اعلن وزير الداخلية المغربي الطيب الشرقاوي الاثنين العثور على خمس جثث متفحمة في فرع لاحد المصارف تم احراقه الاحد خلال اعمال الشغب التي اعقبت تظاهرات جرت في مدينة الحسيمة في شمال المملكة.
وقال الوزير ايضا ان 128 شخصا، بينهم 115 عنصرا من قوات الامن، اصيبوا بجروح اثناء اضطرابات وقعت في عدد من المدن بينها الحسيمة والعرش ومراكش، في اعقاب تظاهرات سلمية للغاية جرت في كافة ارجاء البلاد الاحد.
وفي تصريح صحافي، اعلن الشرقاوي من جهة اخرى توقيف 120 شخصا اضافة الى قاصرين لم يحدد عددهم.
ونسب الشرقاوي اعمال العنف في عدد من المدن وبينها الحسيمة الى "مثيري شغب". وقال الوزير ايضا ان جثث الاشخاص التي عثر عليها في الفرع المصرفي في هذه المدينة لم يتم التعرف عليها بعد.
وشارك الالاف في التظاهرات بدعوة من شبان عبر موقع فيسبوك ومنظمات غير حكومية، وهي الاولى من نوعها للمطالبة باصلاحات سياسية في المملكة منذ انطلاق الانتفاضات في العالم العربي.
وخرج اكثر من الفي شخص الى شوارع العاصمة الرباط وهم يهتفون "الشعب يريد التغيير". وفي الدار البيضاء، اكبر مدن البلد الشمال افريقي، خرج اكثر من الف متظاهر يطالبون ب "الحرية، الكرامة، العدالة". وكانت التظاهرات حتى منتصف يوم الاحد سلمية.
وصرح طالب من بين المتظاهرين في الدار البيضاء طلب عدم الكشف عن اسمه "اريد ان يكون المغرب اكثر عدالة واقل فسادا". وقال طالب اخر يدعى ابراهيم "نحن لسنا ضد الملك، ولكننا نريد المزيد من العدالة والوظائف". وانضم الاف الشبان المغاربة الى حركة "20 شباط/فبراير" على الفيسبوك التي تدعو الى تظاهرات سلمية للمطالبة بوضع دستور جديد يحد من صلاحيات الملك ومزيد من العدالة الاجتماعية.
وتاتي هذه التظاهرات في اعقاب تظاهرات مماثلة اطلقت على موقع الفيسبوك في كل من تونس ومصر وادت الى الاطاحة بالنظامين، وكذلك تظاهرات في البحرين واليمن والجزائر. وقبل التظاهرات وعد المغرب بضخ 1,4 مليار يورو لدعم السلع الاستهلاكية والتخفيف من ارتفاع الاسعار الذي يعد اضافة الى البطالة عاملا رئيسيا في انتشار التظاهرات في العالم العربي.
وجاءت التظاهرات رغم تطمينات سابقة باستبعاد ان يشهد المغرب تظاهرات تشبه تلك التي حدثت في تونس ومصر بسبب الاصلاحات المتواصلة التي يقوم بها العاهل المغربي الملك محمد السادس الذي يحكم البلاد منذ اكثر من عقد.
وانضمت جماعات حقوقية ومدنية وصحافيون مستقلون الى الحركة ودعوا الى تبني دستور ديموقراطي. لكن عشية التظاهرة اعلن احد الشبان الذين بادروا الى هذه الدعوة وموقعان اخران انسحابهم من التظاهرة متذرعين بخلافات "ايديولوجية" مع تشكيل اسلامي ومجموعات يسارية.
وقال رشيد انتيد احد منظمي التظاهرات لوكالة فرانس برس انه سينسحب من تظاهرات الاحد بسبب انضمام جمعيات اسلامية ويسارية متطرفة اليها. وقد دعت منظمة الشبيبة في حركة العدل والاحسان الاسلامية بدورها الى التظاهر "سلميا" الاحد. ويعتبر خبراء التيارات الاسلامية هذه الحركة المحظورة ولكن السلطات تغض الطرف عنها، "من ابرز الحركات في المغرب".
وقد دعمت التظاهرات ايضا منظمات غير حكومية مثل الجمعية المغربية لحقوق الانسان وصحافيون مستقلون في دعوتها الى "تبني دستور ديمقراطي". الا ان جماعة "استقلال" وجماعة "العدل والتنمية" الاسلامية المعارضة رفضتا التظاهرات.