الاسد يؤكد ان الاصلاح ليس نتيجة ضغوط خارجية واردوغان يشبه وضع سوريا بليبيا

تاريخ النشر: 17 أغسطس 2011 - 06:59 GMT
الاسد خلال لقائه اعضاء اللجنة المركزية لحزب البعث
الاسد خلال لقائه اعضاء اللجنة المركزية لحزب البعث

 

اكد الرئيس السوري بشار الاسد الاربعاء ان الاصلاح في سوريا "نابع من قناعة السوريين" ولم يات نتيجة للضغوط الخارجية، فيما شبه رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الموقف في سوريا بالوضع في ليبيا.
وقال الاسد اثناء لقائه اعضاء اللجنة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي ان "الاصلاح في سوريا نابع من قناعة ونبض السوريين وليس استجابة لاي ضغوط خارجية"، بحسب وكالة الانباء السورية (سانا).
واضافت الوكالة ان الاسد اشار الى "ان سوريا ستبقى قوية مقاومة ولم ولن تتنازل عن كرامتها وسيادتها".
وحضر اللقاء عدد من الكوادر الحزبية في المحافظات وممثلي المنظمات والنقابات الشعبية.
وذكرت الوكالة انه تم خلال اللقاء "التاكيد على اهمية اشراك مخلف شرائح المجتمع على تنوعها وعلى جميع المستويات في ما يخص ما طرحه الرئيس في خطابه الذي القاه في 20 حزيران/يونيو بخصوص النظر في الدستور وصولا الى تحقيق ما يهدف اليه المواطن السورى بجعل سوريا نموذجا يحتذى به في المنطقة".
وقال المجتمعون بحسب الوكالة ان "هذا لا يمكن ان يتحقق من دون اعادة الامن والامان الى المواطن السوري والقضاء على المظاهر المسلحة بكافة اشكالها".
وكان الرئيس السوري تحدث في حزيران/يونيو عن امكان اجراء تعديل يشمل عددا من مواد الدستور او تغييره بالكامل، في اشارة الى امكان الغاء الفقرة التي تنص على قيادة حزب البعث للبلاد.
واصدر الرئيس السوري في بداية اب/اغسطس مرسوما تشريعيا خاصا حول تأسيس الاحزاب وتنظيم عملها ومرسوما تشريعيا اخر حول قانون الانتخابات العامة.
وتأتي هذه المراسيم في اطار برنامج للاصلاح السياسي اعلنت السلطات السورية عنه لتهدئة موجة احتجاجات غير مسبوقة منذ منتصف اذار/مارس اسفرت عن سقوط 2236 قتيلا بينهم 1821 مدنيا و415 عنصرا من الجيش والامن الداخلي، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وتؤكد السلطات السورية انها تتصدى في عملياتها "لعصابات ارهابية مسلحة".
واكد الاسد امام اعضاء اللجنة المركزية للبعث ان "تفعيل دور المنظمات والنقابات الشعبية والكوادر الحزبية لا يمكن ان يتم الا من خلال تحمل الجميع مسؤولياتهم بما يمكنهم من العمل بفاعلية ومواصلة الحوار مع القواعد وجميع فئات المجتمع بشأن المراسيم والقوانين التي اقرت وخطواتها التنفيذية واشراكهم مشاركة حقيقية في بناء مستقبل سوريا".
واعتبر ان استهداف سوريا " محاولة لاضعاف دورها العروبي المقاوم والمدافع عن الحقوق المشروعة"، مؤكدا ان "الشعب السوري بثوابته القومية والوطنية تمكن عبر السنين من الحفاظ على موقع سوريا وتحصينها وحمايتها وسيبقى كذلك دائما مهما تصاعدت الضغوط الخارجية".
وكان الاسد اعلن في خطابه في 20 حزيران/يونيو في جامعة دمشق ان "المؤامرة" ضد سوريا تزيدها "عزة ومناعة"، مؤكدا ان سوريا في "لحظة فاصلة" بعد "ايام صعبة".
سوريا وليبيا
الى ذلك، شبه رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان يوم الاربعاء الموقف في سوريا بالوضع في ليبيا مواصلا الضغط على دمشق من أجل إنهاء الحملة الامنية ضد المحتجين المطالبين بسقوط الرئيس بشار الاسد.
ويبدي الزعماء الاتراك شعورا متزايدا بخيبة الأمل تجاه الاسد الذي كانوا يدعمونه في السابق وهو نفس الشعور الذي ابدوه تجاه الزعيم الليبي معمر القذافي بعد محاولة للوساطة في الازمة في ليبيا.
وقال اردوغان للصحفيين "فعلنا ما بوسعنا بشأن ليبيا لكننا لم نستطع تحقيق اي نتائج. لذا فقد اصبح الموضوع مسألة دولية الان. لم يحقق القذافي امالنا والنتيجة كانت واضحة."
وقال "والان يحدث نفس الموقف في سوريا. لقد ارسلت وزير خارجيتي واتصلت شخصيا عدة مرات كان اخرها قبل نحو ثلاثة ايام عبر الهاتف. ورغم كل ذلك ما زال المدنيون يقتلون."
واتصل اردوغان اكثر من مرة بالقذافي بعد اندلاع الانتفاضة الليبية في فبراير شباط داعيا الى وقف اطلاق النار والسماح بانتقال السلطة. وفي يونيو حزيران عرض عليه اردوغان ضمانا لم يحدده اذا غادر ليبيا لكنه لم يتلق أي اجابة. ومنذ ذلك الوقت كثفت تركيا مساعداتها للمعارضة الليبية وزادت شحناتها من الوقود اليها.
وقال سكان ان القوات السورية داهمت منازل في حي سني في مدينة اللاذقية الساحلية المحاصرة يوم الاربعاء والقت القبض على مئات الاشخاص ونقلتهم الى استاد بالمدينة بعد هجوم عليها بالدبابات على مدى أربعة ايام بهدف إخماد الاحتجاجات ضد الاسد.
وتقول منظمات حقوقية ان 1700 مدني على الاقل قتلوا على ايدي قوات الامن السورية منذ اندلاع الاحتجاجات في مارس اذار بينما تقول السلطات السورية ان جماعات ارهابية قتلت 500 من افراد الشرطة والجيش.
ودعا وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو دمشق مجددا يوم الاربعاء لوقف العمليات العسكرية ضد المتظاهرين لكنه استبعد تدخلا أجنبيا في سوريا.
وقال داود أوغلو في مؤتمر صحفي مع نظيره الاردني ناصر جودة "يجب أن تتوقف اراقة الدماء أولا وقبل كل شيء. يجب أن تتوقف العمليات العسكرية."
واستطرد "اذا استمرت العمليات في سوريا وأصبحت مشكلة اقليمية فمن الطبيعي ألا تبقى تركيا بلا حراك."
وأجاب ردا على تقرير اخباري يفيد بأن تركيا قد تقيم منطقة عازلة على طول حدودها مع سوريا قائلا "نتحدث عن حدود ممتدة لمسافة 900 كيلومتر. لا يمكننا الحديث عن مثل هذا التطور في الوقت الحالي."
ونفى مسؤولون أتراك يوم الثلاثاء التقرير الاخباري بأن أنقرة تعتزم إقامة منطقة عازلة لمنع تدفق اللاجئين.
ومع تحدي الاسد للضغوط الدولية وعبور اللاجئين السوريين الحدود الى تركيا ذكرت وسائل اعلام من قبل أن القادة السياسيين والعسكريين الاتراك يدرسون إقامة منطقة عازلة داخل سوريا.