيرة في تعز
متظاهرون اثناء مسيرة في تعز

قال شهود إن الشرطة ومسلحين في زي مدني فتحوا النار على متظاهرين مناهضين للحكومة في مدينتي تعز والحديدة يوم الاثنين بينما تكتسب جهود المعارضة للاطاحة بالرئيس اليمني على عبد الله صالح مزيدا من القوة.

تأتي المحاولات لقمع احتجاجات متزايدة تستلهم انتفاضتين شعبيتين في مصر وتونس وسط مؤشرات على أن الولايات المتحدة تسعى لوضع نهاية لحكم صالح الممتد منذ 32 عاما والذي اعتبر لوقت طويل حصنا في وجه تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.

ففي تعز جنوبي العاصمة صنعاء قالت مصادر طبية ان الشرطة أطلقت النار على محتجين كانوا يحاولون اقتحام مبنى المحافظة فقتلوا 15 شخصا على الاقل واصابوا 30 اخرين بجراح.

وقال عضو البرلمان محمد مقبل الحميري لتلفزيون الجزيرة ان النظام فاجأهم بهذا القدر من اعمال القتل وانه يعتقد ان الناس لن يفعلوا شيئا سوى الخروج بصدور عارية لتجريد الحكومة من كل ذخيرتها.

واظهرت صور بثها التلفزيون عددا من ضحايا غاز مسيل للدموع على ما يبدو تمددوا متراصين دون حراك ويقوم مسعفون بعلاجهم على أرض مستشفى مؤقت في تعز.

وفي مدينة الحديدة الساحلية على البحر الاحمر قالت مصادر طبية ان الشرطة ومسلحين في زي مدني أطلقوا الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع على مئات من المتظاهرين كانوا يشاركون في مسيرة باتجاه القصر الرئاسي. وتعرض ثلاثة أشخاص لاصابات بطلقات نارية بينما تعرض 30 لطعنات بمدي وعاني 270 اخرون من استنشاق الغاز المسيل للدموع.

وفي وقت لاحق يوم الاثنين قال أطباء ان ستة متظاهرين على الاقل قتلوا بالرصاص واصيب كثيرون بجروح اثناء الاجتماعات الحاشدة في المساء وان عدد القتلى سيرتفع على الارجح.

وفي واشنطن وصفت وزارة الخارجية الامريكية أحدث أعمال عنف في اليمن بأنها "مروعة".

وحث ائتلاف المعارضة في اليمن في بيان الامم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان والهيئات الدولية الاخرى على "سرعة التدخل لمنع الرئيس صالح وانصاره من اراقة مزيد من الدماء."

وأظهر الرئيس اليمني تحديا في كل مرة تصعد فيها المعارضة تحركاتها.

وقال صالح لمئات من رجال القبائل الذي هتفوا رافضين التنازلات انه سيرد على ثقتهم به بالصمود "كالجبال" وأنه سيظل وفيا للشعب الذي ظل وفيا " للشرعية الدستورية".

وكان صالح قال انه لن يسعى للترشح لفترة رئاسية جديدة في انتخابات 2013 وانه قد يتنحى في أعقاب انتخابات رئاسية وبرلمانية جديدة في غضون عام. ويوم الاحد دعا المعارضة لانهاء الاحتجاجات والمساعدة في انجاح المحادثات.

ومن بين الاقتراحات التي تقدمت بها المعارضة اعادة هيكلة الجيش وقوات الامن على يد نائب رئيس يقوم بأعمال الرئيس مؤقتا قبيل اصلاحات سياسية وانتخابات. ويرى الحزب الحاكم أنه من الضروري أن يبقى صالح في منصبه للاشراف على التغيرات.

وقال وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد السالم الصباح ان دولا عربية خليجية دعت الحكومة اليمنية وممثلين للمعارضة لاجراء محادثات في السعودية في محاولة لانهاء الازمة لكن لم يتحدد موعد بعد.

وتبنت بلدان الخليج العربية نهج الترقب والانتظار وقاومت جهود صنعاء لحثها على القيام بمساعي وساطة.

وقال وزير خارجية الامارات العربية المتحدة الشيخ عبد الله بن زايد ال نهيان يوم الاثنين انه فيما يتعلق باليمن فان هناك مقترحات سيتم نقلها الى الجانبين في اليمن وانه لا يريد استخدام لفظة وساطة لانهم الان في مرحلة جس النبض.

وتنبأ محللون ودبلوماسيون بمزيد من الضغط الغربي غير المعلن على صالح لانهاء الازمة.

وقال شادي حميد المحلل في مركز بروكينجز الدوحة في قطر "الخطوة التالية ستكون طرح اغاثة اليمن على مائدة البحث والقول ان هناك عواقب وخيمة في حال واصل صالح استخدام العنف ضد شعبه."

ولم تصدر حكومة اوباما بيانا علنيا حتى الان تحث فيه صالح على التنحي. وكانت دعوات كهذه اساسية في انهاء حكم الرئيسين التونسي زين العابدين بن علي والمصري حسني مبارك.

وقالت مصادر وثيقة الصلة بالمحادثات ان واشنطن منحت صالح مهلة الاسبوع الماضي للموافقة على صفقة توسط فيها سفير الولايات المتحدة في صنعاء لضمان مخرج سلمي وانتقال للسلطة والا ستدعو علنا لتنحيه.

وتقول مصادر بالمعارضة ان المحادثات توقفت لان صالح يراوغ ليضمن ألا يواجه هو واسرته المحاكمة بتهم الفساد التي اثارتها المعارضة.

وقال دبلوماسي في صنعاء ان التركيز الان لا يزال على المحادثات وان الدعوات العلنية للتنحي والتي جاءت حتى الان من فرنسا لا تزال سابقة لاوانها.

واضاف الدبلوماسي "الامر يتوقف على التطورات في الايام القادمة وهذا أحد الخيارات لدى كل العواصم."

وقال "في الوقت الحالي تعمل الاطراف الدبلوماسية من وراء الكواليس للوصول الى اتفاق حول انتقال سياسي بين الاحزاب اليمنية. باقي الخيارات محفوظة حاليا في الادراج."

واضاف اذا دعت واشنطن صالح للرحيل "فلا أدري هل سينصاع على الفور."