الثوار ينفون التفاوض مع نظام القذافي وواشنطن تؤكد ان ايامه معدودة

تاريخ النشر: 16 أغسطس 2011 - 08:40 GMT
معمر القذافي
معمر القذافي

نفى المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل المعارضة المسلحة في ليبيا مشاركته في أي مفاوضات مع حكومة معمر القذافي الذي قال وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا ان أيامه أصبحت معدودة.
وقال رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل للصحفيين ان المجلس يود التأكيد على انه لا توجد مفاوضات مباشرة او غير مباشرة مع نظام القذافي ولا مع المبعوث الخاص للامم المتحدة.
وعندما سُئل بشأن تقارير عن مفاوضات سرية في مطلع الاسبوع في جزيرة جربة التونسية نفى عبد الجليل وجود أي اتصالات سرية مع القذافي.
وقال انه يود ان يؤكد ان المجلس الوطني الانتقالي ليس لديه علم ولا يؤيد هذه المحادثات وان أي مشاورات سياسية أو اتصالات يجب ان تتم عن طريق المجلس أو معه.
وينفي المجلس الوطني الانتقالي باستمرار أي جهود للوساطة من أجل التوصل الى حل وسط مع الزعيم الليبي معمر القذافي ويصر على انه بعد 41 عاما في السلطة يجب ان يتنحى ويرحل أو ان تتم الإطاحة به بالقوة.
ونفى متحدث باسم القذافي أيضا ان هناك مفاوضات تجري مع قيادة المعارضة.
وكان من المقرر ان يلتقي المبعوث الخاص للامم المتحدة عبد الاله الخطيب الذي يحاول انهاء الصراع في ليبيا بممثلين تونسيين بارزين يوم الاثنين.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية في العاصمة التونسية يوم الاحد انه ايضا "سيجتمع بالتأكيد ... مع أطراف ليبية."
واجتمع الخطيب في مناسبات عديدة مع ممثلين للقذافي ومع معارضين. وزيارته للمنطقة كانت الاولى منذ تقدم المعارضة لعزل طرابلس عن طريق الامدادات القادم من تونس وهو التطور الذي حول القوة الدافعة لصالح قوات المعارضة.
وتزامنت التقارير عن وجود محادثات سرية في جربة مع انشقاق شخصية كبيرة في جهاز أمن حكومة القذافي توجه بالطائرة من جربة الى القاهرة مع اسرته يوم الاثنين.
وفي نفس الوقت تحدثت قوات المعارضة في الجبل الغربي عن تحقيق تقدم مهم في الصراع المستمر منذ ستة أشهر بالسيطرة على مدينة الزاوية الاستراتيجية على الساحل وتأمين بلدة غريان الرئيسية التي تقع عند التقاء طرق في الصحراء جنوبي طرابلس.
والتقدم الذي حققته حركة المعارضة هو الذي دفع المحللين الى التكهن بأن الخناق يضيق حول معقل القذافي في العاصمة الليبية وان أيامه في السلطة ربما باتت معدودة.
ايام معدودة
الى ذلك، قال وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا يوم الثلاثاء ان قوات الزعيم الليبي معمر القذافي ضعفت ويبدو أن أيامه أصبحت معدودة.
وتابع بانيتا "قوات القذافي تضعف وهذا الانشقاق الاخير مثال آخر على مدى الضعف الذي أصابها" في إشارة على ما يبدو الى تقارير عن انشقاق وزير الداخلية الليبي ناصر المبروك عبد الله.
وقال بانيتا الذي تحدث في حفل الى جانب وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون "أعتقد ان المنطق يقول ان أيام القذافي معدودة".
وفي سياق متصل، قال حلف شمال الاطلسي يوم الثلاثاء ان استخدام قوات الزعيم الليبي معمر القذافي صواريخ سكود قد يلحق أضرارا بالمدنيين ولكن احتمال أن يؤدي ذلك الى تغيير المسار العسكري للحرب لا يُذكر.
وأكد حلف الاطلسي معلومات مسؤول بوزارة الدفاع الامريكية بأن قوات القذافي أطلقت يوم الاحد صاروخا من نوع سكود للمرة الاولى منذ الانتفاضة ضد حكمه قبل ستة اشهر لكنه سقط في الصحراء ولم يسفر عن أي أضرار.
وقال الحلف ان الهجوم علامة على اليأس المتزايد بين الموالين للقذافي الذين فقدوا مواقع استراتيجية في الايام القليلة الماضية لصالح المعارضة التي تحارب من أجل الاطاحة بالقذافي ولا يشير الى تصعيد في استخدام القوة.
وقال الكولونيل رولان لافوي المتحدث العسكري باسم حلف الاطلسي للصحفيين في بروكسل "الصواريخ من نوع سكود... هو نوع من التسلح لا يشكل تهديدا جديدا."
وتابع قائلا "تقييمنا هو أن نظام القذافي لم يعد لديه أي قدرات مؤثرة في العمليات. وبالتأكيد فانه قد يلقي الصحون على الجدار كي يحدث بعض الضجيج ولكننا لا نعتقد أنه قد يحدث تأثيرا كبيرا على العمليات بهذا النوع من الاسلحة."
وقال لافوي ان حلف الاطلسي استخدم في الشهور القليلة الماضية قوة نيرانه للقضاء على قدرة القذافي على اطلاق مخزوناته من صواريخ سكود التي يعود تصنيعها للحقبة السوفيتية والتي يصل مداها الى نحو 300 كيلومتر وانه لم يعد لدى القوات الحكومية مخزون من هذه الصواريخ.
ويشن حلف الاطلسي هجمات جوية في ليبيا منذ نهاية مارس اذار لينفذ تفويضا من الامم المتحدة باتخاذ اجراء عسكري لحماية المدنيين في الحرب الليبية.
وقال لافوي "منذ بداية وجودنا استهدفنا مرارا قطعا عديدة من الاسلحة الثقيلة بما في ذلك قاذفات صواريخ سكود... بينها هجمات نفذت قريبا جدا.. قبل أيام قليلة فقط."
لكنه قال ان استخدام صاروخ سكود الذي قال الحلف انه سقط على بعد خمسة كيلومترات شرقي بلدة البريقة النفطية أكد الحاجة الى بقاء عمليات حلف الاطلسي في ليبيا. والصاروخ أطلق من موقع قريب من سرت - مسقط رأس الزعيم الليبي- التي تقع على بعد 500 كيلومتر شرقي طرابلس.
وقال لافوي "للاسف لم ينته بعد التهديد الموجه للبريقة."
وأضاف "رغم أن صواريخ أرض - أرض في ترسانة القذافي تفتقر الى الدقة بدرجة كبيرة - فهي ليست مصممة لاصابة هدف محدد- انها أسلحة للرعب. واستخدامها ضد منطقة حضرية أو صناعية عمل غير مسؤول بالمرة."
ونفذت طائرات حلف الاطلسي ما يقرب من 20 ألف طلعة جوية فوق ليبيا منذ أواخر مارس اذار وأصابت مئات المنشات العسكرية وألحقت أضرارا بمعدات. ودمرت طائرات الحلف 150 هدفا او ألحقت بها اضرارا في الاسبوع الماضي.