اكد المجلس التوطني الانتقالي في ليبيا تلقيه عرضا من العقيد معمر القذافي للتنحي وانه رفض هذا العرض، فيما حذر الساعدي نجل القذافي من حرب اهلية في حال تنحي ابيه عن السلطة.
وقال مصطفى غرياني وهو مسؤول اعلامي في المجلس ان المجلس تلقى اتصالا من ممثل للقذافي عرض فيه التفاوض بشأن رحيل القذافي وان المجلس رفض.
وقال ان المجلس لن يتفاوض مع شخص اراق الدم الليبي ومازال يفعل. وذكر ان المجلس لا يثق بالقذافي وليس لديه ما يجعله يثق به اليوم.
ويمثل المجلس الوطني الانتقالي المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة ومعظمها في شرق البلاد.
وقال مصدر قريب من المجلس في وقت سابق انه سمع ان "صيغة اقترحها الجانب الاخر تتضمن تسليم القذافي السلطة الى رئيس مؤتمر الشعب العام (البرلمان) ومغادرة البلاد ومعه مبلغ معين من المال."
واضاف المصدر قوله "قيل لي ان هذه المسألة المتعلقة بالمال عقبة خطيرة من وجهة نظر المجلس الوطني." وقال انه استقى هذه المعلومات من مصدر واحد قريب من المجلس.
وقالت قناة الجزيرة ان المجلس الوطني الانتقالي الليبي صرح بأنه قد لا يلاحق القذافي اذا تنحى.
وكانت القناة قالت الاثنين نقلا عن مصادر في المجلس ان القذافي يريد ضمانات لسلامته الشخصية وسلامة عائلته وتعهدا بالا يقدموا الى المحاكمة.
وقالت الجزيرة إن مصادر من المجلس الوطني الانتقالي ابلغت مراسلها في بنغازي ان العرض مرفوض لانه يعادل خروجا "مشرفا" للقذافي و"تنازلا عن حقوق ضحايا جرائم الحرب وجرائم بحق الانسانية."
ونسبت صحيفة الشرق الاوسط اللندنية وصحيفة البيان التي تصدر في الامارات العربية المتحدة الى مصادر لم تسمها قولها ان القذافي يسعى للتوصل الى اتفاق.
كان جاد الله عزوز الطلحي رئيس الوزراء الليبي في الثمانينات وهو من شرق ليبيا ظهر في التلفزيون الحكومي يوم الاثنين وهو يقرأ كلمة موجهة لشيوخ قبائل مدينة بنغازي يدعوهم فيها لحوار وطني لحقن الدماء.
وردا على سؤال عن هذه الكلمة قال أحمد جبريل المسؤول بالمجلس الوطني الانتقالي لرويترز انه على معرفة وثيقة بالطلحي -وهو شخصية محترمة في ليبيا كرجل وقف أمام القذافي- الا أن جبريل أضاف أن المحتجين أوضحوا أن أي مفاوضات يجب أن تكون على أساس تنحي القذافي مشيرا الى أنه ليست هناك أي تسوية أخرى.
وقال المجلس الوطني الانتقالي انه ليس هناك مجال لحوار موسع مع حكومة القذافي وان أي محادثات يجب أن تكون على أساس تنحي القذافي.
الساعدي يحذر
الى ذلك، قال الساعدي نجل الزعيم الليبي إن والده لا يمكنه التنحي كما يطالب المعارضون لان ذلك سيؤدي الى حرب أهلية.
وحمل الساعدي شقيقه سيف الاسلام بعض المسؤولية عن الاضطرابات التي تشهدها البلاد وقال ان سيف الاسلام قد سعى لعمل اصلاحات قبل الاضطرابات لكنه اخفق في معالجة مشكلات الليبيين العاديين.
وأضاف الساعدي الذي احترف كرة القدم لفترة قصيرة في ايطاليا قبل أن يتجه لمجال الاعمال "القبائل كلها مسلحة وفيه قوات من الجيش الليبي والمنطقة الشرقية هي المسلحة فالوضع ليس مثل تونس ومصر."
وقال الساعدي "الوضع خطير جدا من ناحية الحرب الاهلية. لا بد القائد يكون لديه دور كبير جدا جدا في التهدئة الليبية واقناع الناس بالجلوس مع بعض واقناع الناس بالجلوس مع بعضها لبناء المستقبل."
وتابع قوله "اذا القائد صارت له حاجة.. وين الكنترول (أين السيطرة) ستبدأ حرب اهلية."
واشار الساعدي الى أن الجيش الليبي تدخل حتى الان لحماية "الاماكن الحيوية" فقط والى أن القوات المسلحة الكبيرة مرهونة بكلمة من القائد والى الان لم تتحرك واذا تحركت فقد تحدث حرب أهلية.
وقال الساعدي "القائد اعطى تعليمات خاصة أن الجيش لا يتدخل الا لحماية الاماكن الحيوية ويكون جاهزا لرد التدخل الخارجي."
واضاف الساعدي أن الجيش ينتظر أوامر القذافي وقال "حسب علمي أن الجيش لم يتدخل في هذه الازمة بشكل كبير واذا تحرك فقد تحدث حرب أهلية."
وقالت العربية انه حذر من أن ليبيا ستتحول الى صومال جديدة اذا تقاتلت القبائل في البلاد.
وقال ان طرابلس تجري حوارا من خلال القبائل من أجل الاستجابة لمطالب الناس دون أن يوضح ما هي هذه المطالب.
وحينما انتشرت أعمال العنف في مدينة بنغازي في شرق ليبيا في منتصف فبراير شباط تحدث الساعدي في الاذاعة المحلية كي يقول انه عين قائدا للمدينة. وبعدها سيطر الاهالي على بنغازي وأخرجوا قوات القذافي.