اعلن وزير الداخلية اللبناني زياد بارود اليوم الخميس "تحرير نفسه" من عمله في الحكومة التي تقوم بتصريف الاعمال منذ اكثر من اربعة اشهر، اثر مواجهة على خلفية سياسية حصلت بين وزير الاتصالات وقوى الامن الداخلي التابعة لوزارة الداخلية.
وقال الوزير اللبناني في مؤتمر صحافي قصير ومقتضب عقده في مقر وزارة الداخلية "لانني لا ارغب في ان اكون شاهد زور او وزير تصريف اعمال يقتصر عمله على توقيع بريد الوزارة ولانني ارفض انتهاك الدستور بمعزل عن اي موقف سياسي منحاز (...) حررت نفسي من هذا الامر".
وجاء المؤتمر الصحافي بعد ساعات على خلاف حاد صورته كاميرات محطات التلفزة بين وزير الاتصالات شربل نحاس الممثل للتيار الوطني الحر المتحالف مع حزب الله، وقوى الامن الداخلي التي يحسب مديرها العام اشرف ريفي على تيار المستقبل بزعامة رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري.
وبرزت روايتان للخلاف لكل من الطرفين.
فقد اعلن نحاس في مؤتمر صحافي ان حوالى 400 عنصر من قوى الامن الداخلي اعترضوه لدى دخوله مبنى تابع لوزارة الاتصالات في بيروت ومنعوا "موظفين من القيام بواجباتهم واعمالهم"، معتبرا هذا الوضع "شاذ".
وطالب نحاس "قيادة الجيش بمواجهة هذه الحالة الانقلابية وتأمين عمل طبيعي في الوزارة واخلاء العناصر المسلحة من المبنى".
في المقابل، اوضحت المديرية العامة لقوى الامن الداخلي في بيان ان انتشار عناصرها في "الطابق الثاني من المبنى" العائد لهئية "اوجيرو" المستقلة للاتصالات جاء بناء على كتاب من الهيئة طلب "تأمين حراسة وحماية أمنية" لمعدات وضعتها الحكومة اللبنانية في عهدة الهيئة.
واضاف البيان ان الوزير نحاس حضر الى المبنى "طالبا السماح لموظفين من وزارة الاتصالات بالدخول الى الطابق الثاني والعمل على تفكيك ونقل" هذه المعدات.
فرفض عناصر قوى الامن السماح بذلك.
وفشلت حكومة الوحدة الوطنية برئاسة سعد الحريري منذ تشكيلها في نهاية العام 2009، من تحقيق اي انجاز يذكر بسبب عمق الانقسامات بين اعضائها. وسجل خصوصا العديد من الخلافات بين فريقي نحاس (التيار الوطني الحر بزعامة النائب ميشال عون) والحريري.
وسقطت الحكومة في 12 كانون الاول/ديسمبر بضغط من حزب الله وحلفائه، ولم يتمكن رئيس الحكومة الجديد المكلف نجيب ميقاتي من تشكيل حكومة بعد.