قال الرئيس اليمني علي عبد الله صالح السبت إنه لا يمكن تحقيق تنمية شاملة مع وجود اعمل التخريب، والإرهاب، في إشارة إلى ما يشهده جنوب اليمن من هجمات تستهدف الجيش وقوات الأمن من قبل تنظيم (القاعدة في جزيرة العرب) و(الحراك الجنوبي)، الذي ينادي بالانفصال.
وخاطب أعضاء السلطة المحلية في لحج بالقول "لن يتم في ظل ما تقوم به العناصر الخارجة على القانون من إقلاق الأمن والاستقرار وأعمال التقطع، فهذه الأعمال تعرقل جهود التنمية وتقوم بتخريب كل ما يتم بناؤه".
وأضاف مخاطبا أعضاء السلطة المحلية "نحن هنا اليوم لنناقش كافة القضايا التي تهم المواطنين ونوجه بمعالجتها، ونبحث أيضا كيف نواجه أعمال التخريب والإرهاب والخارجين على النظام والقانون".
وغدت المحافظات الجنوبية منذ يونيو/ حزيران الماضي ساحة مواجهة بين الجيش وعناصر القاعدة والحراك الجنوبي، التي أسفرت عن قتلي وجرحى ومعتقلين يعدون بالمئات.
وبشأن تجدد مطالب (الحراك الجنوبي) بالانفصال عن الشمال، قال الرئيس اليمني "لقد أغلقنا بالوحدة ملفات الماضي، ودخلنا في عهد جديد من التصالح والتسامح، من أجل لا تتكرر أحداث ومآسي الصراعات الدامية على السلطة أو ما حدث في 13 يناير/ كانون الثاني من العام 1986 التي راح ضحيتها الآلاف من الأبرياء ".
وكان اليمن قد توحد بطرق سلمية في مايو/ أيار 1990 لكن سرعان ماتعرضت الوحدة اليمنية لانتكاسة اثر اندلاع حرب أهلية بين الشمال والجنوب أدت إلى مقتل 6 ألاف وجرح 13 ألفاً اخرين، بحسب تصريحات للرئيس صالح الأربعاء الماضي.
واتهم صالح (الحراك الجنوبي) ترويجه "لثقافة الكراهية والبغضاء بين أبناء اليمن الموحد لشرخ الوحدة الوطنية".
وقال "سبق لمثل هكذا مخطط أن نفذ في فتنة صيف العام 1994 عندما كانت هذه العناصر تخطط الفتنة وتعمل على استهداف بعض أبناء الوطن على أساس مناطقي مقيت، وفشل هذا المخطط في حينه".
ويأتي خطاب صالح شديد اللهجة اثر دعوات اطلقها الرئيس الجنوبي السابق على ناصر محمد الخميس الماضي من منفاه في دمشق الى مقاطعة أبناء الجنوب للانتخابات البرلمانية المقبلة في ابريل/ نيسان، وطالب الدول العربية والإقليمية والدولية لحل قضية الجنوب باستعادة دولته السابقة.
وتوعد صالح ان يتم القضاء على كل من يدعو إلى الفتنة المناطقية بين الشمال والجنوب، مؤكدا ان الشعب اليمني سوف يتصدى لمرتكبيها، ومثل هذه التصرفات الرعناء هي تصرفات بليدة ولا تنتج إلا من أناس بلداء".
وأشار إلى انه تم تخصيص مبلغ عشرة مليار ريال يمني (ما يعادل 50 مليون دولار) لتنفيذ مشاريع خدمية وإنمائية، في محافظة لحج، مشددا بانه لن تتمكن السلطة المحلية من انجازها إلا في ظل توفر الأمن والاستقرار والسكنية العامة.
وطالب صالح من المعترضين على سياسة الحكومة "ان يقدموا رأيهم عبر البرلمان، بعيداً عن اللجوء للعنف أو قطع الطرقات أو قتل النفس المحرمة والتي تمارسها عناصر محدودة ومأجورة ومعزولة".
وجدد على أن الوحدة اليمنية راسخة وليست ملك لأحد، و ليس من حق أحد أن يدعي الوصاية على أيا من أبناء اليمن سواء في المحافظات الجنوبية والشرقية أو في المحافظات الشمالية والغربية أو أي جزء من الوطن.
وخلص صالح إلى دعوة أعضاء السلطة المحلية قائلا "حافظوا على أمن واستقرار مناطقكم والوقوف في وجه من يثيرون ثقافة الكراهية فالشعب اليمني شعب واحد وكتلة واحده متشابكة المصالح".