خبر عاجل

العاهل السعودي يوزع مساعدات وشيعة بلاده يريدون اصلاحات سياسية

تاريخ النشر: 23 فبراير 2011 - 05:09 GMT
الملك مطالب باصلاحات سياسية
الملك مطالب باصلاحات سياسية

عاد العاهل السعودي الملك عبد الله يوم الاربعاء الى بلاده أكبر مصدر للنفط في العالم بعد ثلاثة أشهر أمضاها في الخارج للعلاج وأعلن منح مجموعة من المزايا للمواطنين تقدر قيمتها بنحو 35 مليار دولار.

وتتضمن هذه المزايا مخصصات لتعويض ارتفاع التضخم ومساعدة الشبان العاطلين واعانة الاسر للحصول على سكن بأسعار معقولة وقد جاءت في الوقت الذي تتعرض فيه العديد من بلدان المنطقة لاحتجاجات شعبية على الفقر والفساد والقمع. ورقص مئات الرجال بالسيوف على بسط خاصة مدت في مطار الرياض استعدادا لتحية الملك الذي يعتقد أنه يبلغ من العمر 87 عاما.

وقبل وصول العاهل السعودي أعلن الاعلام الرسمي هذه الخطة التي تستهدف مساعدة أصحاب الدخل المحدود والمتوسط بين المواطنين السعوديين الذين يبلغ عددهم 18 مليون نسمة. وتتضمن الحزمة زيادة في الاجور لتعويض التضخم واعانات بطالة ومخصصات لتوفير مساكن بأسعار معقولة للاسر.

ولم تتضمن هذه الاجراءات أي اصلاحات سياسية في النظام الملكي مثل الانتخابات المحلية التي طالب بها ليبراليون ومجموعات معارضة. وليس في المملكة برلمان منتخب أو أحزاب سياسية كما أنها لا تسمح بالمعارضة العلنية.

وقال محلل سياسي سعودي طلب عدم نشر اسمه "أعتقد أن هذا أمر طيب لكن لابد أن نرى مزيدا من الاصلاحات مثل الانتخابات المحلية وتحسين التنظيم. المزايا المالية لا تكون مجدية الا عندما يصبح بالامكان محاسبة المسؤولين."

وانتقد سعوديون هذا الاعلان على موقع تويتر على الانترنت. وقال فهد الظفيري في رسالة على الموقع "نريد حقوقا لا هبات." ولا يتوقع المحللون اندلاع احتجاجات في المملكة على غرار ما حدث في مصر وتونس اذ أن عوائد النفط في السعودية تتجاوز 400 مليار دولار لكنهم يقولون ان النظام لا بد أن يعالج الضغوط الاجتماعية مثل ارتفاع البطالة بين الشباب ومشكلات السكن الواسعة.

وقال جون سفاكياناكيس كبير الاقتصاديين في البنك السعودي الفرنسي "الاسكان وخلق الوظائف للسعوديين هما تحديان هيكليان تواجههما البلاد." وقدر سفاكياناكيس القيمة الاجمالية لهذه الاجراءات الجديدة بنحو 140 مليار ريال (37.33 مليار دولار).

وخططت السعودية وهي عضو في مجموعة العشرين لانفاق 580 مليار ريال في 2011 وهذه ثالث ميزانية قياسية على التوالي. وقال الملك عبد الله الشهر الماضي ان الانفاق سترتفع في السنوات المقبلة.

وقدرت المجموعة المالية - هيرميس قيمة الحزمة بنحو 100 مليار ريال وقالت انها قد تؤدي الى صعود سوق الاسهم -التي خسرت أربعة بالمئة في الاسبوع المنصرم بسبب اضطرابات في البحرين ودول أخرى في المنطقة.

وتعتبر السعودية ودول غربية أن الملكية السنية في البحرين حصن من النفوذ الاقليمي المتنامي لايران. وتستضيف البحرين الاسطول الخامس الامريكي.

وتحرص الرياض على أن تظهر لحلفائها الغربيين أنها لن تواجه فراغا في السلطة رغم المشكلات الصحية لحكامها. لكن اعتلال صحة الملك عبد الله أثار قلقا بشأن هل سيكون خليفته اصلاحيا مثله أم محافظا وعندما التقى شيعة السعودية في المساجد وتبادلوا الحلوى احتفالا بمولد النبي محمد كان الاحتفال جزءا مما يجري.

فالشيعة يختبرون سماحة رجال الدين السنة ويستغلون الاصلاحات التي طرحها الملك عبد الله والتي تسمح لهم بقدر أكبر من الحرية في ممارسة شعائر الطائفة الشيعية.

وبالنسبة لمئات الشيعة الذين تجمعوا يوم الاحد استعدادا ليوم المولد النبوي في بلدية العوامية بالقرب من الخليج بشرق المملكة كان الاحتفال هذا العام خاصا ومختلفا.

وعلى بعد ساعة فقط بالسيارة وبفاصل جسر يعبر مياه الخليج تقع جزيرة البحرين حيث يقضي سعوديون عطلاتهم لكنها الان تشهد انتفاضة شعبية لمحتجين أغلبهم من الشيعة الذين يتحدون سلطة السنة في الحكم.

وقال محمد وهو شاب اكتفى كغيره باعطاء اسمه الاول فقط "يجب أن تطالب باصلاحات وتبدأ في التحركات الشعبية اذا اردت ان تحقق شيئا. اذا لم تفعل شيئا فلن تتحرك الحكومة."

وقال في اشارة الى الاحتجاجات الشعبية الكاسحة التي تجتاح المنطقة العربية بعد نجاح ثورتين شعبيتين في الاطاحة بالرئيسين المصري والتونسي "علينا ان نستغل حقيقة ان النظام في موقف ضعيف."

واستخدم محمد كلمة "النظام" التي تتردد كثيرا في أنحاء الوطن العربي في الهتاف الشهير "الشعب يريد اسقاط النظام."

وفي العادة يفرض الخوف من السجن قيودا على مثل هذا الكلام لكن الصور التي نقلتها شاشات التلفزيون وشبكة الانترنت للاحتجاجات جعلت الناس يعيدون التفكير فيما هو ممكن وما هو غير ممكن.

ويوجد مسجد شيعي وحيد في الدمام المدينة الساحلية ذات النسبة الكبيرة من السكان الشيعة. وقالت وزارة الخارجية الامريكية في تقريرها السنوي العالمي عن الحريات الدينية الصادر في نوفمبر تشرين الثاني ان السلطات السعودية ترفض اقامة المزيد من المساجد الشيعية.

وتعكس الكتابات على الجدران (الجرافيتي) في العوامية مقدار الغضب المتصاعد. ويقول السكان ان عمالا أعادوا طلاء جدار لكن الشعارات سرعان ما عادت اليه.

وعادت القيادات الشيعية التي نفيت الى الخارج بعد احتجاجات عام 1979 الى البلاد في التسعينات في اطار اتفاق مع الحكومة. ويقول المعتدلون منهم ان الامور تحسنت عن عشر سنوات مضت لكنهم يخشون فقدان السيطرة على الشبان الذين اصابتهم خيبة الامل بسبب عدم حدوث الاصلاح.

وقال جعفر الشايب وهو عضو في مجلس بلدية بلدة القطيف الشيعية القريبة ان على السلطات ان تمنح شبان الانترنت صوتا أو تخاطر بخسارتهم.

وقال ان ابنته لم تعثر على وظيفة طوال عام بعد انهاء دراستها الجامعية لتكنولوجيا المعلومات وقال انها انضمت الى احدى مجموعات موقع فيسبوك التي تجمع متعطلين عن العمل.