اندلعت اشتباكات طائفية في مدرسة بنات بالبحرين يوم الخميس في وقت تبدو فيه البلاد منقسمة بشكل متزايد بين شيعة يحتجون على الحكومة وسنة يؤيدونها.
وتشهد البحرين أسوأ اضطرابات منذ التسعينيات حيث خرج محتجون الى الشوارع الشهر الماضي بعدما شجعتهم احتجاجات أطاحت برئيسي تونس ومصر.
وقتل سبعة في اشتباكات مع قوات الامن في المملكة التي تستضيف الاسطول الخامس الامريكي ومازال الالاف من أعضاء حركة 14 فبراير الشبابية يحتلون دوار (ميدان) اللؤلؤة في المنامة.
وقال شهود ان القتال اندلع في مدرسة بمدينة سار الصغيرة التي يقطنها خليط من السنة والشيعة عندما نظمت طالبات احتجاجات مناهضة للحكومة.
وقالت طالبة "نظمنا احتجاجا سلميا في فترة الراحة باليوم الدراسي .. تجمعنا .. عدد قليل من البنات. بعد ذلك عرفنا أن مجموعة من المجنسين سمح لهم بعد ذلك بدخول المدرسة ثم أغلق الباب. كانوا مسلحين بهراوات وقضبان حديدية وسكاكين."
وقال طلاب ان اباء وأمهات طالبات من أسر مجنسين من السنة الموالين للحكومة جاءوا الى المدرسة مسلحين بالهراوات ثم حضر أولياء أمور من أسر شيعية وبدأت الاشتباكات.
ولم يتضح ما اذا كانت الاشتبكات قد أسفرت عن اصابة أحد لكن شاهدا قال انه شاهد سيارة اسعاف تنقل احدى الفتيات. ووقع أول اشتباك في البحرين بين السكان السنة والشيعة الاسبوع الماضي عندما اشتبك مئة من السكان على الاقل بالهراوات في بلدة حمد وهي منطقة يقطنها خليط من السنة والشيعة. ولم يتضح بعد سبب اندلاع تلك الاشتباكات التي استمرت ساعتين قبل أن تتمكن الشرطة وسياسيون من السيطرة على الوضع لكن سكانا قالوا ان أشخاصا من أصل سوري ضالعون فيها.
ورغم انخراط غالبية الاطراف في البحرين في مساعي الحل واتفاقها على ضرورة وضع حلول وطنية شاملة، فان الهدوء الظاهر في البحرين يخفي قلقا عميقا من صدامات طائفية محتملة بعد حوادث من هذا النوع جرت في الايام الاخيرة.
فقد دعا 25 من رجال الدين السنة في البحرين الاربعاء البحرينيين من السنة والشيعة الى تجنب الاحتقان الطائفي وناشدوا رجال الدين من الطائفتين العمل معا على توجيه المواطنين وتحذيرهم من الوقوع في الفتنة الطائفية.
وقال رجال الدين السنة في بيان اصدروه الاربعاء "إن الاحداث التي وقعت في المملكة مؤخرا بين بعض أفراد الشعب في عدد من المواقع والمدارس والتي نتج عنها بعض الاصابات البدنية والجرحي قد تركت أثرا بليغا بين أبناء الطائفتين الكريمتين الذين هم جميعا أبناء وطن واحد ودين واحد".
وحمل البيان تواقيع 25 من رجال الدين السنة على رأسهم الشيخ عبداللطيف المحمود زعيم تجمع الوحدة الوطنية (ائتلاف قوى وشخصيات سنية)، والشيخ عادل المعاودة عضو مجلس النواب واحد قياديي التيار السلفي في البحرين والشيخ عبداللطيف الشيخ رئيس جمعية المنبر الاسلامي (الاخوان المسلمين) ورئيس القضاء الشرعي السني الشيخ ابراهيم المريخي.
وكانت هذه الجمعيات قد دعت في وقت سابق المواطنين الى "الابتعاد عن اي مكان او تجمع يمكن أن يقرب من الاحتكاك الطائفي"، "وعدم الاستجابة الى اي دعوة تقوم على الأساس المذهبي أو الطائفي لنصرة هذا الشخص أو ذاك ...وذلك لتفويت الفرصة على المتصيدين للفتنة واثارتها".
وتشير المعارضة بشكل خاص الى دعوات تطلقها جهات غير معلنة، لا سيما عبر الرسائل النصية، الى التظاهر باتجاه الديوان الملكي، ما قد يثير حساسيات طائفية كبيرة.
وتحاول الجمعيات المعارضة الرئيسية ان تنأى بنفسها عن دعوات اسقاط النظام والدعوات المناهضة للاسرة الحاكمة، مؤكدة تمسكها بالملكية ولكن مع اصلاحات سياسية واسعة.