القاعدة في المغرب الاسلامي تبني تحصينات للاحتماء من غارات جوية

تاريخ النشر: 23 يونيو 2010 - 12:56 GMT
يعيش عناصر القاعدة حاليا هاجس التعرض إلى غارات جوية
يعيش عناصر القاعدة حاليا هاجس التعرض إلى غارات جوية

أفادت مصادر متطابقة في مالي أن عناصر من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي يبنون حاليا في الصحراء تحصينات منيعة تحسبا لتعرضهم لغارات جوية محتملة.

وقال مصدر أمني في منطقة تومبكتو (900 كلم شمال شرق باماكو) لفرانس برس لدينا معلومات أكيدة من عدة مصادر تمكننا من القول إن القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي بصدد بناء نوع من التحصينات والمخابئ للاحتماء من هجمات في الصحراء المشتركة بين مالي والجزائر.

واضاف المصدر، وهو من اركان القيادة العملانية في الشمال المكلفة ادارة الشؤون الامنية، لا شك أن اولئك الأشخاص (الاسلاميين) لا يبخلون بالوسائل من أجل تحقيق أهدافهم.

وأكد هذه الانباء مصدر رسمي من بلد مجاور لمالي، وقال لدينا نفس المعلومة.

واضاف إن الارهابيين (عناصر القاعدة) يعشون حاليا في هاجس التعرض إلى غارات جوية محتملة ولذلك هم يبنون المخابئ في مناطق جبلية صخرية.

وتابع المصدر انه قد تم بناء تحصينات بين الصحراء المالية والجزائرية وبدأوا يبنون هذه المخابئ قرب حدود النيجير.

وفي الوقت الراهن يصعب الوصول إلى المقاتلين الاسلاميين المنظمين جيدا والذين يتمتعون بسرعة الحركة والمستفيدين من الفديات المالية التي يحصلون عليها مقابل افراجهم عن رهائن غربيين ومشاركتهم في عدة عمليات تهريب.

لكن منذ عدة أشهر جددت فرنسا والولايات المتحدة تأكيد ارادتهما على مساعدة دول الساحل والصحراء على مكافحة الارهاب.

ومن أجل استئصال وحدات القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي يركز الخبراء على ضرورة استعمال الوسائل الجوية.

وعلق سميلو بوبيي مايغا وزير الدفاع السابق في مالي بالقول "اظن ان مشاركة كافة دول المنطقة في مكافحة شاملة يقلق الاسلاميين ومن ثم على الارجح قرارهم اتخاذ احتياطات".

وأضاف مايغا الذي كان أيضا قائد جهاز الاستخبارات في مالي ان الاسلاميين يريدون تحويل الصحراء إلى منطقة نفوذهم، انهم مثلا يخطفون الرهائن من أجل الحصول على المال والشهرة، هذا أكيد، لكنهم ايضا يحاولون بذلك ردع الذين قد يحاولو غدا منافستهم في سيطرتهم على الصحراء.

ومن جانبه يجري الجامعي المالي حامد مايغا حاليا تحقيقا حول تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي في اطار اعداده لاطروحة دكتوراه دولة، وهو يتنقل لهذه الغاية بانتظام بين مناطق شمال مالي الثلاث.

ويقول انه "خلال الليل في المناطق الجبلية والصخرية حيث يبني الاسلاميون مخابئ تحميهم من الغارات الجوية، يقول العديد من الشهود انهم يسمعون ضجيج آلات".

ورجح حامد مايغا أن يكون الاسلاميون أيضا قد زرعوا الغاما حول معاقلهم الأساسية في الصحراء، وقال: بعد تأمين الطرق البرية المؤدية اليهم في الصحراء، يحاولون الان الاحتماء من غارات جوية محتملة.

وخلص إلى القول أن ذلك يدل أيضا على ارادتهم في الاستقرار دوما في الساحل والصحراء، والا فانه كان بامكانهم ترك المنطقة هربا من الغارات.