نفي دبلوماسيان غربيان أن يكون الإسلام عدوا للنظام الدولي وطرحا أفكارا حول آفاق التعاون بين المسلمين والغرب.
وكان الدبلوماسيان يتحدثان في مؤتمر (مبادرات في التعليم والعلوم والثقافة لتنمية التعاون بين أمريكا والدول الاسلامية) الذي بدأ يوم الاربعاء بمكتبة الاسكندرية.
فالسفير الكندي في مصر فيري دي كيركوف يشدد على أن الاسلام ليس معاديا للغرب ويفرق بين الجماعات المتشددة والمضمون العقائدي للدين الاسلامي في حين تقترح السفيرة الامريكية السابقة في هولندا سينثيا بي شنايدر انشاء بوابة الكترونية ثنائية الاتجاه لتشجيع التعاون الثقافي بين بلادها والعالم الاسلامي.
وتشدد على أن دور الثقافة في التفاهم والتقارب بين الطرفين وبخاصة الثقافة الشعبية أكثر تأثيرا من السياسة ولكن الطلاب الاميركيين "لا يدرسون الكثير في المدارس عن الشعوب الاخرى" كما أن عدد المبادرات الاميركية في مجال التعاون الثقافي والانتاج المشترك يتضاءل مقارنة بالمبادرات الثقافية الاوروبية.
وترى أن المبدعين في العالم الاسلامي يستحقون "التأييد والدعم... خاصة في مواجهة التطرف... مناهضة التطرف وعدم التسامح في العالم الاسلامي لا يتطلب الرجوع الى الافكار والامثلة الاميركية ولكنه يتطلب الرجوع الى الحضارة المزدهرة في العالم العربي والاسلامي منذ ألف عام" وأن هذا الجانب مطلوب تعريف الغرب به "لتقويض الانماط المقولبة" التي استقرت في الوعي العام عن المسلمين.
وتقول شنايدر في ورقة عنوانها (التفاعل الثقافي لتدعيم العلاقات بين أمريكا والعالم الاسلامي) ان النجاح التجاري لفيلم (المليونير المتشرد) الذي نال جائزة الاوسكار لافضل فيلم عام 2009 أثبت أن " الجمهور الامريكي قد صار الان أكثر انفتاحا للافلام الاجنبية المترجمة" املة أن يكون هذا دافعا لحماس منتجي الافلام في العالم الاسلامي لتقديم أعمال تحقق التفاعل بين الشعوب وتدعو للفهم الصحيح.
وتراهن في هذا التوجه على المشروعات التي تعتمد قاعدة أو سياقا اجتماعيا لبناء جسور ثقافية تشمل حفلات موسيقية ومهرجانات سينمائية ومعارض فنية على أن تسجل هذه الاحداث على أفلام قصيرة وتعرض على الجمهور "لتأسيس روابط طويلة الاجل... بين الشباب في الولايات المتحدة والمسلمين في العالم" وسيكون لرجال الاعمال دور في تمويل الاعمال الابداعية النابعة من العالم الاسلامي.
وتقترح انشاء بوابة ثنائية الاتجاه على الانترنت لتشجيع الانتاج السينمائي المشترك وتعنى هذه البوابة بتسهيل الانتاج للشركات الامريكية في العالم الاسلامي واتاحة معلومات وافية عن صناعة السينما في هذه البلدان لصانعي السينما الاميركيين وعرض أفكار وقصص يقدمها مبدعون من العالم الاسلامي واتاحة الفرصة لهم "للوصول الى صناعة السينما الاميركية."
وتقول ان الثقافة والفنون مجال مفتوح للتعاون المشترك "وقبول الاخر" وتعزيز قيم التنوع والتعايش.
والمؤتمر الذي يختتم يوم الجمعة يشارك فيه خبراء في التعليم والثقافة والتكنولوجيا ورجال دين وسياسيون من أكثر من 40 دولة ويعقد بمناسبة مرور عام على الخطاب الذي وجهه الرئيس الاميركي باراك أوباما الى العالم الاسلامي من جامعة القاهرة ويناقش ثلاثة موضوعات رئيسية هي (التعليم) و/الثقافة/ و/العلوم والتكنولوجيا/ اضافة الى بحث علاقة هذه القضايا الثلاث بمحاور فرعية هي الشباب وتكنولوجيا المعلومات والاعلام والمرأة.
ويقول السفير الكندي دي كيركوف ان الدين أحد مكونات الثقافة ومن الضروري أن يحظى بالاحترام من قبل الثقافات الاخرى وأن يتمتع معتنقوه بحرية التعبير عن أفكارهم وارائهم على مستوى عالمي.
وينفي أن يكون الاسلام ضد الغرب مشددا على أن "محتوى الاسلام العقائدي ليس بالغريب أو المعادي ولكن الاصوليين المسلمين قد وجهوا رؤيتهم الجهادية والسياسية عن الاسلام ضد الغرب" مستشهدا على ذلك بأن اندماج كثير من المسلمين في المجتمع الكندي يكشف "زيف هذه الاسطورة."
ويقول دي كيركوف في ورقة عنوانها (بعض الاسئلة عن الاسلام والغرب) ان طبيعة العصر جعلت ادراك الناس للصورة أكبر من اهتمامهم بالحقيقة وهكذا خرجت ما يسميها خرافات وأساطير "تدعي أن الاسلام لديه حساسية تجاه التمدن... ومشكلة في التكيف مع الحداثة" مطالبا بعدم الخلط بين الاسلام والجماعات المتشددة.
ويضيف أن هدف "الاسلاميين هو الحصول على السلطة وبذلك يكون لهم أهداف سياسية وليست دينية."
ويقول ان التركيز على قمع "الارهاب" وفرض الديمقراطية "هو الذي قد يجعل من الاسلام عدوا مناهضا للنظام الغربي" نظرا للاهتمام بعوامل جيو-سياسية وتجاهل العلاقات الثقافية والاجتماعية والتنوع البشري داخل المجتمعات الاسلامية.