الثوار يتقدمون نحو البريقة والقذافي يرفض اعتراف الغرب بهم

تاريخ النشر: 15 يوليو 2011 - 06:22 GMT
معمر القذافي
معمر القذافي

 واصل الثوار الليبيون الجمعة هجومهم على الجبهة الشرقية متقدمين في اتجاه مرفأ البريقة النفطي، في عملية ادت الى مقتل ثلاثة وجرح 73 في صفوفهم، فيما رفض معمر القذافي اعتراف الولايات المتحدة وغيرها من القوى الغربية بالثوار كممثلين شرعيين لحكومة بلاده.
وغداة هجومهم من ثلاثة محاور انطلاقا من اجدابيا التقاطع المروري على بعد 80 كلم شرق البريقة، اعلن الثوار انهم تجاوزوا نقطة الوسط بين المدينتين التي كانوا يراوحون عندها منذ اسابيع وغنموا نحو عشرة اليات عسكرية لقوات القذافي.
وقال محمد الزاوي المتحدث باسم الثوار "تدور معارك في الشمال (من الطريق الرئيسية بين اجدابيا والبريقة) وفي الجنوب وفي الوسط". واضاف "نحرز تقدما جيدا في اتجاه الشمال، هناك المقاتلون يرون البريقة امامهم".
وامام المستشفى الرئيسي في اجدابيا، وصلت سيارات اسعاف وبيك-اب باعداد كبيرة لنقل ضحايا المعارك.
وفي المحصلة، اعلن المستشفى استقبال ثلاثة قتلى وهم رجال تتراوح اعمارهم بين 21 و34 عاما، و73 جريحا منذ اندلاع المعارك بعد ظهر الخميس.
واصيب القسم الاكبر من الضحايا بنيران مدفعية على المحور الهجومي الجنوبي وهم مصابون بحروق او جروح ناجمة عن شظايا.
ولائحة المستشفى ليست شاملة لكون عدد من المصابين بجروح طفيفة نقلوا مباشرة الى بنغازي "عاصمة" الثوار على بعد 160 كلم شمال شرق اجدابيا.
وعلى اثير الاذاعة التي يستخدمها الموالون للقذافي، طالب الجنود من جهتهم بتعزيزات فضلا عن مساعدة لاخلاء قتلاهم وجرحاهم على المحور الشمالي.
واطلق الثوار الخميس هجوما على البريقة املا في تحقيق فوز استراتيجي على الجبهة الشرقية التي تراوح منذ اشهر بين البريقة واجدابيا بعد ان شهدت تحركات كثيرة في بداية النزاع.
وفي الوقت عينه، اعلن الحلف الاطلسي الجمعة انه قصف الخميس مركزا للقيادة تابعا لقوات القذافي ودبابة واليتين عسكريتين ومنصة لاطلاق الصواريخ في محيط البريقة المركز الرئيسي للبنى التحتية النفطية الاستراتيجية وبوابة الطريق التي تربط بخليج سرت.
وفي وقت كانت المعارك تستعر في الغرب -- في الجبال الامازيغية جنوب غرب طرابلس وحول مصراتة الجيب الذي يسيطر عليه الثوار -- بقيت الجبهة الشرقية هادئة نسبيا.
لكن منذ مساء الخميس، تسيطر اجواء المعركة على اجدابيا التي شهدت مرور قاطرات محملة بصناديق من الصواريخ وصهاريج محملة بالماء او الوقود وعدد كبير من سيارات البيك-اب التي تقل مقاتلين في اتجاه الجبهة.
وبحسب معلومات الثوار، فإن غالبية المدنيين فروا منذ فترة طويلة من البريقة ومحيطها وباتت تضم هذه المدينة 2000 الى 3000 جندي من قوات القذافي.
الى ذلك، قال معمر القذافي يوم الجمعة ان الشعب الليبي يرفض اعتراف الولايات المتحدة وغيرها من القوى الغربية بالزعماء المعارضين كممثلين شرعيين لحكومة بلاده.
وفي رسالة صوتية بثها التلفزيون الليبي خاطب القذافي عشرات الالاف من المؤيدين في بلدة زليتن والذين تجمعوا في مظاهرة نقلها التلفزيون.
ودعا القذافي مؤيديه الى ان يدوسوا على هذه الاعترافات بأقدامهم وقال انها تافهة.
واضاف "قراراتهم.. محاضر اجتماعاتهم.. اعترافاتهم.. تصريحاتهم.. كلها الان تحت اقدامكم.. دوسوا عليها."
وحظى المجلس الوطني الانتقالي الليبي يوم الجمعة باعتراف الولايات المتحدة وقوى عالمية أخرى به كحكومة شرعية لليبيا مما يعطي دفعة قوية للحملة المتداعية من جانب المعارضين للاطاحة بعمر القذافي.
وقالت دول غربية انها تعتزم أيضا زيادة الضغط العسكري على قوات القذافي لحمله على ترك السلطة بعد 41 عاما من توليه الحكم في ليبيا.
وأعلنت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون اعتراف بلادها بالمجلس في اجتماع بمدينة اسطنبول التركية لمجموعة الاتصال الدولية بشأن ليبيا وهي خطوة دبلوماسية مهمة قد تفتح الباب أمام اتاحة مليارات الدولارات من أموال الاصول الليبية المجمدة.
ويأتي القرار في حين تفيد تقارير بأن الزعيم الليبي أرسل مبعوثيين للسعي الى نهاية للصراع عبر التفاوض لكنه لايزال على تحديه في العلن.
واتفق اجتماع اسطنبول الذي شاركت فيه أكثر من 30 دولة وهيئة دولية على خارطة طريق يتنحى بموجبها القذافي عن الحكم وتشمل خططا لانتقال ليبيا الى الديمقراطية تحت حكم المجلس الوطني الانتقالي.
وقالت كلينتون "ستعترف الولايات المتحدة بالمجلس الوطني الانتقالي كسلطة شرعية حاكمة لليبيا وسنتعامل معه على هذا الاساس الى أن يجري تنصيب سلطة مؤقتة."
وقال وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني ان قرار الاعتراف بالمعارضة التي تنفذ حملة عسكرية ضد القذافي منذ خمسة شهور معناه أن القذافي ليست لديه خيارات سوى التنحي.
وأضاف بيان مجموعة الاتصال "يجب أن يتبع تشكيل حكومة انتقالية بسرعة بعقد مؤتمر وطني لممثلين عن كل مناطق ليبيا."
وسيتم تفويض المبعوث الخاص للامم المتحدة عبد الاله الخطيب لطرح شروط التنحي على القذافي فيما قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج انه سيتم تصعيد العمل العسكري ضد القذافي بالتزامن مع هذا.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن