لم يكتف مقاتلو المعارضة وقوات الزعيم الليبي معمر القذافي بتبادل القصف الصاروخي على الجبهة في بلدة بئر الغنم الاستراتيجية يوم الاربعاء لكنهم تبادلوا أيضا السباب والشتائم.
وصاح أحد مقاتلي المعارضة قائلا "يا حيوان .. يا حثالة" عندما تمكن رفاقه من الدخول على تردد الاتصال اللاسلكي لقوات الزعيم الليبي. ورد عليه جندي من القوات الحكومية "يا كلب. يا جرذ. لقد بعتم بلدنا." سيطرت المعارضة على البلدة يوم السبت مُنهية أسابيع من الجمود على هذه الجبهة من جبهات الحرب في ليبيا. وتنوي المعارضة الزحف نحو العاصمة طرابلس معقل القذافي على بعد نحو 80 كيلومترا الى الشمال.
وشنت قوات القذافي هجمات بصواريخ جراد على مواقع المعارضة في البلدة الصغيرة بوسط الصحراء وردت قوات المعارضة باطلاق الصواريخ ونيران البنادق الآلية. ويصف القذافي معارضيه بالجرذان ويقول انهم مجرمون تحركهم القاعدة.
وتصاعد الدخان الابيض الكثيف على حافة بئر الغنم خلال القتال. وتنتشر قوات القذافي في أيكة من الأشجار على طرف البلدة وقامت بعدة عمليات استطلاع للبلدة.
وتقول المعارضة انها تخطط لمهاجمة قوات الحكومة التي تسيطر على بلدة الزاوية القريبة والتي تقع على بعد 50 كيلومترا الى الغرب من العاصمة وهي موطن الكثير من مقاتلي المعارضة الذين ينتشرون الان في الصحراء.
وتتوافد تعزيزات المعارضة من المقاتلين في عربات جيب مسلحة بالمدافع المضادة للطائرات على بير الغنم بينما تواصل قوات القذافي ضغطها. وفي الوقت الذي هزت فيه الانفجارات البلدة كان التراشق بالسباب يحتدم عبر الاتصالات اللاسلكية في المنطقة.
وقال أحد مقاتلي المعارضة لجندي من قوات القذافي "أي شخص يتبع القذافي هو نملة ولهذا فأنت نملة".
اوربا تحشد
شدد الاتحاد الأوروبي يوم الأربعاء من العقوبات المفروضة على النظام الليبي "نظرا لخطورة الوضع" في هذا البلد، حسبما قالت وزيرة خارجية الاتحاد كاثرين اشتون.
وقالت اشتون في بيان لها إن العقوبات شملت مؤسستين جديدين "مرتبطين بشكل وثيق بمرتكبي الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان" في ليبيا.
وجمد الاتحاد الأوروبي حتى الآن الأرصدة والموارد المالية لسلطات ستة موانئ و49 كيانا و39 شخصا يقول إنهم متورطون في انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في ليبيا.
كما منع الاتحاد الأشخاص الــ39 وبينهم الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي وأفراد أسرته من دخول أراضي الاتحاد الأوروبي، بحسب اشتون.
ومن ناحيتها قالت وزارة الخارجية الفرنسية إن العقوبات الأوروبية الجديدة تستهدف شركة الشرارة النفطية وهيئة تطوير المراكز الإدارية، الأمر الذي لم يؤكده الاتحاد الأوروبي بشكل رسمي حتى الآن.
وكان الاتحاد الأوروبي قد أعلن تجميد الأرصدة ومنع إصدار تأشيرات دخول للقذافي والمقربين منه والشركات التي يشتبه بأنها تمول نظامه، كما جمد أصول شركة الطيران الليبية "الإفريقية" وأرصدة سلطات ستة موانئ ليبية يسيطر عليها نظام القذافي هي طرابلس والزوارة والزاوية والخمس ورأس لانوف والبريقة.
جهود أميركية
في شأن متصل، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن مسؤولين كبيرين في الوزارة يواصلان جولة في أفريقيا لحمل القادة الأفارقة على الضغط على القذافي لاقناعه بالتنحي.
وكان عدد من الدول الأفريقية التي استفادت من سخاء النظام الليبي رفضت حتى الآن دعوة القذافي إلى التنحي وانتقدت عمليات حلف شمال الأطلسي في ليبيا.
وقال مارك تونر المتحدث باسم الخارجية الأميركية إن جين كريتز السفير الأميركي الذي غادر ليبيا قبل بدء حملة قمع المتظاهرين في ليبيا في شهر فبراير/شباط الماضي ودونالد ياماموتو المسؤول الكبير في الخارجية الأميركية استهلا جولتهما الأفريقية بزيارة العاصمة الأثيوبية أديس ابابا التي تحتضن مقر الاتحاد الافريقي.
وأضاف تونر أن الدبلوماسيين "موجودان في افريقيا للبحث مع أعضاء في الاتحاد الأفريقي في الأزمة الليبية وضرورة تنحي القذافي الآن".