البيت الابيض محبط من مسار انتخابات مصر والاخوان يدرسون الانسحاب

تاريخ النشر: 30 نوفمبر 2010 - 04:25 GMT
محمد بديع المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين في مؤتمر صحفي في القاهرة
محمد بديع المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين في مؤتمر صحفي في القاهرة

 

اعرب البيت الابيض عن شعوره بالاحباط من مسار العملية الانتخابية في مصر، فيما قالت جماعة الاخوان المسلمين انها تدرس الانسحاب من الجولة الثانية بعدما لم ينجح اي من مرشحيها من الجولة الاولى.
وقال مايك هامر المتحدث باسم مجلس الامن القومي التابع للبيت الابيض في بيان "الولايات المتحدة محبطة من مسار العملية الانتخابية قبل وخلال الانتخابات التشريعية المصرية التي جرت في 28 نوفمبر تشرين الثاني."
واضاف هامر في بيان "مع استمرار تقييمنا للانباء الواردة من مصادر متعددة عن مخالفات في مكاتب الاقتراع وعدم وجود مراقبين اجانب ووضع العراقيل امام المراقبين المحليين وتقييد حرية التعبير والصحافة، نجد انها تدعو للقلق".
الا ان الولايات المتحدة "تهنىء المصريين الذين شاركوا في الانتخابات التشريعية الاحد من مرشحين واعضاء حملات وناخبين او مراقبين" مؤكدا ان الولايات المتحدة ترغب في "مواصلة العمل مع الحكومة المصرية والمجتمع المدني الناشط لمساعدة مصر على تحقيق اهدافها السياسية والاجتماعية والاقتصادية".
ولم ينتظر البيت الابيض نشر النتائج الرسمية للانتخابات لاعلان موقفه. وينتظر صدور هذه النتائج في وقت لاحق الثلاثاء. وقد سبق ان اعربت وزارة الخارجية الاميركية عن خيبة امل واشنطن وقلقها من التقارير التي تحدثت عن تدخل وترهيب ومشاكل اخرى في الانتخابات التشريعية في مصر.
وقال الناطق باسم الخارجية الاميركية فيليب كراولي ان "التقارير التي جاءت من مراقبين محليين للمجتمع المدني وممثلي مرشحين ومسؤولين حكوميين حول سير الانتخابات تشكل مصدر قلق لنا". واضاف "نشعر بخيبة امل من التقارير في المرحلة التي سبقت الانتخابات من عرقلة انشطة الحملة الانتخابية لمرشحي المعارضة واعتقال مؤيديهم ومنع بعض اصوات المعارضة من الوصول الى وسائل الاعلام".
واكدت منظمة هيومن رايتس ووتش الاثنين ان الانتخابات التشريعية المصرية "لم تكن حرة".
الاخوان والانسحاب
في هذه الاثناء، قال متحدث باسم جماعة الاخوان المسلمين في مصر الثلاثاء ان الجماعة تبحث الانسحاب من الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية بعد أن لم ينجح أي من مرشحيها في الجولة الاولى التي أجريت يوم الاحد.
وقال محمد مرسي الذي يشغل أيضا عضوية مكتب الارشاد للجماعة في مؤتمر صحفي "الرأي النهائي في الانسحاب من الجولة الثانية للانتخابات أو استكمالها يعرض الان على قواعد ومؤسسات الجماعة و(منها) مجلس الشورى العام والمكاتب الادارية بالمحافظات لاخذ الرأي النهائي."
وأضاف أن الموقف من الجولة الثانية من انتخابات مجلس الشعب سيعلن "من خلال مكتب الارشاد في وقت لاحق غدا (الاربعاء)."
وفي وقت سابق يوم الثلاثاء قال متحدث باسم الجماعة ان 26 من بين مرشحيها وعددهم 130 سيخوضون جولة الاعادة التي ستجرى يوم الاحد المقبل.
وفي انتخابات مجلس الشعب عام 2005 شغلت الجماعة 88 مقعدا في المجلس مثلت نحو 20 في المئة من مقاعده في أكبر مكسب انتخابي لها منذ تأسيسها عام 1928 في مدينة الاسماعيلية احدى مدن قناة السويس بيد مرشدها العام الاول حسن البنا الذي اغتيل في القاهرة عام 1949 بعد عام من صدور قرار بحل لجماعة.
وفيما يبدو أنه تبرير لقرار الجماعة الشهر الماضي خوض الانتخابات قال المرشد العام لها محمد بديع في المؤتمر الصحفي "أردنا به اعلاء قيمة ايجابية في المجتمع وضرورة ممارسة الشعب لحقوقه الدستورية والقانونية والتصدي للفاسدين وعدم ترك الساحة السياسية مجالا خصبا لهم."
وكانت تقارير في صحف محلية أشارت الى أن اخوانا كثيرين حبذوا الامتناع عن خوض الانتخابات بسبب ما قالوا انه مسعى حكومي لتقليص تمثيل الجماعة في مجلس الشعب قبل انتخابات مهمة للرئاسة ستجرى العام المقبل.
ويقول محللون ان فشل الجماعة في الفوز بمقاعد في الجولة الاولى يمثل انتكاسة لها يمكن أن تتضاعف اثارها اذا فشلت في الفوز بمقاعد أو فازت بحفنة منها في الجولة الثانية وان الاثار يمكن أن تكون انقساما حادا في صفوفها.
وقال بديع "استخدام عصا الامن الغليظة (ضد الجماعة خلال الحملة الانتخابية) هو لعب بالنار وتصرف غير مسؤول."
لكنه أضاف "لن يستطيع أحد استدراجنا الى رد فعل مخالف للقانون أو الدستور ليؤثر على أمن واستقرار الوطن."
ومنذ اعلان الجماعة أنها ستخوض الانتخابات ألقت قوات الامن القبض على أكثر من ألف ومئتين من أعضائها بحسب أعضاء قياديين.
وكانت الجماعة تسعى للفوز بنسبة 30 في المئة من مقاعد مجلس الشعب وعددها 508 مقاعد.
ويخوض أعضاء الجماعة الانتخابات كمستقلين لتفادي حظر مفروض عليها منذ 56 عاما بعد أن نسبت لها محاولة لاغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
وتقول اللجنة العليا للانتخابات ان العملية الانتخابية كانت في مجملها نزيهة وان هناك تجاوزات يجري التحقيق فيها لكن منظمات تراقب حقوق الانسان قالت ان تجاوزات واسعة وقعت وشملت الاقتراع نيابة عن ناخبين غائبين لمصلحة مرشحين حكوميين وترهيب مؤيدي معارضين والتعدي عليهم.