صرح رئيس المجلس العسكري في المجلس الانتقالي اللواء عبد الفتاح يونس أنه لم يعد هناك أي خيارات أمام القيد معمر القذافي سوى الانتحار أو الاستسلام.
وأكد يونس في حوار خاص مع صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية نشرته الاثنين أن الثوار سيستعيدون مجددا السيطرة على المدن الليبية التي قال نظام القذافي أمس إنه دخلها واستعاد زمام الأمور عليها.
وأشاد يونس بالموقف السعودي والخليجي والعربي تجاه الوضع الراهن في ليبيا، مشيرا إلى أن فرض الحظر الجوي على الطائرات الحربية للقذافي ستجعل الكفة في موازين القوى بينه وبين الثوار تتساوى إلى حد ما.
واعتبر يونس، في الحوار الذي أدلى به للصحيفة مساء أمس الأحد عبر الهاتف من مقره في مدينة بنغازي، أن القذافي بات بين شقي الرحى، وأن فرض الحظر الجوي على نظامه وطائراته سيجعل موازين القوى تتساوى مع الثوار.
وكشف يونس، وهو أحد الأعضاء البارزين فيما كان يسمى بـ"مجلس قيادة الثورة التاريخية في ليبيا"، للصحيفة عن أن اللواء أبو بكر جابر يونس، وزير الدفاع الليبي الذي لم يظهر على الملأ مطلقا منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية ضد نظام القذافي في السابع عشر من شهر شباط (فبراير) الماضي، قد يكون معتقلا، قائلا إنه رجل "وطني ومتدين ولا يمكن أن يشارك في قتل شعبنا".
قصف أجدابيا
وشنت قوات الزعيم الليبي معمر القذافي ضربات جوية الاثنين على بلدة اجدابيا الواقعة تحت سيطرة المعارضة في شرق ليبيا.
وقال أحد المعارضين المسلحين ويدعى عبد القادر حجازي لرويترز في اجدابيا حيث شاهد مراسل رويترز حفرتين ناجمتين عن الانفجارات قرب نقطة تفتيش تابعة للمعارضة عند المدخل الغربي للبلدة "حلقت طائرة في الاجواء أربع مرات وقصفت أربع مرات."
وصرح محتجون اخرون أيضا بأن عددا من الضربات الجوية شنت صباح الاثنين على اجدابيا الواقعة على بعد نحو 140 كيلومترا جنوبي بنغازي معقل المعارضين المسلحين
الثوار يطلبون الأسلحة
وناشد الثوار في مدن شمال شرق ليبيا المجتمع العالمي الأثنين إرسال أسلحة لمساعدتهم في قتالهم ضد قوات معمر القذافي. وقال اللواء محمد عبد الرحيم: "إننا نريد أسلحة من المجتمع الدولي لمقاتلة هذا المجرم، بدلا من أن يتفرج العالم على القذافي وهو يذبح شعبه".
وعبد الرحيم لواء في جيش القذافي ولكنه أنشق عليه قبل عدة أسابيع لقيادة الثوار الذين يقاتلون من أجل الإطاحة بالزعيم الليبي.
وقال قائد الثوار إنه عاد إلى بنغازي التي يسيطر عليها الثوار في شمال شرق البلاد صباح اليوم الأثنين للتزود بالأسلحة والعودة إلى بريجا حيث يقاتل الثوار قوات القذافي للسيطرة عليها. وزعم عبد الرحيم أن أكثر من 6 آلاف شخص قتلوا وأن ما يصل إلى 14 ألف أصيبوا في الأسابيع الماضية من القتال.
ولم يتم تأكيد ذلك علي الفور من مصادر مستقلة ، لكن جماعات حقوقية قالت إن ما يزيد عن ألف شخص قتلوا في الثورة. وقال عبد الرحيم: "لقد رأيت بعيني طفلا عمره 12 عاما يقتل برصاص أطلق عليه من الجو. إنه شئ لا يمكن تخيله".
ويسود جو من التوتر في المدن التي يسيطر عليها الثوار في شمال شرق ليييا حيث تقوم قوات القذافي بالتوغل شرقا في محاولة لإستعادة المدن التي وقعت في أيدي الثوار. وزعمت قوات الحكومة الليبية إنها حققت مكاسب في الجزء الشرقي من البلاد على مدى الأيام السابقة، في حين أكدت جماعات المعارضة إنها ستواصل القتال لاستعادة الأراضي التي فقدتها.
وقال التليفزيون الرسمي الليبي إن مدينة البريقة في الشرق تم "تطهيرها" من الثوار الذين جرى طردهم خارج المدينة بعد قتال ضار مع القوات الموالية للقذافي.
وقال أحد الثوار الذي فضل عدم ذكر اسمه إنهم قبل أن يتمكنوا من الوصول إلى طرابلس يحتاجون إلى السيطرة على مسقط رأس القذافي في سرت التي تبعد نحو 500 كم شرق العاصمة.