خبر عاجل

البحرين: استقالة موظفين حكوميين والمعارضة تتحدث عن 60 مفقودا

تاريخ النشر: 17 فبراير 2011 - 12:19 GMT
4 قتلى في البحرين
4 قتلى في البحرين

ارتفع الى 4 عدد القتلى البحرينيين الذين باتوا يطالبون باسقاط وليس اصلاح النظام فيما تدخلت قوات الجيش وسط ميدان اللؤلؤة

اول انشقاق

وقع أول انشقاق في النظام البحريني اليوم الخميس، بعد استقالة مسؤول بوزارة الخارجية وناشط حقوقي شهير من منصبيهما الحكوميين احتجاجا على عملية القمع الأخيرة للمتظاهرين.

وقدم كل من وزير دولة للشؤون الخارجية نزار البحارنة، وعبد الله الدرازي الذي كان مكلفا بالإشراف على لجنة مصالحة وطنية، احتجاجا على تصرفات الحكومة.

واحتشد ما يقدر بخمسة آلاف شخص في ميدان اللؤلؤة بالعاصمة البحرينية المنامة اليوم الخميس احتجاجا على الحكومة، بعد يوم من مقتل أربعة متظاهرين في اشتباكات مع الشرطة.

وقال المتظاهرون إنهم لم يعودوا يطالبوا بإصلاحات ديموقراطية وحسب، لكنهم الآن باتوا لا يقبلون بديلا عن تغيير النظام.

كان الأطباء والممرضون قد تظاهروا احتجاجا على قرار وزارة الدفاع للمستفيات بعدم نقل مصابي الاحتجاجات بسيارات الإسعاف.

قتلى ومفقودين

قال ابراهيم مطر وهو نائب شيعي معارض في البرلمان ان نحو 60 شخصا فقدوا وثلاثة على الاقل قتلوا بعد ان داهمت الشرطة المحتجين المعتصمين في دوار اللؤلؤة فجر اليوم الخميس.

وقال مطر ان جمعية الوفاق الكتلة الشيعية الرئيسية ستنسحب من البرلمان البحريني. وقال لـ (رويترز) ان كل اعضاء الكتلة سيستقيلون وان القرار اتخذ بالفعل. 

انتشار الجيش

وكانت قوات من الجيش البحريني قد تحركت في وقت مبكر من الخميس باتجاه وسط العاصمة المنامة وميدان اللؤلؤة، إثر اقتحام قوات الأمن للميدان ما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة العشرات بجروح وفقاً لما ذكرته مصادر طبية.

وشوهدت نحو 42 عربة مدربة وناقلة جند وهي تتحرك نحو وسط العاصمة، التي تشهد اعتصاماً واحتجاجات، أسفرت في اليومين الأولين عن مقتل شخصين، ما أدى إلى أن يوجه العاهل البحريني كلمة إلى الشعب يطالبهم فيها بالتهدئة، والاعتذار عن سقوط قتلى والتركيز على استمرار عمليات الإصلاح في البلاد.

وفي ساعات الفجر من الخميس، قال شهود عيان إن قوات الأمن اقتحمت الميدان بالعشرات من العناصر والعربات، حيث استخدمت الرصاص المطاطي وقنابل الغاز. ما أدى إلى سقوط قتيلين وإصابة نحو 100 بجروح. وتم نقل المصابين إلى مستشفى السلمانية بالقرب من ميدان اللؤلؤة. وقال شهود عيان إن قوات الأمن هاجمت المعتصمين داخل الدوار من دون أي تحذير، وقال أحد المعتصمين "لقد كنا نائمين.. وكان هناك شباب ونساء وأطفال، ووقع الهجوم فجأة باستخدام قنابل الغاز." 

غير أن تقرير تلفزيون البحرين يعارض رواية شاهد العيان ويؤكد أنه تم تحذير المعتصمين في الدوار، وشوهد بعض ممن كانوا متواجدين في المنطقة وهم يعادرونها بعيد التحذير.

وكان المئات قد اعتصموا في خيام في ساحة اللؤلؤة عند تقاطع طرق رئيسي في المنامة وسعوا الي تحويلها الي قاعدة لاحتجاجات تستمر لفترة طويلة على غرار الاحتجاجات التي شهدها ميدان التحرير في القاهرة والتي أجبرت الرئيس المصري حسني مبارك على التنحي بعد ان حكم البلاد حوالي 30 عاما.

