الثوار والسكان يغادرون راس لانوف خشية التعرض لهجوم

تاريخ النشر: 07 مارس 2011 - 07:31 GMT
احد عناصر المقاومة المسلحة
احد عناصر المقاومة المسلحة

يغادر سكان راس لانوف بشرق ليبيا البلدة في سيارات محملة بمتعلقاتهم الاثنين خشية التعرض لهجوم من قوات الحكومة وقال محتجون انهم نقلوا أسلحة الى الصحراء لحمايتها.

وليست هناك مؤشرات تذكر على وجود معارضين مسلحين على الطريق الرئيسي المتجه شرقا من راس لانوف بعد يوم من تقهقرهم الى البلدة من بن جواد المركز الاخر الى الغرب وسط اطلاق نيران مدفعية من جانب قوات الحكومة.

وأجلى صحفيون من فندق راس لانوف الرئيسي قبيل الفجر بعد أن حذر العاملون هنك قائلين ان ليس بامكانهم ضمان سلامتهم ولم يقابل الصحفيون سوى عدد قليل من المحتجين الذين بدا عليهم بشكل واضح القلق عند نقطتي تفتيش في طريقهم خارج المرفأ النفطي متجهين شرقا.

وقال أحد المحتجين لرويترز على الطريق السريع "سمعنا أن نقاطنا ستقصف ومن ثم أبعدنا أسلحتنا." وقال اخر "أخذناها (الاسلحة) الى الصحراء."

وقال محتج ثالث ان المعارضين المسلحين يعيدون الانتشار في الصحراء للاعداد لمحاولة لاستعادة بن جواد.

وقبل ذلك بليلة كان بالامكان رؤية قادة المعارضة المسلحة يجلسون في بهو فندق راس لانوف ومعهم ورقة كبيرة عليها أسهم باللون الاحمر تشير الى مختلف الاتجاهات ويخططون لعملية عسكرية ما.

ولكن المحتجين عند نقاط التفتيش كانوا متوترين بدلا من الشعور بالثقة الذي كان سائدا بينهم من قبل وقالوا ان العائلات تفر من راس لانوف وبن جواد للابتعاد عن أي ضرر محتمل.

وقال رب أسرة في سيارة مليئة بالمتعلقات "نغادر ببساطة لان ذلك سيكون أكثر أمانا بالنسبة لنا."

واتهم محتجون قوات القذافي باستخدام سكان بن جواد كدروع بشرية في القتال.

ودفعت نيران الاسلحة الثقيلة من جانب الموالين للقذافي المحتجين الى التقهقر من بن جواد أمس الاحد على الاقل مؤقتا متراجعين عن تقدمهم في اتجاه سرت مسقط رأس القذافي الواقعة على بعد نحو 160 كيلومترا الى الغرب.

وتراجع فجأة مئات من المحتجين في شاحنات وعربات أخرى بسرعة فائقة في اتجاه راس لانوف لاعادة تنظيم صفوفهم وقال كثيرون انهم يخشون تقدما من جانب الجيش ولكن البعض ينتظر العودة على الفور الى الخط الامامي.

وكان المحتجون سيطروا على بن جواد يوم السبت ولكن تقهقروا مما دفع الجيش الى احتلال منازل ونصب كمين يوم الاحد.

وقال أطباء في مستشفى راس لانوف ان قتيلين سقطا وأصيب 31 شخصا في القتال في بن جواد. وذكر شهود عيان أنه لم يكن بالامكان الوصول الى العديد من القتلى والمصابين جراء القتال.

هجمات مضادة

والاحد، شنت القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي هجمات مضادة على البلدات التي تسيطر عليها المعارضة مما زاد من المخاوف من ان تتجه ليبيا بالفعل نحو حرب أهلية طويلة.

وزعمت حكومة القذافي تحقيقها لانتصارات كاسحة خلال الليل ضد من وصفتهم بالعصابات الارهابية.

وقال مقيم في مصراتة "شهدت مصراتة اليوم اعنف قتال منذ اندلاع الثورة. هجمات رهيبة."

واضاف "لقد جاءوا من ثلاث جهات وتمكنوا من دخول البلدة من الغرب والجنوب لكنهم عندما وصلوا الى وسط البلدة صدهم الثوار."

ومصراتة التي يبلغ عدد سكانها 300 ألف نسمة هي أكبر المدن التي تسيطر عليها المعارضة خارج القسم الشرقي من البلاد.

واذا تمكنت المعارضة من مواصلة الزحف نحو الغرب فسوف تكون مصراتة مركزا مهما لتحركهم نحو العاصمة طرابلس معقل القذافي الرئيسي.

وقال عبد الحفيظ غوقة المتحدث باسم مجلس المعارضة في مؤتمر صحفي في بنغازي انه يرغب في تهدئة الشعب الليبي لان النظام الليبي على حد وصفه يروج الشائعات. وقال ان الزاوية ومصراتة آمنتان وما زالتا تحت سيطرة المعارضة.

واضطرت قوات المعارضة تحت وطأة القصف العنيف الى الانسحاب من بن جواد على الطريق الى سرت مدينة القذافي.

ونزل موالون للقذافي الى شوارع العاصمة منذ فجر يوم الاحد واطلقوا النار في الهواء وهم يحملون صورة القذافي الذي يحكم ليبيا العضو في منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) منذ 41 عاما.

لكن يبدو ان هذه الاحتفالات قد بدأت مبكرا حيث ما زالت بنغازي تحت السيطرة الكاملة للمعارضة بينما قال المعارضون في مصراتة والزاوية انهم صدوا هجمات القوات الموالية للقذافي.

وواجهت قوات المعارضة التي تحاصرها قوات موالية للقذافي في وسط الزاوية على بعد 50 كيلومترا غربي طرابلس هجوما اخر بعد ان صدوا هجومين بالدبابات والمشاة في اليوم السابق.

كما شنت الكتائب التي يقودها خميس نجل القذافي هجوما على مصراتة التي تبعد 200 كيلومتر الى الشرق من طرابلس.

وذكر طبيب لرويترز ان 18 شخصا من بينهم طفل رضيع قتلوا خلال الاشتباكات التي شهدتها مصراتة.

وقالت قوات المعارضة انها اسقطت طائرة هليكوبتر يوم الاحد وشاهدت رويترز حطام طائرة حربية يوم السبت بالقرب من راس لانوف قال مقاتلو المعارضة انهم اسقطوها.

وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج يوم الاحد ان افراد ما وصفه بأنه فريق دبلوماسي بريطاني غادروا ليبيا بعدما كانوا احتجزوا في مدينة بنغازي الشرقية.

وذكرت صحيفة صنداي تايمز في وقت سابق ان وحدة من القوات الخاصة البريطانية احتجزت بعد فشل مهمة دبلوماسية سرية لاجراء اتصال مع زعماء المعارضة.

وقال مصدر من المعارضة في بنغازي ان المعارضين "احتجزوا بعض القوات الخاصة البريطانية. لم يتمكنوا من تأكيد ما اذا كانوا أصدقاء أم أعداء. نحن نحتجزهم لاجل سلامتنا ونتوقع حل هذه المسألة قريبا."