اشتباكات جنوب طرابلس والثوار يعتبرون الحل السياسي مستحيلا

تاريخ النشر: 13 يوليو 2011 - 12:30 GMT
احد افراد شرطة الطوارئ ينظم حركة السير في مدينة بنغازي معقل الثوار في ليبيا
احد افراد شرطة الطوارئ ينظم حركة السير في مدينة بنغازي معقل الثوار في ليبيا

اندلعت اشتباكات الاربعاء على الجبهة الى الجنوب من العاصمة الليبية بين قوات موالية لمعمر القذافي ومقاتلين من الثوار الذين اعتبروا انه "من المستحيل حتى الآن التوصل الى حل سياسي" مع نظام الزعيم الليبي.

وقال الثوار ان الاشتباكات اندلعت بعد أن نصبت قوات موالية للزعيم الليبي معمر القذافي كمينا للمقاتلين المتقدمين.

وكان مقاتلو المعارضة سيطروا على قرية القواليش الاسبوع الماضي ويعتزمون الزحف شرقا الى بلدة غريان التي تتحكم في المدخل الى الطريق السريع الرئيسي الذي يؤدي الى العاصمة طرابلس على بعد أقل من 100 كيلومتر.

وقال أحد المقاتلين ان المعركة بدأت بعد أن حاولت وحدة من قوة المعارضة التقدم من القواليش. وقال المقاتل "كنا نتقدم وفجأة نصب لنا كمين."

وسمع فريق رويترز في القرية دوي نيران أسلحة صغيرة وقصفا وانفجارات من قذائف سقطت داخل القواليش على الطرف الشرقي.

وهرعت عدد من الشاحنات التي تقل المقاتلين في اتجاه الغرب خارج القرية.

وقال مقاتل اخر خارج القرية "كان هناك قتال ونحن ننتظر الدعم."

لا حل سياسيا

في غضون ذلك، صرح العقيد جمعة ابراهيم قائد مركز العمليات العسكرية لغرب ليبيا الاربعاء ان ثوار جبل نفوسة يرون انه "من المستحيل حتى الآن التوصل الى حل سياسي" مع نظام معمر القذافي.

وقال "حتى الآن، من المستحيل ايجاد حل سياسي. القذافي يريد البقاء في مكانه والثوار لا يريدون ذلك"، وذلك غداة اعلان فرنسا عن اتصالات جرت مع ممثلين للسلطة الليبية.

واضاف العقيد ابراهيم ان القذافي يسعى الى كسب الوقت لانه يواجه هجوم ثوار الغرب الذي بدأ الاسبوع الماضي في محاولة لتطويق طرابلس.

وقال "في اللحظة الاخيرة يبحث القذافي عن حل سلمي لانه ضعف. كل الجنود والمعدات "الجيش النظامي" ينتقلون الى معسكرنا الواحد تلو الآخر. نتقدم ببطء لكننا لن نتوقف ولن نتراجع". "ا ف ب"

هيئة قيادة

على صعيد اخر، اعلن الثوار الليبيون الذي يعانون من نقص في التنظيم انهم اسسوا هيئة قيادة موحدة بعد اربعة اشهر على بدء حركة التمرد ضد الزعيم الليبي معمر القذافي.

وقال احد قادة الثوار فوزي بوقطيف "الان وضع (الجنود السابقون) من الجيش الوطني واتحاد القوى الثورية تحت قيادة وزير الدفاع" جلال الدغيلي.

واضاف "هذا الاتحاد يشمل كل القوى الثورية المتواجدة على خطوط الجبهة".

وفي حال تفعيله، فان وضع الثوار والقوات السابقة التي كانت تابعة للزعيم الليبي تحت قيادة موحدة يمكن ان يمنع الهجمات المباغتة وسوء التنسيق الذي تسبب بخسائر في صفوف الثوار من العديد والعتاد.

ويشتكي المجلس الوطني الانتقالي، الهيئة السياسية الممثلة للثوار في بنغازي (شرق) ودبلوماسيو دول حلف شمال الاطلسي الذي تولى قيادة العمليات في ليبيا في 31 اذار/مارس، بانتظام من مشاكل اتصالات وخلافات استراتيجية بين قادة الثوار في بنغازي والمقاتلين على الجبهة.

وعبر بوقطيف عن امله في ان يساعد وضع المقاتلين تحت قيادة موحدة، الثوار من الاقتراب من طرابلس.

وفي المقابل قال عبد الجواد وهو احد قادة الثوار ايضا ان "كل مجموعة في منطقة تدير" عملياتها الخاصة.

واضاف ان الثوار "يعملون بطريقة مستقلة، ولا تعتبر العملية بمثابة عملية عسكرية منظمة ياخذ فيها المقاتلون اوامرهم من قيادة مركزية".

واضافة الى ذلك، يسود بعض الارتياب بين الثوار الاصغر سنا والجنود الذي خدم عدد كبير منهم في الجيش بقيادة ضباط العقيد القذافي حتى الاونة الاخيرة.

انتهاكات الثوار

واتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش الاربعاء الثوار الليبيين بارتكاب حرائق واعمال نهب وتجاوزات بحق المدنيين اثناء تقدمهم باتجاه طرابلس.

وقالت المنظمة المدافعة عن حقوق الانسان في بيان انها "شهدت بعض هذه الاعمال، وقابلت شهودا بشأن اخرى وتحدثت مع احد قادة الثوار عن هذه التجاوزات".

واضافت ان التجاوزات حصلت في حزيران/يونيو وتموز/يوليو - وبعضها حصل الاسبوع الماضي، مع تقدم الثوار عبر جبل نفوسة جنوب طرابلس.

واعلنت منظمة التعاون الاسلامي ان امينها العام اكمل الدين احسان اوغلي ارسل الاربعاء وفدا سياسيا "رفيع المستوى" الى بنغازي للقاء قادة المعارضة الليبية.

واوضح بيان للمنظمة ان ارسال الوفد ياتي في "نطاق متابعة الجهود السياسية التي يقوم بها الامين العام، والوقوف على حقيقة الاوضاع والتطورات في ليبيا، ومواصلة مهمة البعثة التي توجهت الى طرابلس في 22 حزيران/يونيو الماضي".

وتابع ان "الوفد سيجري اتصالات مع المجلس الوطني الانتقالي في بنغازي، ضمن اطار متابعة قرار اللجنة التنفيذية الوزارية التي اوصت بايفاد البعثة للوقوف على حقيقة الاوضاع على الأرض فيما يخص الوضع في ليبيا".

من جهته، قال مصدر في المنظمة لفرانس برس ان الوفد الذي يرئسه مهدي فتح الله مدير عام الادارة السياسية في الامانة العامة للمنظمة "يحمل مساعدات نقدية".