ومن المقرر أن يعقد مجلسا الشورى والنواب البحرينيان كلا على حدا، جلسة استثنائية صباح يوم الخميس لبحث المضامين التي نادى بها ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة في كلمته التي ألقاها على خلفية الصدامات التي وقعت بين الشرطة والمعتصمين يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين وأسفرت عن وقوع قتيلين.

هجوم على الميدان

وفي ساعات الفجر من الخميس، قال شهود عيان إن قوات الأمن اقتحمت الميدان بالعشرات من العناصر والعربات، حيث استخدمت الرصاص المطاطي وقنابل الغاز. وتم نقل المصابين إلى مستشفى السلمانية بالقرب من ميدان اللؤلؤة.

وقال شهود عيان إن قوات الأمن هاجمت المعتصمين داخل الميدان من دون أي تحذير، وقال أحد المعتصمين "لقد كنا نائمين.. وكان هناك شباب ونساء وأطفال، ووقع الهجوم فجأة باستخدام قنابل الغاز."

اغلاق طرق

وفي الأثناء، أعلنت وزارة الداخلية البحرينية إغلاق الطرق التالية، شارع الملك فيصل، الطريق القادم من شارع الشيخ عيسي بن يلمان إلى المنامة، وتجنب المرور بشارع خليفة بن سلمان نظراً لإغلاقه، كما قامت بإغلاق الطريق القادم من المحرق عبر جسر الشيخ عيسى بن سلمان.

وذكرت مصادر إن منطقة سترة يسودها التوتر إثر سقوط قتلى منها، وأن الحركة شبه معدومة في المنطقة رغم عدم إعلان منع  التجول.

بيان الداخلية

وفي بيان صادر عن وزارة الداخلية البحرينية، قال المتحدث الرسمي باسم الوزارة، العميد طارق حسن الحسن، "إن قوات الأمن العام قامت صباح الخميس بإخلاء منطقة دوار اللؤلؤة من المتجمهرين والمعتصمين فيه وذلك بعد استنفاد كافة فرص الحوار معهم، حيث استجاب البعض منهم وغادر بهدوء، بينما رفض آخرون الامتثال للقانون، الأمر الذي استدعى التدخل لتفريقهم."

وأوضح أن "قوات الأمن حرصت طوال الفترة الماضية على ضبط النفس والتواصل مع عدد من الشخصيات العامة للتباحث مع المعتصمين و المتواجدين بالدوار من أجل فض تجمعهم بالطرق السلمية ، للوصول إلى أفضل السبل التي تضمن ممارسة قانونية منضبطة في ظل دولة المؤسسات."

وتابع البيان أن "بعض المعتصمين عمدوا إلى استغلال هذا المناخ المتسامح من أجل السعي لفرض ممارسات غير قانونية ومضايقة المواطنين والمقيمين وإيقافهم عند نقاط تفتيش أقاموها للمركبات والمارة في محيط الدوار، كما قام البعض الأخر بتهديد وإرهاب أصحاب المحلات المجاورة لإغلاقها دون وجه حق مما يعد تجاوزا صارخا وخروجا على القانون والنظام والآداب العامة أثار الخوف و الفزع بين مرتادي المنطقة، واثر على الحياة التجارية والاقتصادية."

تحذير من اقتتال طائفي

وأكد النائب الثاني لرئيس مجلس النواب البحريني عادل المعاوده على وجود مخاوف لدى الشارع السني الذي بدأ يشعر بالقلق إزاء تحركات الشيعة ومحاولة ما أسماه فرض واقع جديد على البحرين.

وطالب المعاوده الذي يمثل الخط السلفي داخل البرلمان في تصريحات لمراسلة "راديو سوا" في المنامة بعدم تصعيد الموقف إلى مواجهات طائفية، لاسيما أن الشارع السني قد أعلن عن تنظيم مظاهرة بعد صلاة الجمعة للتعبير عن رفض محاولة إقامة نظام شيعي على أرض البحرين، على حد تعبيره.

