قال دبلوماسي أوروبي كبير ان مبعوث الامم المتحدة الى ليبيا سيسعى لاقناع الطرفين المتحاربين في ليبيا بقبول خطة تتضمن وقفا لاطلاق النار وحكومة تقاسم للسلطة مع استبعاد اي دور للزعيم الليبي معمر القذافي.
وأضاف الدبلوماسي أن المقترحات غير الرسمية سيبحثها المبعوث الدولي الخاص الى ليبيا عبد الاله الخطيب الذي اجتمع عدة مرات مع الحكومة والمعارضة في ليبيا.
واحجم الخطيب عن كشف تفاصيل مقترحاته لكنه قال لرويترز في عمان ان الامم المتحدة تبذل جهودا مضنية لخلق عملية سياسية تقوم على ركيزتين هما الاتفاق على وقف اطلاق النار والتوصل في الوقت نفسه الى اتفاق لاقامة الية لادارة الفترة الانتقالية.
وعبر عن أمله في أن تطلق موافقة الطرفين على هذه الفكرة عملية سياسية تمهد في نهاية المطاف للتوصل لحل سياسي للازمة.
ويتشبث القذافي بالسلطة في مواجهة هجمات المعارضة التي تسعى لانهاء حكمه الممتد منذ 41 عاما ورفض مقترحات بتنحيه كما تطالب المعارضة.
واستبعد الزعيم الليبي يوم الخميس اجراء أي محادثات مع المعارضة ليلقي بظلال من الشك على سلسلة من الجهود الدبلوماسية لانهاءالصراع.
وأبلغ القذافي حشدا من الاف من مؤيديه في مسقط رأسه سرت في رسالة صوتية "انا لا اتكلم معهم.. ليس بينهم وبيني كلام الى يوم القيامة.. يتكلم معهم الشعب الليبي.. واللي يردوا عليهم الشعب الليبي."
ورغم ذلك قال القذافي انه يرحب بالمحادثات مع القوى الغربية دون شروط مسبقة لكن واشنطن وباريس تقولان انهما سلمتا مسؤوليه نفس الرسالة التي مفادها ان على القذافي ان يتنحى.
وقال التلفزيون الحكومي ان القذافي سيلقي خطابا يوم السبت موجها هذه المرة الى المصريين في ذكرى ثورة يوليو تموز في مصر عام 1952.
وأعلنت المعارضة الليبية هذا الاسبوع تحقيق تقدم على عدة جبهات لكن يبدو من المستبعد أن تتمكن سريعا من الاطاحة بالقذافي رغم دعم من ضربات حلف شمال الاطلسي على مدى شهور.
وقال علي العيساوي مسؤول الشؤون الخارجية بالمجلس الوطني الانتقالي المعارض ان منصور ضو وهو مساعد بارز للقذافي أصيب في هجوم صاروخي للمعارضة استهدف اجتماعا لمقربين من القذافي في طرابلس يوم الخميس.
ويقول محللون ان حالة الجمود في الصراع أدت الى تزايد المبادرات الدبلوماسية حيث قالت فرنسا للمرة الاولى هذا الاسبوع انه يمكن للقذافي ان يبقى في ليبيا ما دام يتخلى عن السلطة.
وقال العيساوي الذي يجري محادثات في روما مع وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني ردا على سؤال بشأن احتمال قبول المعارضة لذلك "المبدأ الاول لليبيين هو انه يجب ان يتنحى القذافي ويعلن هذا وبوضوح شديد. بعد هذا يمكننا الحديث بشأن التفاصيل."
واضاف "المفاوضات ستكون فقط بخصوص رحيل القذافي. لن نتفاوض بشأن بقائه في ليبيا أو حكمه لليبيين."
وقال الدبلوماسي الاوروبي الذي طلب عدم الكشف عن اسمه ان المحادثات لم تبدأ بشأن خطة الخطيب التي تتصور تشكيل سلطة انتقالية على الفور تقتسم بالتساوي بين الحكومة والمعارضة.
وأضاف الدبلوماسي أن السلطة الانتقالية ستعين رئيسا وتدير قوات الامن وتشرف على عملية مصالحة وصولا الى انتخاب جمعية تضع الدستور.
وقال الدبلوماسي ان الزعيم الليبي وأولاده سيستبعدون من العملية الانتقالية اذ أن المعارضة لن تقبل أي دور لعائلة القذافي. لكن يمكن ان يكون لرئيس الوزراء مثلا دور.
وتابع أن القذافي لن يقبل مثل هذه العملية الانتقالية الا اذا حصل على ضمانات بشأن سلامته الشخصية وبالتالي لا يتم تسليمه الى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي التي أصدرت أمرا باعتقاله في اتهامات بارتكاب قواته جرائم ضد الانسانية.
وتكبد المعارضون الذين يكافحون من اجل التسلح واعادة تنظيم الصفوف خسائر فادحة في الاسبوع المنصرم قرب مدينة مصراتة التي يسيطرون عليها ويقاتلول للسيطرة على مدينة البريقة النفطية في شرق البلاد.
وقال المعارضون امس الخميس ان حقول ألغام أبطأت تقدمهم صوب البريقة التي كانوا أعلنوا في السابق أنهم سيطروا عليها تقريبا لكنهم تقدموا قرب زليتن على ساحل البحر المتوسط على بعد 160 كيلومترا الى الشرق من طرابلس.
ودعا متحدث باسم المعارضين قرب زليتن الى تقديم مساعدات عاجلة للناس في بلدة سوق الثلاثاء القريبة الذين انضموا الى المعارضة وتحاصرهم القوات الحكومية حاليا
الى ذلك قال مسؤول من المعارضة الليبية المسلحة يوم الجمعة ان أحد اعضاء الدائرة المقربة من الزعيم الليبي معمر القذافي اصيب بجروح خطيرة في هجوم صاروخي على غرفة في طرابلس كان مسؤولون ليبيون بارزون يجتمعون فيها.
وقال علي العيساوي مسؤول الشؤون الخارجية في المجلس الوطني الانتقالي ان احد ابناء الزعيم الليبي وهو سيف الاسلام ورئيس الوزراء البغدادي علي المحمودي ورئيس المخابرات عبد الله السنوسي ومسؤولا يدعى منصور ضو كانوا في الغرفة وقت وقوع الهجوم يوم الخميس.
وضو حارس شخصي سابق للقذافي ومساعد مقرب منه.
واضاف العيساوي في مؤتمر صحفي في روما ان اشارة قوية جدا ظهرت في طرابلس يوم الخميس تدل على وقوع هجوم على غرفة عمليات كان مسؤولون كبار وبارزون يجتمعون فيها بينهم سيف الاسلام والبغدادي المحمودي وعبد الله السنوسي ومنصور ضو مؤكدا ان منصور اصيب بجروح خطيرة