أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن بلاده تتعرض لمؤامرة بسبب المواقف السياسية التي تتبناها وأن سوريا تمر بلحظة فاصلة بعد أيام صعبة، مشيرا إلى أن هناك من يقتل باسم الدين وينشر الفوضى تحت مسمى الحرية.
وقال الرئيس الأسد في كلمة ألقاها بجامعة دمشق الإثنين أن أغلبية من لهم مطالب ضد التدخل الخارجي تحت أي ظرف، مبينا أن هناك من اصحاب الفكر المتطرف والتكفيري من شارك في الأحداث، إضافة إلى أن هناك أشخاص يتلقون أموالا للمشاركة في تظاهرات يتم تصويرها.
وأضاف أن على السوريين أن يحلوا مشاكلهم بأنفسهم مشيرا إلى أنه ينبغي أن نفرق بين احتياجات الشعب المشروعة والمخربين.
وعبر الاسد الذي استقبل بتصفيق حار عن تعازيه "لعائلات الشهداء" الذين سقطوا في الاحتجاجات، مؤكدا ان "الشهداء الذين سقطوا خسارة لاهلهم وللوطن ولي شخصيا ايضا".
وبعد ان تحدث عن وجود "مؤامرة بالتأكيد"، قال الاسد ان "المؤامرات كالجراثيم لا يمكن ابادتها (...) انما يجب ان نقوي المناعة في اجسادنا".
ودعا إلى التفكير في تقوية المناعة الداخلية والبحث عن نقاط الضعف وترميمها.
وأوضح انه رغم أن بعض من خرجوا للتظاهر كانوا اصحاب حاجة إلا أن هناك الكثير من المخربين " حاولوا استغلال الأكثرية الطيبة من الشعب".
وقال الأسد إنه سيطلب من وزارة العدل بحث توسيع نطاق العفو الحالي موضحا أن 64 ألفا مطلوبون وبعضهم سلم نفسه. وأضاف أن منفذي مذابح جسر الشغور كانوا مسلحين بأسلحة متطورة.
وأكد أنه سيتم ملاحقة ومحاسبة "كل من أراق الدماء أو سعى إلى إراقتها"، مشيرا إلى أن تطبيق القانون "لا يعني الانتقام".
وقال الأسد "سنعمل على ملاحقة ومحاسبة كل من أراق الدماء أو سعى إلى إراقتها، فالضرر الحاصل أصاب الجميع والمحاسبة على ذلك حق للدولة بمقدار ما هو حق للأفراد".
وأضاف: "عندما نعمل على تطبيق القانون فلا يعني الانتقام بأي شكل من الأشكال من أشخاص خرقوا القانون دونما قتل أو تخريب، فالدولة هي كالأم أو الأب تحتضن الجميع ويتسع صدرها لكل أبنائها وتستند في علاقتها معهم على التسامح والمحبة لا على الحقد والانتقام، وعندما تعفو الدولة عن المخطئين فبهدف تكريس هذه العلاقة السليمة بينها وبين أبنائها دون أن يعني ذلك التخلي عن الحزم عندما تصل الأمور إلى حد إلحاق الضرر بالمصلحة العامة".
وذكر أن "الحوار الوطني هو المكان الذي سيطرح فيه أي موضوع، والمرحلة المقبلة هي مرحلة تحويل سورية إلى ورشة بناء لتعويض الزمن والأضرار ولرأب الصدع وبلسمة الجراح".
ولفت إلى أن "اللقاءات المكثفة مع الوفود الشعبية سمحت لي بتوسيع أقنية التواصل المباشرة الموجودة أساسا بيني وبين المواطنين وسأسعى في المرحلة المقبلة للاستمرار بتلك اللقاءات".
وقال إن "إنجاز الإصلاح والتطوير لا يمثل حاجة داخلية فقط، بل هو ضروري وحيوي من أجل مواجهة تلك المخططات، وبالتالي لا خيار لنا سوى النجاح في المشروع الداخلي لكي ننجح في مشروعنا الخارجي".
وتابع: "نريد البحث عن نموذج اقتصادي يناسب سورية ويحقق العدالة الاجتماعية".
ودعا الأسد "كل شخص أو عائلة هاجرت من مدينتها إلى العودة بأسرع وقت ممكن"، لافتا إلى أن "هناك من يوحي بأن الدولة ستنتقم وهذا غير صحيح فالجيش موجود من أجل خدمتهم".
وأوضح الرئيس السوري أن "حل المشكلة سياسي لكن لا يوجد حل سياسي مع من يحمل السلاح".
وشدد الأسد على أن "الشعب هو الأقدر على الحفاظ على الأمن، وأقول ذلك انطلاقا من التجربة والواقع.. فمن حمى البلد خلال السنوات الصعبة ومن يحميها اليوم عمليا هو الشعب هم هؤلاء الشباب الذين تصدوا وبادروا ونفذوا.. فقوة الدولة من قوة الشعب وقوته من كرامته وكرامته من حريته وحريته من قوة دولته".
وأكد الأسد أنه "سيكون لدينا مجلس شعب جديد في شهر آب/ أغسطس" المقبل، موضحا أن "الأحزاب عندما تأخذ دورها مستقبلا ستكون هي القناة لتحويل الطاقات الشعبية إلى إنتاجية".