افاد ناشطون حقوقيون ان القوات السورية اقتحمت بالدبابات صباح الخميس مدينتي سراقب بمحافظة ادلب (شمال غرب) وقصير بمنطقة حمص (وسط).
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة "فرانس برس" في اتصال هاتفي "ان دبابات وناقلات جند مدرعة ترافقها حافلات كبيرة محملة بعناصر امنية وعسكرية اقتحمت مدينة سراقب صباح اليوم الخميس".
واضاف انه سمع اصوات اطلاق الرصاص "بشكل كثيف" في المدينة التي تشهد تظاهرات يومية بعد صلاة التراويح تطالب برحيل النظام.
من جهة خرى افاد ناشط حقوقي في حمص ان عشرات الدبابات اقتحمت مدينة قصير التي تبعد 30 كلم الى جنوب غرب حمص (وسط).
واكد هذا الناشط قيام القوات الامنية بحملة اعتقالات وكذلك قطع جميع الاتصالات عن المدينة التي هرب العديد من سكانها الى البساتين المجاورة.
ويأتي ذلك غداة مقتل 19 مدنيا على الاقل في سوريا الاربعاء بينهم 18 في مدينة حمص بوسط البلاد بعد انسحاب الجيش السوري من حماة وادلب، وفي وقت كثفت فيه الدول الغربية مطالبتها مجلس الامن الدولي، خلال جلسة عقدها الاربعاء حول سوريا، باتخاذ "اجراءات اضافية" ضد نظام الرئيس بشار الاسد بعد رفضه النداءات المتكررة والملحة لوقف قمعه الدموي للمتظاهرين المطالبين برحيله.
الأسد يقر بالأخطاء
من جانبه أقر الرئيس السوري بشار الأسد الأربعاء لوفد زار دمشق من البرازيل والهند وجنوب أفريقيا بوقوع "بعض الأخطاء" من قبل القوات الأمنية خلال المراحل الأولية من حملة قمع المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية، وفقا لبيان أصدرته الدول الثلاث.
والتقى مبعوثون من البرازيل والهند وجنوب أفريفيا مع الأسد ووزير الخارجية السوري وليد المعلم في دمشق اليوم الأربعاء، والذي أنحى باللائمة في الأحداث الجارية في البلاد على "أفعال جماعات مسلحة وتدخلات أجنبية".
وذكر البيان، الذي نقلته وسائل إعلام لبنانية، أن الرئيس السوري " أقر أن القوات الأمنية ارتكبت بعض الأخطاء في المراحل الأولية للاضطراب وأن الجهود تجري لمنع تكرارها".
وأضاف البيان أن "الأسد أكد للوفد التزامه بعملية الإصلاح، الرامية لتطبيق ديمقراطية متعددة الأحزاب".
وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) قد نقلت عن المعلم قوله للمبعوثين إن "الأوضاع التي شهدتها بعض المدن السورية نتيجة قيام مجموعات مسلحة بالقتل والتخريب".
وذكرت الوكالة أن المعلم اخطر الوفد أن بلاده عازمة على مواصلة "الحوار الوطني" وتطبيق حزمة إصلاحات تعهد بها الأسد في حزيران/يونيو الماضي.
تأتي الزيارة في إطار مبادرة من منتدى "إيبسا" وهو منتدى تعاون يضم البرازيل والهند وجنوب أفريقيا.
وأشارت الوكالة إلى أن المبعوثين "أكدوا دعم بلدانهم لسورية من أجل استعادة الاستقرار".
وجاء لقاء اليوم بعد يوم من زيارة وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو لدمشق، والتي أجرى خلالها محادثات استغرقت ست ساعات مع الرئيس بشار الأسد.