وقال المعاوده لـ"راديو سوا" الاميركي : "لم يضع المتظاهرون حسبانهم فيها لأن الوقوف في محل هو شريان الحياة الطبيعية والتجارية والاجتماعية في البحرين، هذا كان متوقعا أنه لا يمكن أن يسمح به. طبعا حق التظاهر، حق التعبير عن الرأي مكفول وهذا حق ما أحد يتردد فيه. الآن حصلت المصادمات، الآن الرويات متضادة، أن هناك هجوما على الأبرياء وهناك من السلطة من يقول إن هناك هجوما على رجال الأمن وحصل دهس بالسيارات على رجال الأمن، حصل أربعين جريحا ومنهم من طعن بالسكاكين. طبعا في هذه الحال لا بد أن يكون هناك فعل ورد فعل. نسمع أن هناك مظاهرة في ظني أنه لم ير مثلها في الشارع السني مرتب لها ويدعى لها غذا يوم الجمعة بعد صلاة الجمعة. لا شك أن الشارع السني غير مطمئن لهذه الأحداث. وأنا قلت خلال مقابلة مع إحدى القنوات التي قالت إن هناك إجماعا على هذه المطالب، أقول لماذا نفتري على الناس؟ ليس هناك إجماع. هناك مطالب هناك فئة كبيرة جدا تطالب بهذه المطالب، لكن هناك فئة كبيرة جدا ليست مع هذه المطالب. يجب ألا نفرض مطلب جهة معينة أو فئة معينة أو جمعية معينة".

العاهل البحريني يأسف

وكان عاهل البحرين، حمد بن عيسى آل خليفة، قد عبر في كلمة متلفزة الثلاثاء، عن أسفه لسقوط قتلى خلال تظاهرتي الاثنين والثلاثاء، مؤكداً "تشكيل لجنة تحقيق خاصة لمعرفة الأسباب التي أدت إلى تلك الأحداث المؤسفة."

وبعد خطاب الملك، أصبحت الأمور أكثر هدوءا، إلا أن نحو 500 شخص قرروا التجمع في ميدان "اللؤلؤة" أكبر ساحات العاصمة، على مقربة من سوق الأسهم، ومحاولة نسخ تجربة ميدان التحرير المصرية، عن طريق نصب خيام وإلقاء خطابات.

وعلى بعد نحو 500 متر من الميدان، توقفت نحو 200 سيارة شرطة، دون التدخل بالمحتجين، الذين حافظوا على سلمية التظاهر.

وكان عاهل البحرين قال "على ضوء ما جرى من أحداث مؤسفة يوم أمس واليوم.. وكانت هناك دماء لاثنين من أبنائنا الأعزاء، وأتقدم بالعزاء لذويهما."

وقال إنه سيطلب من السلطة التشريعية النظر في هذه الظاهرة واقتراح تشريعات لمنفعة الوطن والمواطن.

استنفاد كافة فرص الحوار

في نفس السياق، صرح العميد طارق حسن الحسن المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية بأن "قوات الأمن العام قامت صباح الخميس بإخلاء منطقة دوار اللؤلؤة من المتجمهرين والمعتصمين فيه وذلك بعد استنفاد كافة فرص الحوار معهم، حيث استجاب البعض منهم وغادر بهدوء، بينما رفض آخرون الامتثال للقانون، الأمر الذي استدعى التدخل لتفريقهم".

وأوضح الحسن في تصريح لوكالة الأنباء البحرينية أن "قوات الأمن حرصت طوال الفترة الماضية على ضبط النفس والتواصل مع عدد من الشخصيات العامة للتباحث مع المعتصمين والمتواجدين بالدوار من أجل فض تجمعهم بالطرق السلمية للوصول إلى أفضل السبل التي تضمن ممارسة قانونية منضبطة في ظل دولة المؤسسات".

"إرهاب حقيقي"

في المقابل وصف الشيخ علي سلمان، الأمين العام لحركة الوفاق الخميس اقتحام الشرطة ساحةَ اللؤلؤة بأنه "إرهاب حقيقي".

وقال الشيخ سلمان لوكالة الصحافة الفرنسية "الذي حصل هو هجوم بدون إنذار مسبق ومفاجئ للمعتصمين"، مشيرا إلى أن القوى الأمنية "استخدمت في الهجوم كميات كبيرة من القنابل المسيلة للدموع ومن الرصاص المطاطي والانشطاري".

وقد سمعت أصوات انفجارات على بعد مئات الأمتار من الدوار الذي سدت المنافذ المؤدية إليه وكذلك سمعت صفارات الإنذار وتحليق مروحية، بحسب شهود عيان.

وذكر شهود عيان ووكالات الأنباء أن الشرطة البحرينية استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين من دون أن تشير المعلومات إلى وقوع ضحايا أو إصابات.