الجيش السوري ينتشر على الحدود والمئات يفرون الى تركيا

تاريخ النشر: 23 يونيو 2011 - 03:27 GMT
قوات امن سورية في مقر للشرطة عند الحدود مع تركيا
قوات امن سورية في مقر للشرطة عند الحدود مع تركيا

 

فيما تدخل الحركة الاحتجاجية في سوريا يومها المئة، وصلت الدبابات والقوات السورية الخميس الى مشارف الحدود التركية دافعة مئات السوريين المتجمعين منذ اسبوعين على طولها للعبور الى تركيا.
وافاد ناشط حقوقي ان الجيش السوري تدعمه دبابات دخل الخميس قرية خربة الجوز (شمال غرب) الواقعة قرب الحدود السورية التركية حيث يتجمع آلاف اللاجئين الفارين من القمع.
ومن الجانب التركي من الحدود، افاد شهود اتراك وكالة فرانس برس انهم رأوا دبابات وجنودا سوريين يصلون الى مشارف الحدود. وقال احد سكان بلدة غوفيتشي انه رأى قرابة الساعة 06,00 (03,00 تغ) جنودا يمرون عند هضبة تبعد اقل من كيلومتر عن الحدود.
وافاد صحافي من فرانس برس ان علما تركيا كان وضعه اللاجئون السوريون قبل ايام على مبنى عند هذه الهضبة عربون امتنان لتركيا التي استقبلت الالاف منهم، تم استبداله بعلم سوري.
وادى تقدم الجيش الذي بات على بعد مئات الامتار فقط من مخيمات النازحين السوريين على الحدود السورية الى فرار المئات الذين نزحوا منذ ايام ودخولهم الى تركيا، كما افاد مراسل لفرانس برس.
وعبر مئات النازحين السوريين حاجز الاسلاك الشائكة الذي يرسم الحدود واصبحوا على الطريق الذي تستخدمه دوريات الدرك التركي على بعد بضعة كيلومترات عن شمال بلدة غوفيتشي التركية الحدودية.
وقد احاطت بهم عربات الدرك التركي وحافلات صغيرة استدعيت على الارجح لتنظيم نقلهم الى خمس مخيمات للاجئين السوريين اقامها الهلال الاحمر التركي في محافظة هاتاي (جنوب تركيا) التي تستقبل بالفعل 10200 سوري.
كما شوهدت مجموعة من مئات الاشخاص على الطريق نفسها تسير باتجاه سيارات الدرك.
من جهته، اشار رئيس جمعية الهلال الأحمر التركي تيكين كوجوكالي الذي وصل الى غوفتشي الى دخول اكثر من 600 سوري الى تركيا. وقال "نشهد نشاطا متجددا على الحدود"، موضجا ان "اكثر من 600 شخصا وفدوا اليوم"
واكد ان "عدد السوريين يبلغ 11 الف لاجئ حاليا في تركيا".
واضاف رئيس الهلال الاحمر التركي الذي كان يتحدث الى القناة الاخبارية التركية خبرتورك ان "منظمته قادرة نظريا على رعاية 250 ألف لاجئ".
وعلى اطراف محمية غوفتشي الصغيرة، وضعت القوات التركية اكياسا من الرمل وثبتت مناظير عالية الدقة على حوامل كما لاحظ مراسل وكالة فرانس برس. وعمدت القوات التركية الى نصب علم تركي عملاق على راس التلة المشرفة على القرية.
واشار مهرب تركي على علاقة وثيقة مع اقارب في الجانب السوري في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس الى ان "المدرعات السورية كانت متمركزة في قرية خربة الجوز (شمال غرب) فيما كانت وحدات من الشرطة تقتحم المزارع اسفل القرية على بعد حوالي 500 متر من الحدود".
ويتجمع الاف النازحين السوريين في مخيمات على شكل "قرى" تضم مئات الاشخاص على ارض تشكل شريطا ضيقا يبلغ عرضه مئات الامتار وطوله عدة كيلومترات يمتد على طول الحدود.
وكان النازحون قد تلقوا تأكيدات من السلطات التركية ان بامكانهم عبور الحدود المحددة بصف من الاسلاك الشائكة في حال تعرضهم للخطر.
وسمع اطلاق عيارات نارية باسلحة خفيفة ودوي انفجارات الثلاثاء عند الجانب السوري من الحدود التركية السورية حيث يتواجد الاف النازحين السوريين الهاربين من القمع، كما افادت مراسلة لوكالة فرانس برس.
واعرب ناشطون سياسيون سوريون الخميس عن تصميمهم على متابعة ثورتهم ضد النظام السوري حتى اسقاطه وذلك بمناسبة مرور مئة يوم على اندلاع موجة الاحتجاجات غير المسبوقة في سوريا.
واكدت لجان التنسيق المحلية في بيان تلقت فرانس برس نسخة عنه "ان ثورتنا السلمية مستمرة حتى اسقاط النظام وبناء سوريا جديدة وحرة وديموقراطية".
واضاف البيان "مئة يوم، وثورتنا مستمرة، وهو ما يقتضي الى جانب استمرار النضال السلمي باشكاله كافة، العمل جاهدين على توحيد صفوفنا، ثوارا وأحزابا ومستقلين، يدا بيد من اجل تحقيق اهداف ثورتنا في الحرية والديمقراطية وبناء وطن حر لجميع أبناء سوريا".
وشدد البيان على التمسك "بوحدتنا الوطنية بغض النظر عن الدين او العرق او الطائفة، من اجل الوصول الى الدولة المدنية".
وتبنت بلدان الاتحاد الاوروبي الخميس مجموعة جديدة من العقوبات ضد سوريا بسبب استمرار قمع التظاهرات، تشمل سبعة اشخاص هم اربعة سوريين وثلاثة ايرانيين، فضلا عن اربع شركات، كما ذكر دبلوماسيون.
وبعد استهداف 23 سوريا، بينهم الاسد وافراد من الدائرة المقربة منه، تم اضافة الاسماء السبعة الجديدة ليتم تجميد ارصدتهم وفرض حظر سفر عليهم، بحسب الدبلوماسيين.
من جهة ثانية، اشار رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان عمار قربي لوكالة فرانس برس الى ارتفاع حصيلة قتلى تظاهرات الثلاثاءالى "تسعة مدنيين قتلوا برصاص قوات الامن".
وكانت حصيلة سابقة اشارت الى مقتل خمسة اشخاص.
كما اشار رئيس المنظمة الى "استمرار السلطات السورية في استعمال القوة المفرطة في قمع الاحتجاجات السلمية في مختلف المدن والمناطق السورية ولجأت الى اعتقال العشرات في حلب (شمال) ودير الزور (شرق) وريف دمشق وادلب (شمال غرب)".
ومنذ اندلاع حركة الاحتجاجات ضد النظام السوري في 15 آذار/مارس، ارسلت السلطات السورية قوات ودبابات الى العديد من المدن لقمع الاحتجاجات وردت اعمال العنف الى "ارهابيين مسلحين يبثون الفوضى".
وخلف قمع التظاهرات اكثر من 1300 قتيل بين المدنيين وادى الى توقيف اكثر من عشرة آلاف، بحسب منظمات غير حكومية سورية.